في مديح شذى خطواتها – أخبار السعودية

في مديح شذى خطواتها – أخبار السعودية

[ad_1]

تعبرين، مثل نغمة متبتلة، آسرة.. تضرم النار في حطب ذكرى بعيدة، تعبرين مثل قاطع طريق متربص بروحي، في ليل غائر في الوحشة. أتهاوى مبللا بسناء التفاتتك، كجدار قديم داهمته عاصفة هوجاء، وتنبت في حقول يدي أعراس مؤجلة، وتسمق في دمي أشجار من نواح وهديل، وأهفو إلى أن أذرف لوعة ترعى حشائش القلب بين بساتين يديك، وتحت شرفة عينيك، أذرف ما تبقى من حضارة من يتم أزلي أبدي؛ هي كل غنيمتي من هذا العالم!

أذرفها لكي يفوح الشذى في مروج ابتسامتك.

كل ما في الأمر، أنك تشبهني ربيعا قديما، استوطنت تفاصيله البعيدة جدا روحا طاعنة في الأنين، مبكرا. في ذلك الربيع، كان قلبي شاسعا مثل طعنة غادرة..

لكن الشتاء علمني صهيل النواح، وعواء الفقد.

من أجل هذه اللحظة فقط، أكتفي بأن أقتفي دمي في أثر نسخة «محدثة» من حب قديم، تهدل، بعد سن الخمسين! أقتفي عبق طيف قديم، لكي أدفن -تحت ظلال شجرتك الوارفة- حياة مبتذلة، أيامها متشابهات، مثل ليل طاعن في الفجيعة.. متخما بفرح طارئ.

في منتصف الشوق، أمضي وحيدا بلا عزاء.. لا تشيع جنازة وحدتي فراشات التفاتتك، تنقرين شاشة هاتفك الذكي مثل عصفور مبتهج بغنيمة صباحية، وأخجل من عواطف سرية، لا تليق بتطبيقات هاتفك الفاره، بعد أن حذفت تطبيق واتساب، واكتفيت بهاتف بليد حسير، وأهمس لنفسي: «ربما، ليس لديها مغامرات عاطفية تخشى أن يفضحها التطبيق الأثيم»، وأنت توشوشين في حبور، كشحرور يغرد على شرفة قلبي منتشيا بالربيع القادم، بينما قلبي حمامة تنوح، كما يليق برجل جدير بالرثاء.

أقتفي أثرك شريدا في نغمة خطوك، تائها في بيداء ظلك.. أنوء بإرثي الفادح من غنيمة النحيب.

عيناك صحراء تؤجج عطش الروح في هجير غيابك، عيناك عصافير ملونة تطرز الهواء بنشيدها في حقول من وله قديم.. تبني أعشاشها في المسافة الفاصلة بيني وبينك، وتطير مذعورة من فخاخ ابتسامتك.

قبل منتصف الشوق،

وقبل أن ألملم انكسارتي النائية،

أحصي خساراتي المتتالية، أضرمت قبيلة بدائية نارا وثنية، ومارست طقوسا همجية نكاية في ذلك الركن القصي من خرائبي الداخلية..

أضرمت نارا.. وقودها رفاتي، وحطبها لوعتي

تعبرين مثل تلويحة أخيرة، تتربص بي

تشحذ عيناك مدية قلبك

وبمحض إرادتي، أستسلم لـ«سكينة الذبح»، يهرب دمي مني، ويشيع في الجهات الأربع للريح.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply