[ad_1]
لم يتغير شيء في «إسرائيل» الكيان الصهيوني، بعد أربع حروب خاضتها مع العرب وتجاوز توسعها احتلالها لكامل فلسطين. لم يفلح في تغيير طبيعة «الدولة العبرية» العدوانية التوسعية العنصرية عقدها معاهدات «سلام» مع بعض الدول العربية.. ولا «التودد» لها، من قبل البعض، لدرجة إغرائها بالتطبيع معها!
نفس المنطق العدواني العنصري التوسعي، الذي يقوم على إرهاب التطهير العرقي، الذي طغى على السلوك الإرهابي لعصابات الهجاناه الصهيونية، تمهيداً لقيام «إسرائيل»، تمارسه اليوم «إسرائيل الدولة»، بل وتزداد «إبداعاً» في ممارسته، و«تفنناً». عشرات الأسر الفلسطينية، في حي الشيخ جراح بالقدس، يواجهون مصير إخراجهم من دورهم وإحلال مستعمرين يهود مكانهم، في ظل حماية جيش الاحتلال الصهيوني. نفس حجة اغتصاب الأرض على أسس العنصرية والتطهير العرقي، جاءت على لسان مستوطن صهيوني، رداً على احتجاج امرأة فلسطينية لإخراجها عنوةً من منزلها، عندما قال: لو لم أخرجك من دارك وأستولي عليه، سيأتي غيري من الصهاينة، ليقوم بنفس الفعل!
آخر ما يمكن تصوره أن تكون إسرائيل «دولة» محبة للسلام.. وآخر ما يمكن توقعه: أن تلتزم «إسرائيل» بميثاق الأمم المتحدة.. أو احترام ما يصدر عن مجلس الأمن من قرارات ملزمة. «إسرائيل» لا تعترف إلا بمتغير القوة، الذي تمارسه في صورة «البلطجة» المنظمة، كأهم أداة لضمان بقائها.
لقد استمع العربُ كثيراً لـ«نصيحة» الدول التي كانت وراء قيام «إسرائيل».. ويعتمد بقاؤها على دعمها المادي ومساندتها السياسية، وفي مقدمة الجميع الولايات المتحدة. يزعم هؤلاء: أن إقناع إسرائيل بـ«السلام»، بشروطها هي، لا بالندية والمواجهة والردع المتبادل، يشجعها على «تهذيب» سلوكها العدواني!
باختصار: الاستراتيجية المثلى، لتعامل العرب مع «إسرائيل»، عند هؤلاء، هي: قبول العرب بـ«السلام»، الذي ترضى عنه، مقابل توفير الأمن من قبلها لهم! هذا يتأتى: بالمزيد من معاهدات «السلام»، بل والمغالاة في التطبيع معها. بما يعني: الإذعان لسلوك «إسرائيل» العدواني.. و«الصبر» على استراتيجيتها التوسعية، حتى ينعم العرب بـ«السلام الإسرائيلي»، بالتبعية: «الأمن الإسرائيلي»! عندها، قد تخفف «إسرائيل» من غلواء عدوانها.. بينما تواصل توسعها في أرض العرب وهيمنتها على المنطقة، بأقل قدرٍ من العنف، وإن كان بمزيدٍ من الغطرسةِ والكِبْرِ والاستعلاء! وفي كل الحالات: الرضوخ للتعايش مع طبيعة «الدولة» العبرية العدوانية التوسعية العنصرية، التي هي بمثابة «الأكسجين»، الذي يمدها بالحياة.. ويضمن بقاءها!
إسرائيل هي هي ٢٠٢١، كما كانت يوم إعلان قيامها.. بل من قبل ذلك، بعقود. المواجهة العنيفة في حي الشيخ جراح، هذه الأيام، هي موقعة متكررة لحرب صهيونية عدوانية توسعية ممتدة لأكثر من ١٢٠ سنة ضد الفلسطينيين والعرب. لكن هذه المرة اختار الفلسطينيون المواجهة والتشبث بالأرض، بينما عربٌ آخرون اختاروا التعايش مع عدوانية «إسرائيل» وعنصريتها وتوسعها، لدرجة المغالاة في التطبيع معها.
[ad_2]
Source link