يبدو لبنان في واد ومسؤولوه في واد آخر، فبينما البلد الذي يمر بأسوأ فتراته يقف على شفير الانهيار على خلفية تمترس مواقف أحزابه وسياسييه وراء مكاسب شخصية، يراوح تشكيل الحكومة مكانه منذ أشهر دون التوصل إلى أية نتيجة.

ولم يقف انعدام المسؤولية عند هذه الحدود، بل راح كبار مسؤوليه يتبادلون الاتهامات، إذ جدد الرئيس ميشال عون اليوم (الأربعاء) اتهاماته لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالهروب من تحمل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة، معتبرا أن هذا التصرف يشكل «إمعانا في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني».

واتهمت الرئاسة اللبنانية في بيان الحريري بالإصرار على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية من خلال ممارسات «تضرب الأعراف والأصول». واعتبرت أن تيار المستقبل، الذي يرأسه الحريري، يريد قطع الطريق على أي محاولة إنقاذية لتأليف الحكومة وإجراء الإصلاحات اللازمة.

وكان أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري اتهم أمس (الثلاثاء) الرئاسة بالفشل الذريع في إدارة البلاد. وقال في تغريدة على حسابه: «من فشل لفشل، ومن حريق لحريق، والرئيس وصهره المدلّل (في إشارة إلى الوزير جبران باسيل) مصرّين أن تكون نار العهد المستقوي أشدّ فتكاً بلبنان واللبنانيين من نار جهنم… لأنهم يحتاجون للنار ودخانها للتغطية على فشلهم وفسادهم». وكان سعد الحريري اتهم عون وباسيل بتعطيل تشكيل الحكومة.

وفي تحذير لافت، صنف البنك الدولي أزمة لبنان الاقتصادية والمالية بأنها من بين أشدّ 10 أزمات، وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر، منتقداً التقاعس الرسمي عن تنفيذ أي سياسة إنقاذية وسط شلل سياسي.