كتب خشبية – أخبار السعودية

كتب خشبية – أخبار السعودية

[ad_1]

ومثلي قد يتنازل عن أي شيءٍ في بيته، حتى عن البيت نفسه، المهم ألا يمس أحدٌ الكتب واللوحات والتحف القديمة التي جمعتُها من العالم، والتي عادةً ما أهدي منها إلى الأصدقاء. وفي سياق ما أكتب، تظلُّ الكتبُ عندي الأهم والأقرب، فهي لم توجد في البيت لتزيِّنه، لكنَّها وُجدت لتبصرَني وترشدني وتصلحني وتُعينني على الحياة، لقد خسرتُ الكثير في حياتي، لكنَّني لستُ مُستعداً لخسران الكتابة والكتب، فالورقة والقلم هُما سر بقائي وأملي.

لا أتصوَّرُ شخصاً يعيش بدون مكتبةٍ، ولا أتخيل إنساناً يعيش على هذا الكوكب بدون قراءةٍ، ولا أقبل من كاتبٍ أو شاعرٍ أن يعيش ويكتب وهو خالي الوفاض من المعرفة، إذ هو لا يقرأ من الأساس.

ومرة سألت امرأة شهيرة تكتب: ما آخر الكتب التي قرأتها، (وهو سؤال أكرِّره؛ بغرض السعي إلى اقتناء الكتب التي يوصِي بها الأصدقاء)، فأجابتني: أنا لا أقرأ، أنا أكتب فقط، ومن فرط الصدمة، صمتُّ، وقاطعتها منذ ذلك الحين، فأنا لا أصدِّق الكذبة والجُهلاء، لأنهم -ببساطةٍ- يعيشون ويقتاتون على الادَّعاء والاحتيال.

فالبيت الخالي من الكتب مقفرٌ، ودالٌّ على جهل أهله، إذ لم نر أحداً في ثقافتنا وأعرافنا يشترط -وهو يتأهل للزواج- وجود غرفة للمكتبة، بجانب غرف النوم والمعيشة والجلوس، وللأمانة هناك منهم من يكتفي بوضع كتب مصنوعة من الخشب للزينة والديكور والتباهي، لأن الناس لم تعتد قراءة الكتب، وتكتفي في حياتهم بما درسته في المدرسة أو الجامعة، أو بما سمعته من الإذاعة وشافته في التلفزيون.

الإنسان لا يكتمل بلا كتابٍ يقرأ فيه، وإلا ما معنى الأمر القرآني: «اقرأ».



[ad_2]

Source link

Leave a Reply