[ad_1]
كشف حساب.. العمل والتعلم عن بُعد!
لم تنتهِ الجائحة بعد.. كما لن تضع أجنحتها فتبيح بأسرارها في المنظور القريب.. حرب الفيروسات مستعر بين الكبار بأجيال وأجيال من الأوبئة القاتلة، ما دامت تدر على أقطاب القيادة والسيطرة الدولية أموالاً وثروات فوق ما كانوا يتصورون.. لأجل ذلك تحولت الكرة الأرضية إلى مختبر ضخم لتجربة الوباء والدواء على سكان الأرض.
لقد أطل عام٢٠٢٠ برأسه حاملاً فيروس كوفيد ١٩ الذي لم يتقصر أثره على الخسائر المادية والبشرية بل جلب فكرًا وثقافة، مع سلوكيات مستجدة، دعت إلى تغيير السياسات العامة واستراتيجيات التعليم مع الغذاء والدواء؛ ففرضت واقعًا جديدًا اسمه The new normal.
السعودية من الدول التي نجت، ثم نجحت في تحدي (البقاء) بفضل البنية التقنية التحتية.
الجائحة هدمت كما عمّرت.. قتلت كما أحيت.. أيضًا ولّدت اقتصادًا معرفيًّا محدثًا مبينًا.
موقع WEF ذكر أن جائحة كوفيد ١٩ غيّرت التعليم للأبد.
وحسب اليونسكو فإن أكثر من مليار طفل في ١٨٦ دولة تضرروا، وبسببها أُغلقت مدارسهم.. وسوف تلقي الجائحة بظلالها على مسارات المعرفة لعقود قادمة.
إن جميع الإجراءات والمبادرات التي قامت بها الدول لسد الفجوة المعرفية بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد حققت نجاحًا جزئيًّا، والدول التي زعمت ثم روجت إلى أنها نجحت في العمل عن بعد ربما قريبًا ستُجابِه بنواتج تعليمية غير سارة؛ لذا عليها الاستفادة من التجربة، والعمل على التحسين المستمر.
ولعل أبرز ما رشح إيجابيًّا عن تجربة العمل والتعليم عن بعد هو استعداد حكومتنا الرشيدة لتوفير كل ما تطلبته المرحلة. أما السلبي فأبرزه (الغش والتحايل)؛ لذلك نحتاج إلى مراجعة لثقافة (الاعتمادية) الفردية، منها اختبار الكتاب المفتوح؛ إذ يمنح الثقة ويعزز الأداء التفاعلي المؤسسي.. كذلك يتطلب الأمر رفع كفاءة العاملين وتهيئتهم (كلهم) لممارسات العمل والتعلم عن بعد؛ فنحتاج -مثلاً- لوكالة للتعليم والعمل عن بعد بجميع الوزارات، هذا إن أردنا التركيز في أداء المسارات المستجدة.
حدثني ابني العائد من بعثته الخارجية بأن النموذج الأسترالي في العمل والتعليم عن بعد يعد من أفضل النماذج في العالم؛ فأنصح بعدم استعجال الوزارات بالاحتفال بالمكاسب؛ لأننا في أول الطريق إلى مستوى الرضا؛ فلولا وجود شبكة قوية للاتصال لما سجلنا أي خطوة في العمل أو التعليم عن بعد.
ولكي ننتقل إلى المربع التالي للتحول المؤسسي أتمنى تدريس ثقافة الاعتمادية لطلابنا ومعلمينا؛ لنخرج من شرنقة التواكل إلى فضاءات العمل بالثقة من أجل إنتاج جيل ناضج، يعتني بتفاصيل حياته عوضًا عن سلوك التواكل.
[ad_2]
Source link