[ad_1]
تتعدّد دوافع الشك في تلقي اللقاح بالنسبة للبعض، لتشمل الخوف من التعرّض لضرر طويل الأمد نتيجة تلقي أنواع محددة منه، أو اعتقادهم أن اللقاح غير فعّال لبعض الفئات، من بين هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان.
“اللقاح كرمالنا”… حملة لمركز “الجنى” و”أنيرا” بدعم من اليونيسيف
ومن منطلق التأكيد على أهمية تطوير استراتيجيات اتصال صحيّة وفعالة تستهدف الجمهور من أجل توعية الناس حول أهمية تلقي اللقاح الذي بات يمثل طوق النجاة لشعوب العالم من جائحة كورونا، أطلق مركز الجنى بالتعاون مع جمعية أنيرا ومؤسسة التعاون وبدعم من اليونيسف، حملة توعوية بعنوان “اللقاح كرمالنا”.
وطالت الحملة التي استمرت لنحو شهر، أكثر من ١٢ ألف منزل في نحو ٢٧ مخيما وتجمعا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لتشجيع أكبر عدد ممكن من اللاجئين الفلسطينيين على التسجيل لتلقي اللقاح إلكترونيا عبر موقع وزارة الصحة اللبنانية.
كايد: تم تدريب مجموعة كبيرة من المتطوعين حول لقاح كورونا
ولتحقيق الأهداف المرجوة، يقول الناشط في مركز الجنى، هشام كايد، إنه “جرى تدريب مجموعة كبيرة من المتطوعين حول كل ما يتعلق باللقاح، لتمكينهم من تنظيم جولات على المنازل في مجموعة كبيرة من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان”.
وأوضح أن المخيمات شملت البداوي ونهر البارد في طرابلس، إضافة إلى مخيم ضبية، ومار الياس وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، ومخيمي عين الحلوة والمية ومية في صيدا، وفي صور مخيمات البص والرشيدية وبرج الشمالي، إلى جانب ٦ تجمعات في وادي الزينة، والرميلة، وجدرا، والبيسارية، والقاسمية، وجل البحر.”
الخطيب: نجحنا بتسجيل أكثر من ٢٤ ألفا على المنصة لتلقي اللقاح
من جهته، منسق الحملة في مركز الجنى، عاطف الخطيب، قال إنه بفضل حملة “اللقاح كرمالنا”، تم تسجيل أكثر من ٢٤ ألفا على منصة وزارة الصحة، بعدما تبيّن أن عددا لا بأس به من هؤلاء، لم يسجّلوا لتلقي اللقاح لأنهم لا يعرفون طريقة التسجيل الإلكتروني، وآخرين يتخوّفون من العوارض الجانبية الخطيرة التي قد يتعرضون لها بعد تلقيهم اللقاح، إلى جانب نسبة ممن يجهلون خطورة الفيروس أو غير مقتنعين بوجوده.”
وشدد الخطيب على أن فريق الحملة وضع نصب أعينه ضرورة العمل على نشر المعرفة بين الناس للوصول إلى قناعة بأن الخطورة قليلة جدا مقارنة بما نجنيه من اللقاحات. وتابع، “حفاظا على سلامة المجتمع، من المهم جدا تصحيح المعلومات الخاطئة لدى اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية حول لقاح كورونا، وإعطائهم الثقة بهذه اللقاحات التي اعتُمدت من قبل منظمة الصحة العالمية بعد إجراء تجارب واختبارات عديدة”.
نحو ٣٠٠ متطوع ومتطوعة ساعدوا اللاجئين بالتسجيل إلكترونيا لتلقي اللقاح
ووسط توصيات من منظمة الصحة العالمية بتوزيع عادل للقاح، وإعطاء الأولوية للفئات العمرية والفئات الأكثر تعرّضا للخطر، تشير المتطوّعة في تجمّع وادي الزينة، بسمة الفقير، إلى أنها عملت مع نحو ٣٠٠ متطوّع ومتطوّعة على مساعدة كل من يريد أخذ اللقاح في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بالتسجيل عبر المنصة الإلكترونية، خصوصا كبار السنّ الذين يجدون صعوبة في مواكبة التطوّر التكنولوجي.
وتضيف: “على الرغم من ذلك، فوجئنا في بعض المناطق بوجود حالة إنكار لفيروس كورونا، إذ صادفنا بعض الأشخاص الذين شككوا بوجود الفيروس ومدى خطورته. وكان من الصعب التفاهم مع هؤلاء بسهولة، إلا إننا حاولنا مرارا مشاركتهم بعض الحقائق العلمية حول الفيروس، ونجحنا أخيرا في إقناع بعضهم بالتسجيل لتلقي اللقاح”.
بدوره، محمد عبد الهادي، الذي عمل مع مجموعة من المتطوعين في مخيم عين الحلوة، أشار إلى أن فريقه حاول توعية الناس حول أهمية تلقي لقاح كورونا لتعزيز المناعة الشخصية ضد الفيروس، وتجنّب الحاجة لدخول مستشفى في حال الإصابة، وهو أمر بات يشكل عبئا كبيرا على المستشفيات التي لم تعد تحتمل أعدادا إضافية من المصابين.
وفي مخيم برح الشمالي بمدينة صور، توضح ألاء ميري أن الحملة لاقت تفاعلا كبيرا بين اللاجئين، خصوصا فئة الشباب وطلاب الجامعات منهم. وتضيف: “في السابق، كانت الأرقام تشير إلى إصابة ٢٠ إلى ٣٠ لاجئ في المخيم يوميا، ولكن بجهود المتطوعين في حملة ’اللقاح كرمالنا‘، تم توعية نسبة كبيرة من الناس حول خطورة الفيروس وأهميّة تلقي اللقاح، حتى تدنّى عدد الإصابات في المخيم إلى إصابة واحدة أو اثنتين فقط في اليوم الواحد”.
أما في مخيم الجليل بمدينة بعلبك، يقول فراس تفال إن “عملية إقناع الناس بالتسجيل لتلقي اللقاح كانت معقدة”، مشيرا إلى أن “البعض أظهروا عدم ثقتهم الكاملة بأنواع اللقاحات المتوفرة، وتساءلوا عمّن يتحمل مسؤولية الأعراض الجانبية للقاح في حال حدوثها”.
وبحسب اليونيسف، تعتبر اللقاحات من أهم التطورات في الطب الحديث. وقد ساعد استخدامها المتزايد في خفض معدلات وفيات الأطفال إلى النصف، وبالتالي إنقاذ حياة الملايين.
غير أن جائحة كوفيد-19 قلبت حياة الأطفال وأسرهم في جميع أنحاء العالم رأساً على عقب. وتعمل اليونيسف في لبنان وغيره من البلدان مع خبراء لتقديم الحقائق وليس الخوف، من خلال تقديم إرشادات موثوقة للوالدين ومقدمي الرعاية والمعلمين، والشراكة مع المستجيبين في الخطوط الأمامية لضمان حصولهم على المعلومات والموارد التي يحتاجونها للحفاظ على صحة الأطفال وأسرهم.
[ad_2]
Source link