أصاب مسلوب الهوية حين أخطأ

أصاب مسلوب الهوية حين أخطأ

[ad_1]

في سقطة دبلوماسية غير مسبوقة، وتطاوُل مرفوض، أقدم وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة، على توجيه إساءاته يُمنة ويُسرة بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، متهمًا إياها برعاية الإرهاب، والمسؤولية عن ظهور تنظيم داعش في المنطقة، في تصرف أحمق، يتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية، ولا ينسجم إطلاقًا مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، ولا يتوافق مع ما بذلته تلك الدول -ولا تزال تبذله- لمد يد العون والمساعدة إلى بلاده في كل المجالات، سياسيًّا واقتصاديًّا، وجهودها المتواصلة التي يشهد بها التاريخ لضمان سلامة لبنان، ودعم استقراره وأمنه.

ومع أن تلك التصريحات المستهجنة فاجأت الكثيرين لأنها أتت بدون مناسبة أو مقدمات، وفي ظرف دقيق تمرُّ به الأمتان العربية والإسلامية، وتسعى فيه حكومات دول الخليج لوقف إطلاق النار في الأراضي العربية المحتلة، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، إلا أن المتابع لواقع السياسة اللبنانية وأداء حكومتها في الفترة الأخيرة لا يجد غرابة في صدور تلك المواقف الغريبة والمرفوضة التي تدور في فلك السياسة الإيرانية بشكل كامل، وتحرص على التقارب مع طهران أكثر من حرصها على مصالح شعبها الذي أدخلته في تجربة لم يسبق له أن مرَّ بها طوال تاريخه، حيث التدهور المتواصل، والانهيار الاقتصادي المريع، وانعدام الخدمات.

ففي عهد هذه الحكومة التي ارتهنت لإيران، وارتضت السير وراءها في الكثير من الملفات، يمرُّ لبنان بأسوأ مرحلة في تاريخه منذ انتهاء الحرب الأهلية، ويعاني أبناؤه أسوأ أزمة اقتصادية، وفَقَد مواطنوه الثقة في مؤسسات الدولة نتيجة لسياسات حزب الله الذي يمسك بمقاليد الأمور – بصورة مباشرة وغير مباشرة – التي أدت إلى عُزلة سياسية كاملة للبلاد، بعد أن أفقدها أكثر الدول التي كانت تقف بجانبها في المواقف كافة، ووفرت له الدعم والمساندة، وساعدته على الخروج من الأزمات الكثيرة التي مَرّ بها في السابق.

المثير -للأسف- أن الوزير اللبناني صاحب الهوية المسلوبة أراد استفزاز الخليجيين بالقول إنهم (بدو)، وهو لا يدرك أنه يمتدحهم من حيث أراد الإساءة إليهم؛ فنحن -ولله الحمد- بدو، نفخر بهذه الصفة، وتلامس أعناقنا حدود السماء فرحًا بها. نحن بدو، نحمل في دواخلنا نقاء البادية وطيبة أهلها، وأخلاقهم الفاضلة، وسجاياهم الطيبة؛ لذلك أصاب الوزير الذي يعاني الاستلاب الثقافي حين أراد أن يخطئ في حقنا ويوجّه إلينا إساءاته التي لا تشبه سواه.

إن كان هذا هو المستوى الذي يفكر به رئيس الدبلوماسية اللبنانية، المسؤول عن الحفاظ على علاقات متينة لبلاده مع دول المنطقة والعالم أجمع، الذي يُتوقَّع منه أن يسارع إلى إزالة أي سوء تفاهم بين بلاده وبقية الدول، فما بالك ببقية المسؤولين في الدولة؟ وإن كانت دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، قد تحلت في المرات السابقة بفضيلة الصبر، وتجاوزت عن الكثير من سقطات سياسيي لبنان، وتجاهلت حماقاتهم وسوء تصرفهم، فإن الأمر في هذه المرة مختلف بالكامل، ولاسيما بعد المواقف القوية التي أبدتها بقية دول الخليج، التي رفضت التطاول والإساءات، واتخذت خطوات تصحيحية كثيرة لسير العلاقة بينها وبين بيروت، واستدعت سفراء لبنان لديها، وسلّمتهم رسائل احتجاج رسمية؛ لذلك لا أتوقع أن تكون استقالة هذا الوزير المتطاول كافية لإطفاء نيران الغضب الخليجي؛ فتلك الدول تحمّلت الكثير من التصرفات اللبنانية الرعناء، ولم يبقَ في بنوك صبرها من رصيد؛ فقد تجاوزت عن سفاهات الأمين العام لحزب الشيطان حسن نصر الله، وتجاهلت تطاول عدد من المسؤولين الآخرين، وغضت الطرف عن المحاولات المتكررة لاختراق شبابها بالمخدرات التي تحاول تهريبها لدول الخليج عصابات منظمة، تتجاوز أهدافها مجرد تحقيق الأرباح المادية، ويأتي بعد كل ذلك شخص لم يسمع به أحد حتى تولى وزارة الخارجية في غفلة من الزمن ليتهمها برعاية الإرهاب! فلن نرضى هذه المرة باعتذارات باهتة وكلمات مكرورة؛ فلا بد من وضع حد لهذه التجاوزات، وأن يدرك كل متطاول حجمه الحقيقي.

علي آل شرمة

أصاب مسلوب الهوية حين أخطأ


سبق

في سقطة دبلوماسية غير مسبوقة، وتطاوُل مرفوض، أقدم وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة، على توجيه إساءاته يُمنة ويُسرة بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، متهمًا إياها برعاية الإرهاب، والمسؤولية عن ظهور تنظيم داعش في المنطقة، في تصرف أحمق، يتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية، ولا ينسجم إطلاقًا مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، ولا يتوافق مع ما بذلته تلك الدول -ولا تزال تبذله- لمد يد العون والمساعدة إلى بلاده في كل المجالات، سياسيًّا واقتصاديًّا، وجهودها المتواصلة التي يشهد بها التاريخ لضمان سلامة لبنان، ودعم استقراره وأمنه.

ومع أن تلك التصريحات المستهجنة فاجأت الكثيرين لأنها أتت بدون مناسبة أو مقدمات، وفي ظرف دقيق تمرُّ به الأمتان العربية والإسلامية، وتسعى فيه حكومات دول الخليج لوقف إطلاق النار في الأراضي العربية المحتلة، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، إلا أن المتابع لواقع السياسة اللبنانية وأداء حكومتها في الفترة الأخيرة لا يجد غرابة في صدور تلك المواقف الغريبة والمرفوضة التي تدور في فلك السياسة الإيرانية بشكل كامل، وتحرص على التقارب مع طهران أكثر من حرصها على مصالح شعبها الذي أدخلته في تجربة لم يسبق له أن مرَّ بها طوال تاريخه، حيث التدهور المتواصل، والانهيار الاقتصادي المريع، وانعدام الخدمات.

ففي عهد هذه الحكومة التي ارتهنت لإيران، وارتضت السير وراءها في الكثير من الملفات، يمرُّ لبنان بأسوأ مرحلة في تاريخه منذ انتهاء الحرب الأهلية، ويعاني أبناؤه أسوأ أزمة اقتصادية، وفَقَد مواطنوه الثقة في مؤسسات الدولة نتيجة لسياسات حزب الله الذي يمسك بمقاليد الأمور – بصورة مباشرة وغير مباشرة – التي أدت إلى عُزلة سياسية كاملة للبلاد، بعد أن أفقدها أكثر الدول التي كانت تقف بجانبها في المواقف كافة، ووفرت له الدعم والمساندة، وساعدته على الخروج من الأزمات الكثيرة التي مَرّ بها في السابق.

المثير -للأسف- أن الوزير اللبناني صاحب الهوية المسلوبة أراد استفزاز الخليجيين بالقول إنهم (بدو)، وهو لا يدرك أنه يمتدحهم من حيث أراد الإساءة إليهم؛ فنحن -ولله الحمد- بدو، نفخر بهذه الصفة، وتلامس أعناقنا حدود السماء فرحًا بها. نحن بدو، نحمل في دواخلنا نقاء البادية وطيبة أهلها، وأخلاقهم الفاضلة، وسجاياهم الطيبة؛ لذلك أصاب الوزير الذي يعاني الاستلاب الثقافي حين أراد أن يخطئ في حقنا ويوجّه إلينا إساءاته التي لا تشبه سواه.

إن كان هذا هو المستوى الذي يفكر به رئيس الدبلوماسية اللبنانية، المسؤول عن الحفاظ على علاقات متينة لبلاده مع دول المنطقة والعالم أجمع، الذي يُتوقَّع منه أن يسارع إلى إزالة أي سوء تفاهم بين بلاده وبقية الدول، فما بالك ببقية المسؤولين في الدولة؟ وإن كانت دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، قد تحلت في المرات السابقة بفضيلة الصبر، وتجاوزت عن الكثير من سقطات سياسيي لبنان، وتجاهلت حماقاتهم وسوء تصرفهم، فإن الأمر في هذه المرة مختلف بالكامل، ولاسيما بعد المواقف القوية التي أبدتها بقية دول الخليج، التي رفضت التطاول والإساءات، واتخذت خطوات تصحيحية كثيرة لسير العلاقة بينها وبين بيروت، واستدعت سفراء لبنان لديها، وسلّمتهم رسائل احتجاج رسمية؛ لذلك لا أتوقع أن تكون استقالة هذا الوزير المتطاول كافية لإطفاء نيران الغضب الخليجي؛ فتلك الدول تحمّلت الكثير من التصرفات اللبنانية الرعناء، ولم يبقَ في بنوك صبرها من رصيد؛ فقد تجاوزت عن سفاهات الأمين العام لحزب الشيطان حسن نصر الله، وتجاهلت تطاول عدد من المسؤولين الآخرين، وغضت الطرف عن المحاولات المتكررة لاختراق شبابها بالمخدرات التي تحاول تهريبها لدول الخليج عصابات منظمة، تتجاوز أهدافها مجرد تحقيق الأرباح المادية، ويأتي بعد كل ذلك شخص لم يسمع به أحد حتى تولى وزارة الخارجية في غفلة من الزمن ليتهمها برعاية الإرهاب! فلن نرضى هذه المرة باعتذارات باهتة وكلمات مكرورة؛ فلا بد من وضع حد لهذه التجاوزات، وأن يدرك كل متطاول حجمه الحقيقي.

22 مايو 2021 – 10 شوّال 1442

12:24 AM


أصاب مسلوب الهوية حين أخطأ

علي آل شرمةالرياض

في سقطة دبلوماسية غير مسبوقة، وتطاوُل مرفوض، أقدم وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة، على توجيه إساءاته يُمنة ويُسرة بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، متهمًا إياها برعاية الإرهاب، والمسؤولية عن ظهور تنظيم داعش في المنطقة، في تصرف أحمق، يتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية، ولا ينسجم إطلاقًا مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، ولا يتوافق مع ما بذلته تلك الدول -ولا تزال تبذله- لمد يد العون والمساعدة إلى بلاده في كل المجالات، سياسيًّا واقتصاديًّا، وجهودها المتواصلة التي يشهد بها التاريخ لضمان سلامة لبنان، ودعم استقراره وأمنه.

ومع أن تلك التصريحات المستهجنة فاجأت الكثيرين لأنها أتت بدون مناسبة أو مقدمات، وفي ظرف دقيق تمرُّ به الأمتان العربية والإسلامية، وتسعى فيه حكومات دول الخليج لوقف إطلاق النار في الأراضي العربية المحتلة، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، إلا أن المتابع لواقع السياسة اللبنانية وأداء حكومتها في الفترة الأخيرة لا يجد غرابة في صدور تلك المواقف الغريبة والمرفوضة التي تدور في فلك السياسة الإيرانية بشكل كامل، وتحرص على التقارب مع طهران أكثر من حرصها على مصالح شعبها الذي أدخلته في تجربة لم يسبق له أن مرَّ بها طوال تاريخه، حيث التدهور المتواصل، والانهيار الاقتصادي المريع، وانعدام الخدمات.

ففي عهد هذه الحكومة التي ارتهنت لإيران، وارتضت السير وراءها في الكثير من الملفات، يمرُّ لبنان بأسوأ مرحلة في تاريخه منذ انتهاء الحرب الأهلية، ويعاني أبناؤه أسوأ أزمة اقتصادية، وفَقَد مواطنوه الثقة في مؤسسات الدولة نتيجة لسياسات حزب الله الذي يمسك بمقاليد الأمور – بصورة مباشرة وغير مباشرة – التي أدت إلى عُزلة سياسية كاملة للبلاد، بعد أن أفقدها أكثر الدول التي كانت تقف بجانبها في المواقف كافة، ووفرت له الدعم والمساندة، وساعدته على الخروج من الأزمات الكثيرة التي مَرّ بها في السابق.

المثير -للأسف- أن الوزير اللبناني صاحب الهوية المسلوبة أراد استفزاز الخليجيين بالقول إنهم (بدو)، وهو لا يدرك أنه يمتدحهم من حيث أراد الإساءة إليهم؛ فنحن -ولله الحمد- بدو، نفخر بهذه الصفة، وتلامس أعناقنا حدود السماء فرحًا بها. نحن بدو، نحمل في دواخلنا نقاء البادية وطيبة أهلها، وأخلاقهم الفاضلة، وسجاياهم الطيبة؛ لذلك أصاب الوزير الذي يعاني الاستلاب الثقافي حين أراد أن يخطئ في حقنا ويوجّه إلينا إساءاته التي لا تشبه سواه.

إن كان هذا هو المستوى الذي يفكر به رئيس الدبلوماسية اللبنانية، المسؤول عن الحفاظ على علاقات متينة لبلاده مع دول المنطقة والعالم أجمع، الذي يُتوقَّع منه أن يسارع إلى إزالة أي سوء تفاهم بين بلاده وبقية الدول، فما بالك ببقية المسؤولين في الدولة؟ وإن كانت دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، قد تحلت في المرات السابقة بفضيلة الصبر، وتجاوزت عن الكثير من سقطات سياسيي لبنان، وتجاهلت حماقاتهم وسوء تصرفهم، فإن الأمر في هذه المرة مختلف بالكامل، ولاسيما بعد المواقف القوية التي أبدتها بقية دول الخليج، التي رفضت التطاول والإساءات، واتخذت خطوات تصحيحية كثيرة لسير العلاقة بينها وبين بيروت، واستدعت سفراء لبنان لديها، وسلّمتهم رسائل احتجاج رسمية؛ لذلك لا أتوقع أن تكون استقالة هذا الوزير المتطاول كافية لإطفاء نيران الغضب الخليجي؛ فتلك الدول تحمّلت الكثير من التصرفات اللبنانية الرعناء، ولم يبقَ في بنوك صبرها من رصيد؛ فقد تجاوزت عن سفاهات الأمين العام لحزب الشيطان حسن نصر الله، وتجاهلت تطاول عدد من المسؤولين الآخرين، وغضت الطرف عن المحاولات المتكررة لاختراق شبابها بالمخدرات التي تحاول تهريبها لدول الخليج عصابات منظمة، تتجاوز أهدافها مجرد تحقيق الأرباح المادية، ويأتي بعد كل ذلك شخص لم يسمع به أحد حتى تولى وزارة الخارجية في غفلة من الزمن ليتهمها برعاية الإرهاب! فلن نرضى هذه المرة باعتذارات باهتة وكلمات مكرورة؛ فلا بد من وضع حد لهذه التجاوزات، وأن يدرك كل متطاول حجمه الحقيقي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply