«soul».. بين سحر «الأنميشن» وعمق الخيال وواقعية الفكرة – أخبار السعودية

[ad_1]

(soul) يفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وهذا سبب مقنع جدا لنكتب حوله هذا المقال، فليس سهلا أن تعتلي خشبة الأوسكار من أجل التتويج إلا إذا توفرت في منتوجك معايير فنية ترقى للعالمية، فجائزة الأوسكار حسب غالب الن لا تحابي الأعمال الفنية العالمية.

مخرج الفيلم هو بيت دوكتر بالتعاون مع كيمب باورز، أما تأليف السيناريو فقد تشارك فيه كل من دوكتير وباورز ومايك جونز، ولعل ثقل هذه الأسماء على الساحة الفنية يجعلنا لا نستغرب فكرة النجاح، خصوصا أن الأداء الصوتي كان من طرف جيمي فوكس، وتينا فاي، وكويستلوف، فيليسيا رشاد، ديفيد ديجز، ريتشارد أيواد، وأنجيلا باسيت.

ما القصة؟

بدأت من أستديوهات (بيكسار)، هناك تم إعداد فيلم الرسوم المتحركة (soul) ليروي لنا حكاية مدرس موسيقى جد متواضع، يسعى بكل ما توفر لديه من جهد أن يصبح عازفا في أشهر مجموعات الجاز في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شكل هذا الهدف بالنسبة إليه الحلم الأوحد الذي من خلاله سيكون قد حقق رسالته السامية في هذه الحياة، لذلك سيناضل من أجل تحقيق هذا الحلم متجاوزا كل العقبات، ولعل أهمها وظيفته كمدرس التي سيفقدها على الفور، وكذلك المعارضة القوية التي خاضتها أمه في سبيل منعه من ذلك.

الحلم سيتحقق، وسيستعد جو غاردنر ليصعد إلى المنصة ليعزف مقطوعته الأبدية أمام الجمهور. في ذات اللحظة ستتدخل تراجيدية القدر ليسقط في بالوعة قبل تحقيق الحلم المنشود، فبكل بساطة سيموت البطل لتحيا روحه النافرة في حياة أخرى عامرة بالأرواح والفلسفة.

إنها تلك الفلسفة الجميلة التي نقلها صانع الفيلم وهي تتذبذب بين روحين أساسيين في نسج تفاصيل القصة… إنها الروح 22 التي ستتقمص جسد جو عائدة به إلى الحياة الأرضية، بينما روح جو تقمصت جسد هرة. لتبدأ معها مجموعة من الأحداث الشيقة والعميقة، المفعمة بالرسائل والدروس. فجو غاردنر سيلتحق بالمنصة من جديد ليحقق الحلم الموهوم، ليفهم أن متعته لم تكن في النجاح في تحقيقه بقدر ما أن هذه المتعة مشتعلة أكثر في تفاصيل الطريق التي أوصلته لتحقيق هذا الحلم، وبذلك سيجد نفسه أمام حصة طويلة وعميقة لتقييم الذات.

القصة فعلا جميلة، وفلسفتها كانت أجمل باعتمادها على الكوميديا المتقنة والهادفة، فالأكيد أن الكاتب على مخيلة واسعة وثقافة فنية عالية، الأمر الذي جعله يبدع في كل التفاصيل التي جعلتنا ننتقل بأحاسيسنا بمضمون الأحداث من الشكل السطحي لمشاهد الرسوم المتحركة نحو شكل آخر أكثر واقعية وسريالية في نفس الوقت، لنقتنع بجدوى الدروس والأفكار التي كان ينثرها الكاتب على المشاهدين برفق وتأن حتى تحقيق الهدف الأسمى، وهو الإقناع بقالب ساخر وممتع.

في التفاصيل يسكن عمق الأفكار

حسناً، ما أهم الأفكار التي طرحها الفيلم حتى يستمتع المشاهد باستخلاصها؟

قبل الإجابة على هذا السؤال لابد أن نقر أن هذه جاذبية هذه الأفكار ستكون أهم محاور القوة التي جعلت هذا الشريط يكون من أهم الإنتاجات السينمائية العالمية لـ2020، حتى أن كثيرا من النقاد ذهبوا إلى حد بعيد في المقارنة بينه وبين «مولان» من حيث النجاح والجماهيرية.

أما عن أهم الأفكار، فقد نبدأ بفكرة التقييم الموضوعي للذات والأولويات أثناء الرحلة من الحياة إلى الموت، أو من خلال تلك الحياة الخيالية التي عاشها البطل بعدما أعدم حلمه بسقوطه في بالوعة. ففكرة التقييم والمساءلة نقلتنا إلى مجموعة من الخلاصات المتعلقة بسلوكيات الإنسان، من قبيل الشغف الغريب الذي سيطر على البطل في بداية القصة، وهو الإحساس السهل الممتنع الذي يشكل مصدر حيرة عند الإنسان منذ الأزل و في الوقت الراهن كذلك، إذ ليس سهلا أن نكون شغوفين لحد الجنون بممارسة عمل يكلفنا أكثر مما نربح كما هو الشأن بالنسبة للبطل.

هذا أولا، أما الباقي من الأفكار فيمكننا إجمالها في كل ما يتعلق بتنظيم الأولويات وتحجيمها، أو بالأحرى وضعها في الإطار المناسب حتى لا تتداعى الأمور إلى العكس كما حدث للبطل. وهو ما ينقلنا إلى فكرة الاستمتاع بالحياة في ظل وجود الموت، تلك التجربة الفريدة التي عاشها «جو» وهو يعاصر التداخل بين العالمين عائدا إلى تحقيق حلمه بشكل خيالي، حتى اكتشف في الأخير أن شغفه ما كان ليشتعل بتلك الصورة لولا وجود العوائق النفسية التي سعى دوما لاجتيازها كبطل إلحاح وعزيمة.

ولعل الجميل من الأجمل في هذه الأفكار هو طريقة طرحها بشكل خيالي يميل إلى ما هو أسطوري بطعم الواقع، فطريقة تقديمها فعلا كانت خرافية وممتعة للغاية.

وصفة ديزني السحرية

(الأنميشن) في عالم ديزني لها طعم خاص، لكن في فيلم (soul) كانت هناك مبالغة في إبهار المشاهد بسحر الرسومات. لقد كانت (الأنميشن) مختلفة للغاية. إنها مبهرة لحد أنها اعتمدت على خيال خصب ونادر، وإلا كيف لنا أن نصدق أن الأرواح التي عهدناها بذلك المنظر المخيف سوف تلمع لنا في الفيلم مبهجة ومضيئة عكس السوداوية المألوفة، وهو ما يجعلنا نعترف أننا كنا في حالة انبهار.

ليس هذا فقط، فتشخيص الرسوم تم بشكل أقرب للواقع، فالشخصيات تجلت وكأنها حقيقية، وهو نفس الأمر بالنسبة للأمكنة والمنازل والشوارع في مدينة نيويورك التي بدت جميلة وساحرة، وهي عادة ديزني في صناعة هذا النوع من الأفلام الكرتونية التي تعززها بأداء صوتي متناسق ومتفاعل لنجوم من قبيل جيمي فوكس الذي يملك مساحة صوتية للتنقل بين ضفاف الكوميديا القريبة وضفاف المأساة والسوداوية التي بدت بعيدة للغاية.

عوامل نجاح حاسمة

لا شك سنتحدث عن التوقيت، ولا شك أيضا أن الحديث سيجرنا نحو ظروف الجائحة على الصعيد الفني العالمي، فـ(soul) من انتاجات 2020 التي غرفت في بحر الجائحة مما جعل ظروف عرضه متعثرة للغاية، لكن ذلك لم يشكل قط أي عوامل معيقة للنجاح، والدليل هو حصوله على جائزة الأوسكار، كما أنه أثار الكثير من الجدل وردود الفعل فور عرضه لأول مرة في مهرجان لندن السينمائي في 11 أكتوبر العام الماضي. ولعل العامل الإيجابي في الموضوع هو تزامن أفكار الفيلم مع ظروف الجائحة التي جعلت الناس أقرب ما تكون إلى شخصية البطل المنغمسة في المراجعة وتقييم الذات مع تحديد الأولويات. سول فعلا يستحق المشاهدة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply