[ad_1]
حینما یُولَد الإنسان یكون عُمره مكتوبًا، بأحداثه وتفاصیله، و”لا یغیِّر الأقدار إلا الدعاءُ”، ویعیش المرء بعدها حیاته المكتوبة بتفاصیلها كافة التي یعتاد الكثیر منها، التي منها السعادة أو السعادات الصغیرة. فالسعادات المعتادة من النِّعَم المهملة الشكر، التي تعودنا على وجودها؛ فلم نعد نحس بعظمتها أو بقیمتها في حیاتنا. ومن تلك السعادات الرزق المعتاد، وتوافُر الأكل والمأوى.. وغیرها الكثیر، إضافة إلى الأعیاد.. فحینما كنا صغارًا كنا ننتظر الأعیاد بفارغ الصبر، وبكل شوق؛ لأنها تعني لنا أیامًا فارقة في أیامنا المعتادة، ولیس وعیًا منا بكونها مناسبات دینیة، تحمل في دقائق انتظارها الكثیر من اللهفة التي صنعتها العبادات التي تسبقها.. كما أنه لیس إدراكًا لقیمة العید الدینیة لدینا نحن المسلمین، وأن العید یحمل شعائر دینیة متطلبة بفرضَي الكفایة والعین؛ إذ كان یعني لنا فرحة ننتظرها مرتین في العام. ومع التقدُّم في العمر، وتكرار حضور العید، ومعایشة لهفة انتظاره والاستمتاع بفعالیاته، أصبحت الأعیاد واحدة من السعادات المتكررة، التي فقدت رونقها وعظمة حضورها تدریجیًّا. وهذا الفَقْد التدریجي لیس نتیجة تقدُّمنا بالسن، ولا لأن الزمان تغیَّر، لكن لأننا اعتدنا وجودها؛ إذ لم تعد تُشكِّل علامة فارقة في سلسلة أیامنا كما كان یحدث معنا حینما كنا صغارًا.
وربما لم یحدث أن استشعرنا هذه النعمة نحن الكبار من قبل؛ لذا جاء هذا العید كعلامة فارقة في أعیاد الكبار؛ إذ جاء بعد عید حظر حُرمنا فیه من أقرب الأقرباء، ومن أداء صلاة العید في مصلیاتها، ومن الكثیر من مظاهر العید التي اعتدناها، كما اختلف في كونه جاء بعد أكثر من عام، نازع فیه العالم أجمع الموت، وخرج منتصرًا من ذلك النزاع الذي خرج منه مترنحًا من أثر المقاومة وما أصابه؛ لذا أجبرنا هذا العید على إعادة حسابنا مع السعادات المعتادة التي أهملنا شكرها نظیر التعود لا كفرًا بالنِّعَم؛ فلله الحمد من قبل ومن بعد. وكل عام وأنتم بخیر.
[ad_2]
Source link