[ad_1]
وسائل التواصل وانتهاك الخصوصیة!!
یستخدم معظم البشر الیوم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته المتعددة، وبعض الناس مرتبط بهذه الوسائل بشكل كبیر؛ إذ یتفاعلون معها في كل لحظة تقریبًا، وینشرون دقائق وتفاصیل حیاتهم الشخصیة بشكل موسع للغایة، زالت معه مفاهیم وقیم كثیرة، مثل مفهوم “الخصوصیة” وضرورة احترامها، وعدم انتهاكها بأي شكل من الأشكال!!
وفي ظل هذا الكم الهائل من تفاعل الناس على المواقع الاجتماعیة، ونشر صورهم، ومقاطع من حیاتهم بأدق تفاصیلها، یتساءل الكثیرون: أین هي الخصوصیة في حیاتنا الیومیة؟ إذ یكاد البعض ینقل للعالم تفاصیل ما یدور داخل بیته، وكل ما یحدث له في حیاته الأسریة أو الشخصیة، حتى لو كان في رحلة استجمام بصحبة أهله وأسرته فإنه یتخلى عن خصوصیتهم وحقهم في الراحة، وینقل لنا تفاصیل ما یأكله، وما یشربه، وما یقوم به من أفعال، وما یحدث له من مواقف مع المحیطین به!! بل وصل الحال بالبعض وهم في المقابر أن یقوموا بالتصویر، ووضع عبارة (ادعوا للفقید بالمغفرة والرحمة)، وبعض الناس یترك التركیز في مناسك الحج أو العمرة وجُلُّ همه هو تصویر الكعبة المشرفة والطائفین والمصلین، وآخرون یصورون آباءهم وأمهاتهم المرضى مع طلب الدعاء لهم بالشفاء العاجل!!
وتثیر هذه الظواهر الكثیر من التساؤلات في الواقع؛ فأین احترام الخصوصیة والحفاظ على مشاعر المرضى؟! بل أین احترام وتقدیر مشاعر ذوي الموتى؟! نعم، لا شك في أن تأثیر مواقع ومنصات ووسائل التواصل الاجتماعي یزداد یومًا بعد یوم في حیاة الناس الشخصیة والنفسية والاجتماعیة، ولكن هل یصل الأمر إلى حد انتهاك الخصوصیة بهذا الشكل؟!!
ولا یقتصر الأمر على مجتمعاتنا العربیة وحسب؛ فقد أكدت دراسة علمیة، أُجریت في جامعة “بوسطن” الأمریكیة، أن استخدام مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي تجاوز الحدود المعقولة، وأنه یمكن أن یهدد استقرار الحیاة الزوجیة أكثر مما یعتقد الكثیرون؛ وذلك بسبب انتهاك الخصوصیة عبر هذه الوسائل؛ إذ قد یتسبب ذلك في انهیار الزواج عندما ینشر المتزوجون معلومات عن حیاتهم الزوجیة الخاصة عبر وسائل التواصل، أو یفشون جانبًا من خصوصیاتهم على الملأ!!
وأشارت الدراسة إلى أنه حتى إذا قام أحد الزوجین بنشر شيء من خصوصیات الحیاة الزوجة والأسریة على سبیل المزاح في وسائل التواصل الاجتماعي فإنه قد یعصف باستقرار الأسرة، ولاسیما إن فسّرها شریك الحیاة على أنها سلوك غیر مناسب، ینتهك الخصوصیة.
وحذرت دراسة علمیة أخرى، أُجریت في جامعتَي “كارنیجي میلون” و”كانساس” الأمریكیتَین، من نشر المعلومات الشخصیة الخاصة على الإنترنت، مشیرة إلى أن ذلك من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات الأسریة بشكل أكبر من المتوقع.
في الواقع، لقد بات التفاعل الدائم مع مواقع التواصل الاجتماعي وسیلة لحظیة في حیاة الكثیرین، یعبّرون من خلالها عن مشاعرهم المختلفة على الملأ، ویتقاسمون مع الآخرین الكثیر من أسرار حیاتهم وحیاة أسرهم الخاصة، دون أي احترام لمشاعر الآخرین أو أخذ موافقتهم على ما یتم نشره عنهم، ودون مراعاة للعواقب التي قد تترتب على انتهاك خصوصیة الآخرین بهذا الشكل غير المبرر؛ لذا أعتقد أنه ینبغي رصد هذه الظاهرة بشكل علمي أكبر لمعرفة أسبابها ودوافعها وآثارها السلبیة على الفرد والأسرة والمجتمع!!
[ad_2]
Source link