[ad_1]
فصل السياميين.. إنجاز سعودي متجدد
مرة أخرى تؤكد القيادة السعودية الرشيدة استحقاق هذه البلاد المباركة بكل جدارة للقب (مملكة الإنسانية) الذي أطلقه عليها الآخرون نظير المبادرات الرائدة وغير المسبوقة، والإسهامات المتعددة التي تقوم بها، وحرصها على أوجه الخير وصنوف المعروف كافة. كيف لا وهي التي تأسست على هدي الإسلام الحنيف، واتخذت القرآن الكريم والسنة النبوية شعارًا لها ودستورًا؛ لذلك لم تكتفِ السعودية بما تقدمه للدول الأخرى من مساعدات إنسانية ودعم في المجالات كافة، بل إن هذا الدعم والعون شمل حتى الأفراد.
ومن المجالات التي تنفرد السعودية بتقديمها للآخرين الإسهام في فصل التوائم السيامية، وتأهيلهم وفق أحدث وآخر الطرق العلمية للاندماج من جديد في الحياة بصورة طبيعية.
وهذه العمليات -لمن لا يدري حقيقتها- مكلفة ومرهقة، وتتطلب قدرات نوعية، ويقوم بها فريق طبي على أعلى المستويات، يشارك فيه عدد كبير من المستشارين المتميزين، وتتم في بيئة وظروف خاصة، تحت قيادة المستشار في الديوان الملكي رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبد الله الربيعة، الذي نال شهرة واسعة بسبب قدرته الفائقة، وتعامله الممزوج بالمهنية والرحمة.
وقد أسهمت السعودية خلال السنوات الطويلة الماضية في إجراء عدد كبير من تلك العمليات التي تهدف إلى فصل طفلين يلتصقان في غالب الأحوال في مناطق حساسة من جسدَيْهما، مثل الرأس أو الصدر أو الحوض؛ وهو ما يعيق حركة كلا الطفلين، ويكون مصيرهما في غالب الأحيان هو الموت، لكن لأن الإرادة السعودية لا تعرف الاستسلام، ولا يجد اليأس إليها سبيلاً، فقد تفردت السعودية بتأهيل بعض المتميزين من كوادرها الطبية في هذا المجال؛ فنالوا أعلى الشهادات من أرفع الجامعات العلمية المتخصصة في هذا المجال العلمي الدقيق.
آخر حلقة في سلسلة تلك العمليات هي وصول التوأم اليمني يوسف وياسين محمد عبد الرحمن الملتصقين في الرأس إلى الرياض؛ لإجراء الفحوصات اللازمة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – بالنظر في إمكانية إجراء عملية لفصلهما، وهو القرار الذي قابلته أسرة الطفلين بالتقدير البالغ والشكر العظيم، بعد أن تملكهما اليأس، وسيطر عليهما الحزن.
ولأن السعودية هي مملكة الإنسانية التي تقدم دعمها للجميع، بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، وأي حسابات أخرى بخلاف الاعتبارات الإنسانية، فقد شملت قائمة الذين أجروا هذه العمليات في السعودية شخصيات من قارات العالم كافة، من أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، كثير منهم لا يدينون بدين الإسلام، لكن بعضهم اختار اعتناق الدين الحنيف بعدما رأى بعينيه التعامل الراقي الذي تتعامل به السعودية معهم، ومقدار الحرص الذي يبديه الفريق الطبي لمصلحة أبنائهم، والحرص على سلامتهم.
هذا النوع من المساعدة والدعم الإنساني بات يعرف باسم الدبلوماسية الشعبية التي تعاظم أثرها خلال الفترة الماضية نسبة لقدرتها الفائقة على تشكيل رأي عام إيجابي تجاه الدول والمجتمعات والشعوب، وهو ما لا تستطيع الحملات الإعلامية مدفوعة الثمن القيام به بالكفاءة والقدرة نفسها؛ لأنها أحاسيس عفوية غير مصطنعة.
كما أولت وسائل الإعلام العالمية تلك العمليات اهتمامًا كبيرًا، وأفردت له مساحات واسعة بسبب نسبة النجاح المرتفعة في تلك العمليات التي تضاهي أكبر المراكز الطبية العالمية، وتتفوق عليها. وهكذا هي بلادنا التي نفخر بها، ونرفع رؤوسنا، ونحمد الله على نعمة الانتماء لها.
[ad_2]
Source link