[ad_1]
وأوضح الأستاذ المشارك في علم النفس الإكلينيكي الدكتور أحمد عمرو عبدالله أن الصيام لا يقتصر على اختبار مقاومة إغراءات الطعام والشراب فحسب، بل يمتد أيضاً إلى مقاومة العادات غير الصحية، ويمكن أثناء ذلك أن تطور سلوكيات وعادات أخرى جيدة، فضلاً عن أعمال الخير والتفكير في المحتاجين، الأمر الذي يعود بالنفع للفرد والمجتمع، وتعد أبواب الخير عديدة وعليك الاختيار، أطعم مسكيناً، فطّر صائماً، تصدق بالمال، فك الكرب، أعرب عن الامتنان، فالتطهير النفسي بداية التغيير الحقيقي (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ). وأفاد عمرو بأن الدراسات أظهرت أن الأعمال الخيرية يمكن أن تعزز هرمون الإندورفين للشعور بالسعادة، حيث يمكن أن تساعد مثل هذه الأنشطة الاجتماعية على تحسين تقديرنا لذاتنا عندما ننغمس في أنشطة ذات مغزى، وتساعدنا أيضًا في التخلص من الوحدة وخفض مشاعر القلق والغضب. وأشار عمرو إلى أن القدرة على تجنب السلوكيات غير الصحية ليوم كامل بمثابة نقطة انطلاق نحو تنشيط الدافعية للتغيير بشكل دائم وتقليل الاندفاعية أو أي مقاومة نحو تعديل السلوك، ولا يتوقف فوائد الشهر الكريم على ذلك فحسب، بل تعد هذه الأيام الفضيلة بيئة اجتماعية خصبة لالتفاف الأسرة حول أفرادها، فاغتنم فرصتك للترابط الأسري وتقوية صلة الرحم، نحو إفطار جماعي على مائدة واحدة – أفضل العادات التي أفسدتها الوجبات السريعة وأصلحها شهر رمضان المبارك.
وبين عمرو أن الصيام اختبار حقيقي لضبط النفس وانتصارها وبداية حقيقية للتغيير وليس أي تغيير إنه تغيير جذري. فبدلاً من أن تكون مضطراً للتوقف عن مثل هذه العادات وكأنه تغيير قسري، تقبل هذا الأمر وكن في انتظاره بصدر رحب، اقبل التحدي وراهن على نفسك وصمودها أمام التغيير واحتسب كل ذلك لوجه الله. فبالمراقبة الذاتية وضبط النفس والأنشطة السارة (كالعبادة والرياضة) وثقتك في قدرتك على التغيير وانتقالك من المتعة العاجلة إلى الآجلة سيبقى الأثر.
وكشف عمرو الأثر الإيجابي للعبادات على الصائمين، إذ من المهم أن يكون توجهك الديني جوهرياً أكثر من كونه ظاهرياً، أعمال خالصة لله عز وجل، عبادات وطقوس دينية عميقة تخلو من الاستغلال النفعي للدين، تدين يدل على إيمان وقناعة صاحبه وليس وسيلة لمجاراة الآخرين. وعندما يتحقق ذلك ستكون أكثر سعادة وتفاؤلاً ورضاً عن الحياة، فجاء هذا الشهر هدى للناس، أي هادياً لهم. بل إنها فرصة جيدة لتجديد إحساسنا بالنعم وعدم اعتيادنا عليها عندما نمتنع عنها بضع ساعات، ندرك حينها قيمة الطعام والشراب، وستكون لها لذة ومذاق رائع وعميق على غير المعتاد، وعندما تصل لوقت الإفطار يرتفع لديك الشعور بالإنجاز لما حققته في ضبط الذات. شعور بالسعادة يتجدد 30 يوماً. فللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه.
وأفاد عمرو بأن إحدى الدراسات الأجنبية الحديثة أشارت إلى فحص تأثير الصيام في شهر رمضان على مستوى الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية وذلك على عينة من الطلبة المسلمين، فأوضحت نتائج الدراسة انخفاض مستوى الاكتئاب والقلق بشكل ملحوظ في اليومين الرابع عشر والثامن والعشرين من شهر رمضان مقارنة بخط الأساس (قبل الصيام). كما انخفض مستوى الضغوط النفسية بشكل ملحوظ في اليوم الثامن والعشرين. كما تحسنت مستويات بعض القدرات المعرفية بشكل ملحوظ في اليوم الرابع عشر واليوم الثامن والعشرين.
وأوضح أستاذ علم النفس الإرشادي والعلاجي الدكتور أحمد صابر الشركسي أن المسلم يفرح بقدوم شهر رمضان المبارك بل ينتظره جميع المسلمين في لهفة وشوق لما يحمله من خير كثير وجوانب روحية تطمئن بها نفسية الصائم. والصوم هو الركن الثالث من أركان الإسلام ويُعد من العبادات التي لها تأثير إيجابي كبير على تهذيب وتهدئة نفسية الصائم حيث ينمي لديه تحمل المسؤولية والإحساس بالآخر وبخاصة الفقير والمحتاج، حيث يشعر بغيره ويرتاح ويسعد نفسياً، كما يساعد الصيام على تنشيط الخلايا العصبية في الدماغ، ويعمل علي تقوية الذاكرة، وتحسين الحالة المزاجية، والتخفيف من الشعور بالقلق والتوتر، هذا إلى جانب فرصة تجمع الأسرة على مائدة واحدة لمدة شهر كامل يتبادلون فيها الأحاديث والتفاعل الاجتماعي الإيجابي أثناء الإفطار والسحور، كما يُعد الصوم من أكبر الفرص التي تتاح للمسلم؛ ليتقرب بها إلى الله عز وجل إلى جانب العبادات المختلفة مثل الصلوات المفروضة وصلاة القيام وقراءة القرآن ويختمها المسلم بنهاية شهر رمضان المبارك بزكاة الفطر التي تجبر النقص الذي حدث أثناء الصوم، فيشعر المسلم وقتها براحة نفسية كبيرة؛ لأنه أقرب ما يكون إلى الله عز وجل في هذا الوقت فيرتاح لما بذله من عبادات.
بدورها، ذكرت الأخصائية النفسية آلاء خالد رجب أن الصيام في شهر رمضان المبارك مفيد للصحة النفسية لأن الصائم يستطيع السيطرة بذلك على الانفعالات السيئة ويرتقي في معارج الصفاء والطمأنينة مستأنساً بالروح النقية، وأضافت أن للصيام فوائد عدة للصحة النفسية للفرد، أهمها إنماء الشخصية وتحمل المسؤولية، فالصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في الذات، وتصبح الغرائز تحت سيطرة الإرادة وقوة الإيمان، ومع الصيام يحدث انخفاض في نسبة السكر في الدم، وكذلك ضغط الدم، وبينت أن الصيام يؤثر إيجاباً على الصحة النفسية، ويحدّ من بعض الأمراض كالاكتئاب والقلق، ما يؤدي إلى الاستقرار النفسي، لما له من روحانيات تساعد على إفراز هرمون السعادة وهذا هدف متميز من أهداف الصيام.
[ad_2]
Source link