الأمم المتحدة: التحديات التي كشف عنها الصراع بين غزة وإسرائيل تتطلب حلولا سياسية

الأمم المتحدة: التحديات التي كشف عنها الصراع بين غزة وإسرائيل تتطلب حلولا سياسية

[ad_1]

وفي جلسة في مجلس الأمن اليوم، قدّم المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إحاطة عبر تقنية الفيديو، قال فيها إن التحديات في غزة – مثل هذا الصراع – تتطلب حلولا سياسية.

وقال: “في حين ننظر للمضي قدما، لا يمكن أن يكون نهجنا هو الاستمرار في العمل كالمعتاد، ولا يمكننا تحمّل تكرار أخطاء الماضي”.

دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

أشار وينسلاند إلى أنه منذ توقف الأعمال العدائية، في 21 أيار/مايو، سُمح لأربعين شاحنة محمّلة بالمواد الإنسانية بالدخول إلى غزة. وفي 25 أيّار/مايو، أعلنت إسرائيل فتح المعابر للطواقم ولبضائع إنسانية معينة، بما في ذلك شحن أكثر من 46 ألف لقاح عبر مرفق كوفاكس.

وقال: “من الأهمية بمكان أن يتم وضع جدول زمني يمكن التنبؤ به لدخول جميع المواد الإنسانية والطواقم من كلا المعبريْن”.

بدأ إصلاح بعض البنية التحتية للمياه والصرف الصحي المتضررة. ومنعت إسرائيل دخول الوقود الذي تم شراؤه من خلال الأمم المتحدة لمحطة توليد الكهرباء في غزة منذ 10 أيار/مايو. وأفادت سلطات غزة بأن الوقود الذي تم شراؤه من مصر قد تم استخدامه لضمان استمرار عمل المحطة، وإنه كان بقدرة منخفضة، مما أدى إلى الحصول على ما معدله 5 ساعات من الكهرباء في اليوم.



ميا غوارنييري / إيرين

من الأرشيف: القوات الإسرائيلية وجهاز الكشف عن المعادن الذي وضع حديثا على زاوية شارع الواد في البلدة القديمة بالقدس.

وأضاف المسؤول الأممي يقول: “محطة توليد الكهرباء في غزة هي المصدر الوحيد لإمدادات الكهرباء على نطاق واسع داخل غزة، وهي مهمة لضمان تشغيل المستشفيات والعيادات الصحية ومرافق المياه والصرف الصحي”.

ولفت إلى أن النظام الصحي يعاني بالفعل من نقص مزمن في الأدوية وعدم كفاية المعدات وجائحة كـوفيد-19، ومن المحتمل ألا يقدر على تلبية احتياجات الجرحى بسبب العنف.

وقال: “إن العنف الذي شهدناه، والعواقب المأساوية، غير مقبولين. لا يجب أن يكون المدنيون هدفا للعنف. الأطفال، بشكل خاص، لا يجب أن يتعرضوا أبدا للأذى. يجب أن يكون الصحفيون قادرين على القيام بعملهم دون خوف من الاعتداء والمضايقة”.

العنف في القدس والضفة الغربية

وتطرق وينسلاند إلى الارتفاع الحاد في عدد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، والعنف المرتبط بالمستوطنين، والهجمات الفلسطينية ضد إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، والاستخدام الواضح للذخيرة الحية من قبل القوات الإسرائيلية ضد متظاهرين فلسطينيين.

وقال: “أعيد التأكيد على وجوب محاسبة جميع مرتكبي أعمال العنف. يجب على القوات الإسرائيلية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واستخدام القوة المميتة فقط عندما لا يمكن تجنبها من أجل حماية الأرواح”.

كما أعاد وينسلاند التأكيد على أن جميع الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وقال: “أحث إسرائيل على وقف الهدم ومصادرة الأراضي الفلسطينية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والسماح للفلسطينيين في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بتنمية مجتمعاتهم”.

وأكد وينسلاند أنه على اتصال وثيق مع مبعوثي الرباعية الدولية، والشركاء العرب والدوليين الأساسيين، ومع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية.

وقال إن إنهاء العنف واتخاذ خطوات لمعالجة العواقب الإنسانية على وجه السرعة أمر بالغ الأهمية، لكن “لا يمكن التوقف هنا. يجب أن يكون هذا الواقع – من أجل تجنب تكراره – نقطة الانطلاق بالنسبة لنا جميعا بينما نتطلع إلى حلول مستدامة وطويلة الأجل لهذا الصراع”.

قصص إنسانية مؤلمة يرويها فيليب لازاريني

ومن مدينة القدس، قدم المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إحاطة عبر تقنية الفيديو، وقال إنه يجلس في مقرّ الأونروا الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن حي الشيخ جراح، حيث تواجه ثماني أسر فلسطينية لاجئة خطر الإجلاء القسري من منازلها.

وقال: “الأسبوع الماضي التقيت بأحد أفراد الأسر في الشيخ جراح في القدس الشرقية. محمد الكرد حدّثني عن مشاعر الظلم والخوف. الظلم لأن أسرته ستواجه التهجير القسري للمرة الثانية. والخوف من المضايقات العنيفة من طرف أولئك الذين يرغبون بإبعاده عن منزل طفولته”.

وأضاف أن الآلاف يشاطرون محمد شعوره، لأن شبح الطرد والتهجير يطاردهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتحدث عن زيارته إلى غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار، حيث وصف موظفو الأونروا الاجتماعيون والمهندسون ما حدث بأنه “جحيم على الأرض”. وقال: “جحيم، لأنه على مدار 11 يوما، لم تكن هناك استراحة من القتال. لم تكن هناك هدنة إنسانية للسماح بالمساعدة الطبية الطارئة للجرحى، أو إغاثة النازحين أو لمجرد الحصول على الطعام دون التعرض لخطر التواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ”.

وتحدث عن قصص مروعة سمعها من السكان، ومن الزملاء في الأونروا: “وصفت لنا زميلة في الأونروا كيف أنها كانت تخطط هي وشقيقتها لتناول الطعام معا في آخر يوم في رمضان. وبعدها بساعة، قُتلت شقيقتها وابنتها في غارة جوية. وكان حفل زفاف ابنتها مخططا له بعدها بأسبوع”.

وأعرب عن قلقه بشكل خاص من الصدمة والتأثير السيكولوجي والاجتماعي الذي تسببت فيه الضربات الجوية والهجمات الصاروخية التي لا هوادة فيها على المدنيين وخاصة الأطفال، وقلقه أيضا من موجة جديدة من عدوى كوفيد-19. ودعا إلى أن تكون مرحلة التعافي مصحوبة بمسار سياسي حقيقي يهدف لرفع الحصار عن الناس والبضائع والتجارة.

© 2020 UNRWA Photo Kazem Abu-Khalaf

فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، خلال زيارته إلى مخيم شعفاط للاجئين، وهو يناقش التحديات التي تواجه المخيم. (2020)

أهمية دور الأونروا

كما شدد لازاريني على الدور المهم الذي تضطلع به الأونروا في حياة لاجئي فلسطين، إلى أن يتم تحقيق حل عادل ودائم لمحنتهم.

وقال: “من خلال أونروا قوية يمكن للاجئي فلسطين الصغار – البنات والأولاد، أن يذهبوا إلى أبعد ما يمكن بفضل نوعية التعليم. لؤي البسيوني هو أحد مهندسي الطائرة المروحية الأميركية التي ذهبت إلى المريخ. وهو أحد طلاب الأونروا وتخرج من مدرسة في بيت حانون. من غزة ذهب إلى ناسا”.

ودعا إلى تمويل الأونروا بشكل كافٍ ويمكن التنبؤ به للتخطيط المناسب وتقديم الخدمات. وقال: “إنه أحد أكثر الاستثمارات فعالية من حيث التكلفة التي يمكن أن تقوم بها الدول الأعضاء”.

وطلب من الدول الأعضاء الوقوف إلى جانب الوكالة ودعم الأونروا في مواجهة الهجمات السياسية المتكررة التي تسعى إلى تقويض دورها وولايتها.

وقال في ختام كلمته: “لم يطلب أحد البقاء لاجئا لسبعة عقود. كل لاجئ فلسطيني أقابله يريد حياة طبيعية ويريد الحق في العيش دون خوف ودون تمييز”.

فلسطين تحمّل إسرائيل المسؤولية

في إحاطته من داخل قاعة مجلس الأمن، أكد مراقب فلسطين الدائم، رياض منصور، أن إسرائيل فشلت في “تضليل وعي شعوب العالم” ولم يعد بإمكانها إخفاء نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) على حد تعبيره.

وقال: ” كيف ستبرر (إسرائيل) قانون القومية العنصري الذي يمنح الحقوق لليهود وينكرها على الفلسطينيين، كيف ستبرر هدم بيوتنا وتدمير ممتلكاتنا وتجريف حقولنا وسرقة مياهنا وسبل عيشنا، وفي المقابل تدعي ’حقها‘ في بناء المستوطنات على أرضنا والحواجز والجدار على طريقنا”.

وحمّل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة ما حدث مؤخرا في القدس وغزة، “فهو نتيجة حتمية لسياساتها القمعية واحتلالها الاستعماري”.

وشدد على أن وقف إطلاق النار لن ينهي مطامع إسرائيل بضم المزيد من الأراضي وتهجير الفلسطينيين. وقال لمجلس الأمن: “لا يكفي التأكيد على ما نص عليه القانون الدولي، وواجبكم هو العمل على تنفيذه وليس مطالبتنا بالصبر، لأن كل ساعة تحمل معها المزيد من الآلام والدماء”.

إسرائيل: الصراع هو مع حماس

من جانبها قالت نائبة مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، نوا فورمان، من الواضح أن ما حدث ليس صراعا بين إسرائيل وسكان غزة، أو بين الإسرائيليين والفلسطينيين. “هذا صراع بين إسرائيل وحماس”.

وقالت إن سكان غزة هم ضحايا حماس، وهم ليسوا أعداء إسرائيل. وحمّلت المسؤولية الكاملة للتصعيد على عاتق حماس، بالإضافة إلى مسؤولية حماس عن الوفيات على الجانبين.

وقالت: “من الواضح أن هذا التصعيد غير مرتبط بالخلاف القانوني في الشيخ جراح، ولا في أحداث المسجد الأقصى”، وأضافت أن ما حدث في المسجد الأقصى استُخدم كذريعة لإرهاب حماس على حد تعبيرها.

وأكدت أن إسرائيل تنفذ عملياتها مع الامتثال الصارم لقوانين النزاعات المسلحة بما في ذلك قانون التمييز والحيطة والتناسب. ودعت مجلس الأمن والمجتمع الدولي لإدانة حماس والتعبير عن الدعم لحق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها. وحثت مجلس الأمن على الدعوة لنزع سلاح حماس.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply