تيم سبارف: تأهل منتخب فنلندا لأول بطولة كبرى حلم تحقق بعد صبر ومعاناة

تيم سبارف: تأهل منتخب فنلندا لأول بطولة كبرى حلم تحقق بعد صبر ومعاناة

[ad_1]

تيم سبارف: تأهل منتخب فنلندا لأول بطولة كبرى حلم تحقق بعد صبر ومعاناة

قائد الفريق يصف مشاعره بعد بلوغ نهائيات كأس أوروبا وقبل فوات أوان مشاركته


الأربعاء – 6 ذو القعدة 1442 هـ – 16 يونيو 2021 مـ رقم العدد [
15541]


تيم سبارف يتحكم في الكرة في افتتاح مباراة فنلندا أمام الدنمارك (أ.ب)

لندن: الغارديان

نادراً ما كان تشجيع المنتخب الفنلندي هواية مريحة وممتعة، فتارة كان لاعبو هذا المنتخب يسجلون أهدافاً في مرماهم من نيران صديقة في الدقائق الأخيرة من عمر المباريات، وتارة أخرى كانوا يعجزون عن تحقيق أي فوز على مدار عام كامل، وهو الأمر الذي كان يصيب الجمهور بالإحباط ويعزز صورة هذا المنتخب كفريق سيئ الحظ وغير ناجح على الإطلاق. لقد كان لدينا بالتأكيد بعض اللاعبين اللامعين والمتميزين على المتسوى الفردي في بعض الأحيان، لكن غالباً ما كان يطغى عليهم فشل الفريق في التأهل لبطولة كبرى. وفي كل صيف كنا نشاهد بإحباط شديد نظراءنا في بلدان الشمال الأوروبي وهم يقضون أوقاتاً ممتعة في نهائيات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية، بينما نضطر نحن لمشاهدة كل شيء على شاشة التلفزيون! وفي كل صيف كنا نسأل أنفسنا بمرارة: «متى يأتي دورنا؟»، وبعد أن تحقق حلم المشاركة في نهائيات كأس أوروبا، فإننا سنسعى إلى تخطي دور المجموعات والتأهل إلى المرحلة التالية.
لقد كنت في الثالثة عشرة من عمري عندما شاهدت أول مباراة لمنتخب فنلندا من الملعب. كنت قد حصلت على إذن للرحيل مبكراً من المدرسة للسفر إلى هلسنكي مع والدي وأصدقائه لمشاهدة مباراة منتخب فنلندا في تصفيات كأس العالم ضد إنجلترا في عام 2000. ولم أكن أصدق نفسي وأنا أشاهد كل اللاعبين الذين أحبهم منذ وقت طويل، مثل ياري ليتمانن، وسامي هيبيا، وبول سكولز، وتيدي شيرينغهام. وكنت مفتوناً للغاية بالاستاد الأولمبي بأضوائه الكاشفة وحضور 35 ألف متفرج من عشاق كرة القدم.
وانتهت تلك المباراة بالتعادل السلبي، لكن أهم شيء في ذلك اليوم هو أن ما رأيته كان مصدر إلهام لي وأنا في الثالثة عشرة من عمري، حيث قلت لنفسي إنني سأكون هناك يوماً ما لكي ألعب باسم منتخب بلادي. كنت طفلاً طويل القامة ونحيفاً أعاني من مشاكل في النمو، وبالتالي عدم تناسق في الجسد. وعلى الرغم من المشاكل الجسدية والبدنية التي كنت أعاني منها، كان الآخرون يرون أنني صبي يعرف قدراته جيداً ولديه رغبة هائلة في التطور والتحسن. ووراء ذلك المظهر الخارجي الهش، رأوا إمكاناتي الكبيرة، رغم أنني أنا نفسي ربما لم أكن أدرك ذلك في تلك الفترة.
وتحقق حلمي في أن أصبح لاعباً محترفاً وأن أمثل بلدي، حيث لعبت مع جميع الفئات العمرية لمنتخب فنلندا وكنت قائد منتخب فنلندا تحت 21 عاماً في بطولة كأس الأمم الأوروبية في السويد عام 2009. وشاركت لأول مرة مع المنتخب الأول في العام نفسه وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من منتخب فنلندا على مدار السنوات العشر التالية. كان ينبغي أن أكون سعيداً وراضياً عما حققته، لكنني لم أكن كذلك. كنت قد وصلت إلى الثانية والثلاثين من عمري في ربيع عام 2019 وكانت فنلندا الحبيبة واحدة من الدول القليلة التي لم تتأهل لأي بطولة كبرى. وكانت الدول الأخرى التي تشاركنا هذا الإحباط هي دول مثل لوكسمبورغ وجزيرة فارو وسان مارينو! وكان الوقت يمر سريعاً بالنسبة لي ولزملائي المتقدمين في السن. وكنا ندرك جيداً أنه إذا كنا نريد القيام بشيء غير عادي، وإذا كنا نريد كتابة أسمائنا في كتب التاريخ، فيتعين علينا أن نفعل ذلك الآن.
وكانت مجموعتنا المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 تضم كلاً من إيطاليا والبوسنة والهرسك واليونان وأرمينيا وليختنشتاين، على أن يتأهل أفضل فريقين مباشرة للبطولة. ونظراً لأن المنتخب الإيطالي من المنتخبات القوية للغاية، فقد كان يضمن تأهله، في حين كان يتعين على باقي المنتخبات أن تقاتل من أجل الفوز بالمقعد الثاني. لعبنا بشكل جيد خلال التصفيات، وكنا نمتلك خط دفاع صلباً وقوياً للغاية، وكنا نشن هجمات مرتدة قاتلة على الفرق المنافسة ونتحول بشكل رائع من الشكل الدفاعي للهجومي. وكنا نشعر بثقة وهدوء لوجود لوكاس هراديكي في المرمى، والنجم المتحرك غلين كامارا في خط الوسط، بالإضافة إلى قدرة روبن لود على خلق الفرص للمهاجم المتألق تيمو بوكي، الذي كان في حالة تهديفية رائعة. كنا نلعب بشكل قوي وشرس ومنظم، كما تلعب الفرق الفنلندية عادة، لكننا أضفنا إلى ذلك اللمسة الدولية، وكان من الواضح للجميع أنه يتم بناء فريق قوي يلعب كرة قدم حديثة.
وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، كنا نلعب أمام ليختنشتاين على ملعبنا في مباراة أصبحت تمثل أحد أكثر الأيام التي لا تُنسى في تاريخ كرة القدم الفنلندية، حيث حققنا الفوز بثلاثية نظيفة وتأهلنا لنهائيات أول بطولة كبرى للرجال لأول مرة في تاريخنا. ما زلت أتذكر كيف اقتحمت الجماهير السعيدة ملعب المباراة فور إطلاق صافرة النهاية، وكيف قام الجمهور المتحمس برفعي أنا وزملائي في الهواء. وما زلت أتذكر كيف كنا نغني أغاني البوب الفنلندية في غرفة الملابس وكيف كنا نسكب الشمبانيا. وما زلت أتذكر عندما جلس اللاعبون في الساونا وكانوا يضحكون ويمزحون، عندما قال أحدهم فجأة: «أيها الأولاد، ما الذي فعلناه للتو؟».
قد لا يكون تاريخ كرة القدم الفنلندية كبيراً، لكن هذا الأمر قد ينطبق على تاريخ البلاد ككل، فقد اعتاد هذا الشعب على التحديات والصعوبات. وعلى الرغم من الحروب والركود المالي والمجاعات، ما زلنا نقف شامخين. وعلى الرغم من الهزائم في اللحظات الأخيرة وعلى الرغم من السنوات الطويلة من الفشل في تحقيق نتائج جيدة، فإن اللاعبين والمشجعين على حد سواء لم يستسلموا، وهو ما يثبت أننا نتحلى بالقوة والشراسة داخل وخارج الملعب. وقد أدى تفشي فيروس كورونا إلى تأجيل إقامة كأس الأمم الأوروبية، وبالتالي تأجيل فرحتنا بالمشاركة في هذا الحدث الكروي الكبير.
ويمكن للفنلنديين الذين نفد صبرهم أن يقولوا الآن «لقد جاء دورنا»، بعدما انتهى هذا الانتظار. إنني فخور للغاية بمشاركة فنلندا في يورو 2020. أنا سعيد بزملائي في الفريق وبكل العاملين في المنتخب الفنلندي، لكنني أكثر سعادة لمشجعينا الذين انتظروا طويلاً حتى يأتي هذا اليوم.
إنهم يستحقون أن يشعروا بالسعادة بعد عقود من دعم فريق بدا أنه سيئ الحظ. دعونا نأمل أن تكون هذه بداية لمستقبل أكثر إشراقاً للمنتخب الوطني الفنلندي، خصوصاً أن جميع اللاعبين مصممون على عمل شيء جيد، وليس المشاركة في النهائيات فقط.



فينلاند


رياضة



[ad_2]

Source link

Leave a Reply