[ad_1]
في خطاب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في 20/أغسطس/2019 قال إن اليهود الأمريكيين الذين يصوتون للحزب الديمقراطي يظهرون «انعداما شديدا للولاء» إن لم يصوتوا له بالانتخابات بعد سياساته التفضيلية لإسرائيل والتي كان أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة حصرية لليهود، ولذا كانت الصدمة الكبرى بالانتخابات الرئاسية أن أكثر من 77% من اليهود صوتوا للمرشح الديمقراطي جو بايدن «صحيفة جروسليم بوست»، وهي أعلى نسبة تصويت لليهود لصالح مرشح ديمقراطي منذ عقود، وأسباب ذلك هي؛ أن غالبية اليهود الأمريكيين كما غالبية أهل الأديان لا يؤيدون الاتجاه اليميني الأصولي في دينهم ومن يمثله سياسيا، ولذا غالبية اليهود الأمريكيين لا يؤيدون الحكومات اليمينية بإسرائيل ولا يعتبرون أن دعم السياسيين الأمريكيين لها هو أمر إيجابي سواء بالنسبة لليهود الأمريكيين أو للشعب الإسرائيلي؛ لأنها تثير المزيد من المشاعر السلبية تجاههم من قبل جيرانهم بالمنطقة وهذا يضاعف الأخطار عليهم، كما أنه من الطبيعي أن يكون الشاغل الأول للناس هو ما يؤثر عليهم وعلى نوعية حياتهم بشكل مباشر، والتيار اليميني في أمريكا عداوته لليهود والأمريكيين السود أكبر حتى من عداوته للمسلمين، ولذا تصاعدت الهجمات الإرهابية على المنشآت اليهودية في أمريكا من قبل الإرهابيين البيض العنصريين، وجزء كبير من التحريض العنصري العدواني ضد المسلمين لم يكن من قبل اليهود الأمريكيين إنما من تيار المسيحية الصهيونية الذي يؤيد إسرائيل لأنه يعتقد أنها تحقق نبوءاتهم الدينية، وحتى اليهود الذين شجعوا في البداية حملة التحريض العدوانية ضد الإسلام والمسلمين تراجعوا عنها عندما رأوا أن تيار الكراهية الذي شجعوه لدى أنصار اليمين الأمريكي لم يتوقف عند حد المسلمين إنما امتد إلى اليهود بخاصة مع سيادة تيار نظريات المؤامرة في أوساط مؤيدي اليمين الأمريكي وأبرز وأقدم نظريات المؤامرة التي جلبت على اليهود الاضطهاد في الغرب منذ القدم هو أنه لليهود مخطط سري عالمي مزعوم لاستعباد كل العالم وإنهم المسيطرون من وراء الكواليس على كل العالم، وهم بذلك المسؤولون عن كل ما هو غير مرضٍ بنظر أنصار نظريات المؤامرة، ولذا التيار اليميني يعادي اليهود أكثر من المسلمين، بالإضافة لمشاركة اليهود لبقية الشعب الأمريكي في عدم الرضا عن طريقة التعامل مع تبعات وباء كورونا، الأمر الذي ضاعف من انتشار الوباء حتى أن أعداد ضحاياه في أمريكا هي أكبر من الصين، وبالعموم عدم الرضا عن السياسات الصدامية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وتبعاتها السلبية داخليا وخارجيا.
كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
[ad_2]
Source link