[ad_1]
21 يونيو 2021 – 11 ذو القعدة 1442
11:48 AM
وما خفي أعظم.. تسربٌ أثبته العلماء للأولى ولا يزالون يرجّحونه للثانية
قصة مجنونة وكذبة معقولة.. “جمرة روسيا الخبيثة” و”كورونا الصين”!
أعاد تسليطُ الضوء على منشأ وباء فيروس كورونا، إلى الأذهان التسرب المختبري لبكتيريا الجمرة الخبيثة من مختبر عسكري في الاتحاد السوفييتي عام 1979.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”: إن تسرب الجمرة الخبيثة التي تستر السوفييت عليها والتي كُشفت لاحقًا في التسعينيات الميلادية، تجددت أهميتها في الوقت الذي لا يزال فيه العلماء يبحثون عن أصل الفيروس التاجي الحالي.
ويعتقد العديد من العلماء أن الفيروس الذي تسبب في جائحة كوفيد-19، تَطَور في الحيوانات وانتقل في مرحلة ما إلى البشر؛ لكن العلماء يدّعون أيضًا إجراء تحقيق أعمق في احتمال وقوع حادث في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
وسبّب رفض الحكومة الصينية -كما هو حال الحكومة السوفييتية آنذاك- احتمال حدوث تسرب في المختبر واسع النطاق؛ إذ لم تتح السلطات الصينية للمحققين الدوليين، الوصول للبيانات التي يمكن أن تكشف معلومات هامة في أصول الوباء؛ بحسب “الحرة”.
ووفق تقرير نشره اليوم موقع “الحرة”؛ لم يأتِ الاعتراف بتسرب بكتيريا الجمرة الخبيثة إلا في عام 1992، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وقال الرئيس الروسي بوريس يلتسن، حينها: إن “تطورنا العسكري كان السبب” في تفشي الجمرة الخبيثة.
في هذا السياق، قال عالم الأحياء بجامعة هارفارد، ماثيو ميسيلسون، في مقابلة هذا الشهر من كامبريدج: “لدينا جميعًا مصلحة مشتركة في معرفة ما إذا كان ذلك بسبب حادث معمل”، في إشارة إلى جائحة فيروس كورونا.
وانتقل الدكتور ميسلسون، خبير الحرب البيولوجية، إلى غرفة نوم إضافية بمنزل صديق في وكالة المخابرات المركزية عام 1980 لدراسة معلومات استخبارية سرية، تشير إلى أن تفشي الجمرة الخبيثة السوفييتية ربما كان مرتبطًا بمنشأة عسكرية قريبة.
بعد ست سنوات، كتب أن التفسير السوفييتي للأصول الطبيعية للوباء كان “معقولًا”، وقال: إن الأدلة التي قدّمها السوفييت كانت متسقة مع النظرية القائلة بأن الناس أصيبوا بالجمرة الخبيثة المعوية التي نشأت في عظام ملوثة تُستخدم كعلف للحيوانات.
“قصة مجنونة”
ولكن بعد ذلك، جاء الدكتور ميسلسون وزوجته عالمة الأنثروبولوجيا الطبية جين غيليمين، إلى روسيا مع خبراء أمريكيين آخرين لإجراء دراسة شاقة تبحث أصول تلك البكتيريا التي تسببت في حدوث وفيات كانت غامضة في بادئ الأمر.
وعمل هؤلاء العلماء على توثيق هبوب الرياح الشمالية الشرقية في 2 أبريل 1979، وهي تحمل معها قدرًا قليلًا من جراثيم الجمرة الخبيثة التي جاءت عن طريق الخطأ من مختبر الأبحاث العسكرية بمدينة سفيردلوفسك، عبر منطقة ضيقة تمتد على الأقل 30 ميلًا باتجاه الريح.
وقال الدكتور ميسيلسون، موضحًا سبب نجاح السوفييت في تبديد الشكوك حول تسرب المختبر: “يمكنك تأليف قصة مجنونة تمامًا وجعلها معقولة بالطريقة التي تريدها”.
وكانت السلطات السوفييتية في ذلك الوقت، قد ألقت باللوم على استهلاك اللحوم الملوثة في الوفيات الغامضة التي سبّبتها بكتيريا الجمرة الخبيثة.
في سفيردلوفسك، كان عالم الأوبئة، فيكتور رومانينكو، مسؤولًا عن التستر على حادثة تسرب البكتيريا التي استُثمرت كسلاح بيولوجي.
يقول الدكتور رومانينكو إنه عَلِم على الفور أن تفشي المرض الذي ضرب المدينة؛ لا يمكن أن يكون الجمرة الخبيثة المعوية التي تنقلها الأغذية كما زعمت السلطات الصحية العليا؛ إذ أظهر نمط وتوقيت توزيع الحالات، أن المصدر كانت جزئيات محمولة جوًّا وأنه حدث لمرة واحدة.
من جهته، قال الدكتور ميسلسون: إن الأمر نفسه ينطبق على التحقيق في مصدر وباء كوفيد-19 الذي سبّب فوضى غير مسبوقة في العالم.
وأضاف أنه طالما ظل مصدر الوباء موضع شك؛ فإن السؤال عن أصل الوباء سيستمر في إثارة التوترات مع الصين، أكثر مما لو كانت الحقيقة معروفة.
وعلى عكس كوفيد-19، لا تنتقل الجمرة الخبيثة بسهولة من إنسان إلى إنسان، وهذا هو السبب في أن تسرب مختبر سفيردلوفسك لم يتسبب في انتشار وباء واسع النطاق.
لكن حتى قضية سفيردلوفسك لم يتم حلها بالكامل؛ إذ لا يزال من غير الواضح ما إذا كان النشاط السري في المصنع هو تطوير أسلحة بيولوجية غير مشروعة -وهو ما يُعرف عن الاتحاد السوفييتي- أو بحث لقاح.
وحظيت فرضية “التسرب من المختبر” عند دراسة أصول مرض كوفيد-19، باهتمام كبير مؤخرًا، بعدما خلص تقرير أعده مختبر وطني تابع للإدارة الأمريكية، إلى أن تسرب فيروس كورونا، المسبب للمرض، من معمل صيني في ووهان؛ فرضية تستحق مزيدًا من التحقيق، بعد التعتيم الصيني على جهود التحقيق حول أصل المنشأ.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد وجّه الوكالات الاستخباراتية في بلاده، لإجراء تحقيق أمريكي في أصول الفيروس.
[ad_2]
Source link