ما سبب الآثار الجانبية للقاحات «كورونا»… وهل يجب أن نقلق؟

ما سبب الآثار الجانبية للقاحات «كورونا»… وهل يجب أن نقلق؟

[ad_1]

من الممكن أن تكون الآثار الجانبية رادعاً قوياً يمنع الناس من الحصول على التطعيم. لمعالجة هذه المشكلة، ابتكرت مجموعة من العلماء في مينيسوتا -في قسم شؤون المحاربين القدامى و«مايو كلينيك»، في عام 1991- تجربة لمعرفة مدى تكرار ردود الفعل غير السارة هذه.
شملت الدراسة أكثر من 300 من المحاربين القدامى الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً والذين تم إعطاؤهم إما لقاح الإنفلونزا تبعه بعد أسبوعين الحقن بدواء وهمي من الماء المالح، أو جرعة وهمية متبوعة بعد أسبوعين بلقاح حقيقي، وفقاً لموقع «ناشيونال جيوغرافيك».
يقول روبرت جاكوبسون، المدير الطبي لبرنامج علوم صحة السكان في «مايو كلينيك»، إنه عندما دقق الباحثون في الدراسة لمعرفة من الذي تلقى اللقاح الحقيقي مقابل الدواء الوهمي، انقسمت الآثار الجانبية بالتساوي بين المجموعتين.
ويضيف جاكوبسون: «قال نحو 5% إنهم أصبحوا أكثر مرضاً مما كانوا عليه في حياتهم كلها… لقد تلقى نصف هؤلاء الأشخاص الدواء الوهمي ومع ذلك فقد اشتكوا من أسوأ حالات الصداع أو أسوأ حمى في حياتهم».
ويقول جاكوبسون إن الرسالة التي يجب فهمها هي أنه «من السهل الخلط بين رد الفعل التحسسي والعصبية أو الانفعالات أو حتى اضطرابات المعدة بسبب القلق».
وتُظهر الدراسات الحديثة أن بعض الآثار الجانبية، حتى تلك الناتجة عن لقاحات «كوفيد – 19»، سببها الرئيسي مخاوفنا. وتابع جاكوبسون: «لقد رأينا هذا في الجيش، عند المجندين الشباب الذين يعتقدون أنهم يستطيعون تحمل أي شيء… يغمى عليهم عندما يحصلون على اللقاح لأن أجسادهم تبالغ في رد فعلها».
ويعد ذلك درساً قد يكون مفيداً للمهنيين الطبيين الذين يمكنهم طمأنة المرضى بأن معظم الآثار الجانبية طبيعية ويمكن التنبؤ بها -وقد لا تكون ناجمة عن اللقاح في حد ذاته. مثال على ذلك، في الدراسات التي أُجريت على لقاح «فايزر – بايونتيك»، اشتكى 23% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و55 عاماً والذين تلقوا الدواء الوهمي من التعب بعد الجرعة الثانية، ولاحظ 24% حدوث صداع.
وتشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى سبعة من كل عشرة أشخاص يحصلون على الجرعة الثانية لديهم نوع من رد الفعل. يشعر البعض بألم في موقع تناول اللقاح، أي بذراعهم. قد يعانون من الحكة أو الشرى، أو مجموعة من الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، مثل القشعريرة والحمى، والصداع، أو التعب. ومع ذلك، من المهم وضع هذه الآثار الجانبية في نصابها، كما يقول جاكوبسون، «لأن هذه ردود أفعال خفيفة ومؤقتة وعابرة تختفي في غضون أيام قليلة».

* ما الذي يسبب ردود الفعل المناعية؟
في حالة لقاحات «كورونا» المصرّح بها «فايزر» و«موديرنا» و«جونسون آند جونسون»، تحتوي جميعها على مخطط جيني لتصنيع بروتينات سبايك، التي نجدها على سطح الفيروس التاجي وتمكّنه من إصابة الخلايا البشرية. عندما تتلقى الخلايا البشرية هذه التعليمات، فإنها تنتج نسخاً من بروتين سبايك. ولكن بما أن الخلايا تصنع فقط قطعة من الفيروس، وليس العامل المُمرِض بأكمله، فإننا لا نمرض، إلا أن ذلك ينشط استجابة مناعية من خطوتين – تماماً كما يفترض أن يحدث. ويحدث رد الفعل الجسدي الفوري للقاح «كورونا» بسبب الجهاز المناعي الفطري.
نتيجة لذلك، فإن الآثار الجانبية هي رد فعل طبيعي للتطعيم. هذه الاستجابة -التي تسمى «التفاعل»- تعني أن اللقاحات تحرّض على استجابة مناعية أولية قوية وتسبب مجموعة واسعة من الأعراض. من بين نحو 3 ملايين و600 ألف شخص تم تطعيمهم والذين شاركوا في استطلاع في فبراير (شباط)، أفاد نحو 70% بألم في موقع الحقن، و33% شعروا بالإرهاق، و29% عانوا من الصداع، و22% عانوا من آلام في العضلات، و11% تحدثوا عن قشعريرة وحمى.
وكانت الأعراض أكثر وضوحاً بعد الجرعة الثانية. ومع ذلك، فإن الاستجابة المناعية الفطرية قصيرة المدى، وتستمر بضعة أيام فقط.

* لماذا تختلف ردود الفعل على اللقاحات، وبماذا تخبرنا؟
لا يعاني الجميع من آثار جانبية بعد لقاح «كوفيد – 19». يقول سوجان شريستا، اختصاصي المناعة في مركز أبحاث الأمراض المعدية واللقاحات في معهد «لا جولا» لعلم المناعة في كاليفورنيا، إن العلماء لا يعرفون حقاً السبب.
وأضاف: «ولكن ليس من المستغرب أن يقوم كل شخص بتكوين الاستجابة المناعية بشكل مختلف».
ويمكن أن تسهم عدة عوامل في هذا الاختلاف الواسع. النساء، على سبيل المثال، عادةً ما يكون لديهن ردود فعل مناعية أقوى من الرجال، مما قد يكون جزءاً مما يجعلهن أكثر عرضة للمعاناة من الآثار الجانبية للقاحات.
يقول جون ويري، مدير معهد علم المناعة في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا: «لدينا جميعاً نظام مناعي فردي خاص بنا… يشبه الأمر تقريباً بصمتنا المناعية التي تحرّكها الجينات والجنس والنظام الغذائي وبيئتنا وحتى تاريخ حياتنا، وهي الأشياء التي تعرض لها جهاز المناعة لدينا في الماضي وتم تدريبه على الاستجابة لها على مر السنين».

* الآثار الجانبية مقابل الأحداث الضائرة
يقول ويري: «لكن الآثار الجانبية لا تعد هي نفسها الأحداث السلبية… الآثار الجانبية شائعة جداً -ربما تحدث بنسبة 50 إلى 70% من الوقت. لكن الأحداث الضائرة نادرة وغير متوقعة، مثل التخثر».
بعد تناول اللقاح مباشرة، يعاني ما يقرب من شخصين إلى خمسة أشخاص من كل مليون من الحساسية المفرطة، وهو رد فعل تحسسي شديد يسبب انخفاضاً حاداً في ضغط الدم وصعوبة في التنفس. ولكن حتى هذا يمكن علاجه بسهولة باستخدام مضادات الهيستامين، ولهذا السبب يُطلب من الجميع البقاء لمدة 15 دقيقة في مركز التطعيم بعد أخذ اللقاح.
يمكن أن تكون الجلطات الدموية المرتبطة بلقاحات «جونسون آند جونسون»، والتي تحدث في غضون ستة إلى 13 يوماً من تلقي اللقاح، خطيرة وحتى مهدِّدة للحياة. لكن معدل الإصابة منخفض للغاية؛ هناك 23 حالة مؤكدة فقط من أصل 8.4 مليون جرعة من اللقاح.
يقول عوفر ليفي، مدير برنامج اللقاحات الدقيقة في مستشفى بوسطن للأطفال وأستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد: «هذا نادر جداً… خطر الإصابة بـ(كورونا) واحتمال الوفاة منه أعلى بكثير من الحصول على جلطات دموية من اللقاحات».
ولكن، يوجد بعض القلق من أنه قد تكون هناك آثار سلبية أخرى لم يتم الإبلاغ عنها إلى حد كبير.



أميركا


الولايات المتحدة


أخبار أميركا


فيروس كورونا الجديد


الصحة


الطب البشري



[ad_2]

Source link

Leave a Reply