[ad_1]
هذه الملايين من الأطنان نتجت عن النزاع الذي نشب مع تنظيم داعش في ثاني أكبر مدن العراق، الموصل. ولمعالجة هذا العبء، يتعاون برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة الدولية للهجرة مع بلدية الموصل، بدعم من اليابان، لإنشاء أول مركز لإعادة تدوير الأنقاض في المدينة.
وقال د. جاسم حمادي، الوكيل الفني لوزارة الصحة والبيئة: “توضح هذه المبادرة بشكل عملي أنه بالإمكان إنتاج مواد مفيدة لجهود إعادة الإعمار من خلال معالجة الأنقاض، وخلق فرص عمل للعائدين وتنظيف البيئة الحضرية، بحيث تلبي الاحتياجات الإنسانية وأهداف التنمية المستدامة بصورة مشتركة”.
وأعرب عن امتنان العراق لحكومة اليابان على دعمها في تحويل مشكلة الأنقاض في الموصل إلى وسيلة لإحداث تغيير إيجابي.
استخدام المواد في إعادة الإعمار
وفي حين أن الممارسة المعتادة تتمثل في إزالة الأنقاض والتخلص منها بطريقة عشوائية، فإن هذه المبادرة الجديدة ستركز على إعادة استخدام الأنقاض المعاد تدويرها في جهود إعادة الإعمار.
وقال غاري لويس، مدير فرع الكوارث والنزاعات ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة: “إن نتائج الفحوصات المخبرية للمواد الإنشائية تؤكد أن الأنقاض المعاد تدويرها تمتثل للمعايير العراقية لتصميم الطرق وهذا يمهد المجال لإدراج مبادئ الاقتصاد الدائري في التعامل مع نفايات البناء والهدم الروتينية بشكل عام، وبالتالي تعزيز نهج إعادة البناء بشكل أفضل للتعافي من الأزمات”.
وقد أطلِقت العديد من الحملات لإزالة مئات الآلاف من الأطنان من أنقاض الشوارع، بغية فتحها والسماح للسكان بالوصول إلى منازلهم وأعمالهم، وتمكين إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس ومحطات معالجة المياه.
لكن، غالبا ما تم التخلص من الأنقاض بطريقة عشوائية ونثرها على جوانب الطرقات بسبب عدم وجود مناطق مخصصة للتخلص من الأنقاض، مما تسبب في خلق مشاكل في هذه المدينة التي تعاني من نقص حاد في الأراضي.
استفادة من تجربة كركوك
ويستدل المشروع من الدروس المستفادة وأفضل الممارسات التي تم جمعها من خلال أعمال تجريبية لإعادة تدوير الأنقاض التي نفذتها المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في مدينتي الموصل وكركوك.
وفي قرية البويتر في كركوك، حيث تم تنفيذ المشروع التجريبي لإعادة تدوير الأنقاض، قال حسن الجبوري، رئيس ناحية الملتقى: “إنها خطوة ممتازة للتخلص من الكميات الهائلة من الأنقاض وتشغيل الأيدي العاملة في المنطقة في آن واحد”، وأضاف أنه مع هذا المشروع، بالإضافة إلى إزالة الأنقاض، “لدينا الآن إمكانية إعادة استخدامها. وبالنظر إلى أن العديد من الطرق الريفية في منطقتنا تحتاج إلى رصف وتعبيد، فإن مخرجات هذا المشروع مناسبة جدا لهذا الغرض”.
ويقول صلال عثمان، الذي يحرس موقع إعادة التدوير واستخدام الحصى المسحوق في فرش الطريق أمام منزله: “إن الشباب العاطل الذي ليس لديه أي فرص عمل قد استفاد بشكل كبير”.
وأضاف مجبل مرعي، وهو عامل يبلغ من العمر 24 عاما أن شباب القرية يجدون في مشروع إعادة تدوير الأنقاض فرصة ذهبية لتوفير فرص العمل، “إضافة الى تخليصنا من الأنقاض التي تمثل عقبة أمام الكثيرين للعودة وإعادة بناء المنازل”.
تجربة اليابان في إزالة الأنقاض
قدمت اليابان أكثر من 500 مليون دولار أميركي كمساعدات إنسانية للأشخاص المتضررين من الأزمة منذ عام 2014. بالإضافة إلى ذلك، قررت اليابان هذا العام تقديم حزمة مساعدات جديدة للعراق تصل إلى 50 مليون دولار أميركي، بما في ذلك هذا المشروع الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وقال السيد كوتارو سوزوكي، سفير اليابان لدى العراق: “أشيد بمبادرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بشأن إعادة تدوير الأنقاض الأمر الذي يحسن البيئة الحضرية وينتج مواد لبناء الطرق وكذلك يخلق فرص عمل للشباب”.
وأشار إلى أنه بعد تعرض اليابان للزلازل، حزن الناس على ما فقدوه وبدأوا في رفع الأنقاض التي كانت تمثل كل ما تبقى من منازلهم وذكريات أحبائهم. “إن جيل آبائنا فعل الشيء ذاته في المدن المدمرة بعد الحرب وأعاد بناء البلدات لشعبه ولأبنائه في المستقبل. نحن نريد مساعدة أهالي الموصل وكركوك في جهودهم لإحياء مدنهم وإعادة بناء حياتهم مرة أخرى”.
[ad_2]
Source link