[ad_1]
ويُسجل التاريخ الاهتمام الكبير بالخيل العربية في المملكة العربية السعودية، ومن أهم المسارات المعلوماتية الواردة في ذلك أن المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- يُعد آخر فارس في التاريخ السياسي الحديث ممن وحَّد بلاداً وجمعها على صهوة الخيل العربية.
وللتأكيد على عناية المؤسس بـ«رياضة الفروسية» يمكن الاستدلال بالمعلومات الواردة في موقعي «نادي سباقات الخيل» ومركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة، التي تشير إلى بدء سباقات الخيل بالرياض في عهده؛ حيث كانت تُقام في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الرياض، وكانت تنطلق من نهاية طريق صلاح الدين الأيوبي إلى أن تصل نقطة النهاية أمام ربوة مرتفعة كان يعتليها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لمشاهدة السباق، وهو الموقع الحالي لمبنى النادي الرياضي التابع لنادي سباقات الخيل بحي الملز. وكانت السباقات تُقام في عهده بين أبنائه على خيل عربية أصيلة يملكها جلالته وبعض الأمراء من أبنائه الذين غدوا يهتمون باقتناء الخيل الأصيلة ويشاركون بها في السباقات منذ ذلك الوقت.
وللخيل دورها في حياة الملك عبدالعزيز خلال توحيده البلاد؛ فكان فارساً يشار إليه بالبنان، وأجاد في صغره ركوب الخيل ورمي الرمح وحمل السيف؛ حتى تمكن منها وأتقنها على صهوات الأصائل من خيل والده.
وفيما تعارف العرب على تسمية الأصول الخمسة الأولى للخيل العربية بالرسن، فهناك خمسة أرسان للخيل العربية من جهة الأم وهي الأفراس الكريمة التي نجت من السيل العرم في اليمن، ومن بينها «عبَيّة» التي سميت بذلك؛ لأن صاحبها عندما سابق بها كادت عباءته تقع فأبقت ذيلها مرفوعاً والعباءة عالقة به.
واشتهرت «عبَيّة» دون غيرها من الـ(صويتية، كحيلية، حقلاوية، حمدانية)؛ كونها أشهر أرسان (أنساب) الخيل التي خاض بها الملك عبدالعزيز معاركه، فحين أقدم على توحيد المملكة العربية السعودية كانت خيله وسيفه هي كل عتاده، ومن عشق المؤسس للخيل العربية الأصيلة يُذكر أنه امتلك 1000 منها.
الاهتمام والعناية
تعلق المؤسس -طيّب الله ثراه- بالخيل؛ فهي رفيق دربه في فتوحاته وجولاته البطولية، وكان لها في نفسه مكانة خاصة؛ فتولاها بالرعاية والاهتمام بعد استقرار البلاد، ومن أجل ذلك اتخذ لها حِمى خاصاً بها تمرح فيه وترعى يكون قريباً من العاصمة «الرياض»، ووقع اختياره على منطقتي «قنيفذة» و«سامودة» الواقعتين على بعد (20 كم) غرب «مرات»، وسبب اختياره لهذا الموقع أنه كان على طريق غدو الملك وإيابه للحجاز؛ ليشرف عليها بنفسه.
ولقرب «مرات» من الحمى؛ فقد كلف الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أمير «مرات» آنذاك «إبراهيم بن دايل» بالإشراف عليها، وتأمين احتياجات الخيل من الشعير والتمور، فضلاً عن تكليف رجال من «مرات» بتجديد حفر الآبار وطيها مع تأمين الدلاء والحبال. وتشير المصادر التاريخية إلى إشراف عدد من الرجال على الحمى، من بينهم «بخيت أبو رقبة» و«محمد بن هاجد» و«فهد الشمري»، و«نوار الدعجاني» و«محمد المركوس» وأخوه «فارس المركوس» و«بن قرينيس السبيعي» وآخرون. ويحد الحمى من الشمال طريق مكة، ومن الجنوب «تبراك» ومن الشرق «المروت» ومن الغرب «نفود السر».
وكانت مهمة «الحماي» التأكد من عدم دخول الماشية الى أرض الحمى حفاظاً على الغطاء النباتي؛ ليكفي الخيل التي ترعاه والإبل؛ وتبدأ مهمته من طلوع الفجر، حيث يمتطي ذلوله للمشي بمحاذاة الحمى في منطقة معينة ومخصصة له لمراقبتها ذهاباً وإياباً، تتخللها أوقات راحة للقيلولة والتزود بالطعام والماء. أما رعي الخيل فقد كان يوكل كل خمسة منها لأحد الرعاة الذي يُعرف بـ«الزمّال»؛ فيتولى رعايتها وإطعامها ورعيها وتزويدها بالماء من آبار الحمى المتعددة.
ومن صور العناية، كلف وزير ماليته الشيخ عبدالله بن سليمان الحمدان بإنشاء أكبر مشروع للاكتفاء بالأغذية في المملكة، وهو مشروع زراعي ضخم كان أشبه بسلة غذاء للبلاد، وكان موقعه في منطقة تسمى «خفس دغرة» جنوب شرقي محافظة الدلم، التي احتضنت أيضاً معسكر الملك عبدالعزيز، وبها أفضل خيله المعدة، وما ميز المنطقة توفر ينبوع ماء دائم سمح باستمرار المشروع لعدة أعوام؛ ما أسهم في زيادة القمح والشعير للمملكة وتزايد سلالات الخيل أيضاً، وعندما جف عين الماء، أمر الملك فيصل -رحمه الله- بنقل الخيل إلى «ديراب» وأنشأ مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة.
[ad_2]
Source link