• شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكون الجزيرة العربية البقعة الطاهرة التي اختارها للكعبة المشرفة والمسجد الحرام، وأوحى إلى أفئدة المسلمين أن ترنو إليها وتحج إليها، يأتي عباد الرحمن من كل فج عميق إلى أرض الوحي والرسالة التي غيرت مستقبل البشرية وما زالت، ومع هذا الوهج المنير تتناثر الثروات والبركات والخير العميم مع شعب مضياف كريم، يدافع عن الدين الحنيف، ويبني ويعمر للأجيال، وتتنافس أنحاء المملكة وأقاليمها في العطاء، وتلتحم الإنجازات مع المشاريع.

باعتباري من أبناء «ينبع النخل»، تلك المنطقة العريقة التي عرفها العالم واحة غناء، وأطلق عليها القدماء لقب «شمس الشام» لكثرة ما فيها من ينابيع الماء، و170 عيناً، و800 ألف نخلة، فهي تشبه في الجمال والفن أرض الشام القريبة من شمالها.

• منذ قديم الزمان، خصوصاً بعد انتظام رحلات الحجيج القادمة من الشمال وشمال أفريقيا، سجل الرحالة لأهلها الكرم وحسن الضيافة والشجاعة والإيثار، ونجح أبناؤها في نشر الرقعة الخضراء؛ واحات وسويقات وقرى وسط الصحراء تربط مدن وقرى المنطقة الشمالية السعودية، وتضاعفت المساحات الزراعية وأضيفت لها القلاع الصناعية والموانئ الحديثة، بفضل خطط التنمية التي اعتمدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لينبع النخل، نشعر نحن أبناؤها بالحنين إلى القرى مسقط رؤوسنا، ونسعد بالعودة إلى رحابها، نتمتع بالطقس النقي والجمال الطبيعي والإنجازات التعليمية والصحية والبلدية وغيرها، وتقدم سبل الحياة إلى الأفضل تحت مظلة تلتقي فيها النهضة والأصالة ورصيد العطاء للأجيال.

• هذا ما شاهدته في هذه الأيام بعد نزول الأمطار والخيرات إلى ينبع النخل، وسوف تعُود أسواقها مثلما كانت سابقاً، مثل أسواق: السويق التجاري الكبير، والجابرية، وسويقة، واهتمام الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بشمال المملكة، وهذا ما نراه في محافظة العُلا والمناطق المجاورة.