[ad_1]
أما الخلافات بين الديموقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية فلا تتم تصفيتها إلا في بلاد العرب، وعلى حساب المصلحة العربية والسيادة العربية. فحزب (يمنح) القدس والجولان لإسرائيل، وآخر يسلم أربع عواصم عربية لإيران كجزء من اتفاقه مع إيران حول البرنامج النووي الإيراني آنذاك. ناهيك عن استثمار الحزبين للخلافات العربية-العربية دائما.
أما الحملات الانتخابية الإسرائيلية، فعلى كل حزب من الصقور أو من الحمائم، أن يبرهن للناخب الإسرائيلي أنه الأقدر والأقوى على قتل أكبر عدد من العرب، وإلحاق أكبر دمار وأذى للبلاد العربية.
في هكذا مناخات وبيئة دولية وإقليمية، مرجح أن تكون الحروب القريبة هي حروب المياه خاصة في منطقتنا الفقيرة جدا للمياه، ومعروف أن الوطن العربي محاط بقوى إقليمية دخل بعضها النادي النووي بالفعل والبعض الآخر دخل سباق التسلح النووي، ناهيك عن أنها دول لا تحترم جوارا ولا تعترف بالقانون الدولي.
خلال هذا الأسبوع تم تداول صور ومقاطع مرعبة لحالة الجفاف والتجفيف التي وصلها نهر الفرات في العراق، فالأطفال يعبرون النهر مشيا على الأقدام دون الحاجة للجسور التي تربط ما بين الكرخ والرصافة كما تقول الصورة. من يتصور العراق أيها السادة دون ماء ودون الفرات ودجلة؟ وكأن العراقيين على موعد مع كارثة بعد كل كارثة أو كأن ما يعانيه العراق من مخاطر لا تكفي؟
أما في سوريا، فيتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان إضافة لعدد من المصادر الإعلامية عن أن عددا كبيرا من محطات المياه والري على نهر الفرات في سوريا توقفت عن الخدمة بعد أن جففتها تركيا (الجارة المسلمة) بتعديها على حصة سوريا والسوريين من النهر، فيما بدت صور القيعان تتكشف بصورة تهدد 2.5 مليون سوري بالعطش.
أما إيران (الجار المسلم) للعراق فلم يقصروا مع العراق، فمنذ فترة ليست ببعيدة، اتهم المتحدث باسم وزارة الموارد العراقية إيران بتحويل المياه إلى بحيراتها وأن إيران تعمدت خفض منسوب مياه نهر سيروان والزاب، وهذا حسب المتحدث سيتسبب بضرر بالغ لنهر ديالى بالكامل إضافة إلى الأضرار بسد دوكان وبالتالي ستلحق ضررا جسيما بنهر دجلة.
أما السودان ومصر فحدث ولا حرج بمعاناتهما مع سد النهضة الذي يتحدى به الجار الإثيوبي حقوق الجيرة والتاريخ ويضرب بعرض الحائط قواعد القانون الدولي بل ويرفض أي اتفاق مع دول المصب. ويكفي لتصور حجم الكارثة تصريح مجلس الوزراء المصري بأن مصر قد دخلت في مرحلة الفقر المائي.
أما قصة العطش وربما الظمأ في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن فقصة سرقة ونهب إسرائيلية ممتدة ومستمرة لما فوق الأرض وما تحتها من مياه منذ تم استزراع إسرائيل في الجسد العربي.
على الدول العربية بمفردها أو مجتمعة أن تستشعر حجم الخطر الوجودي الذي يتهدد شعوبها وليس بوسعها الانتظار أو التعويل على الوقت، ولا بد من أن تقوم بعمل يضمن بقاء شعوبها ودولها. وتحدي المياه في الدول العربية ناتج عن ثلاثة عوامل:
1) الدول العربية في الغالب دول مصب وهي دول فقيرة مائيا.
2) الدول العربية مستهدفة مائيا من جيرانها الأتراك والإيرانيين والإسرائيليين والإثيوبيين على حد سواء والاستهداف المائي هو جزء من استهدافات أخرى.
3) أغلب الدول العربية تفتقر لسياسات مائية ناهيك عن فقرها لإدارة الموارد المائية.
على العرب أن يقيموا تكتلا مائيا دوليا قانونيا، ينسق الجهود العربية العلمية والفنية والإدارية والمالية والقانونية لحفظ حقوق المياه العربية ويصون الموارد المائية، إن لم تكن الوحدة العربية مهمة وحيوية بأهميتها في موضوع المياه، ففقر المياه يتجاوز أي خلافات سياسية، فهو يتعلق بالشعوب ويتعلق بالمستقبل، ولأن العطش ومن ورائه الظمأ، لو وقع لا قدر الله سوف يحرق آخر الأوراق. فافعلوا شيئا للفرات ودجلة والنيل والليطاني قبل فوات الأوان، لدينا العقول ولدينا المال وحتى السلاح لدينا لإزالة أيَ سدٍ يتسبب بتعطيش وظمأ أي دولة عربية مباشرة أو غير مباشرة. (فليس دون الحلق إلا اليدين).
[ad_2]
Source link