[ad_1]
وضعوا المرأة درعاً يتقون به أي رد فعل من المجتمع، استغلوا حساسية المجتمع من الشرف المتعلق بالعلاقة الجنسية بين الجنسين فطوروا رهاباً اسمه المرأة فصار الشرف العائلي سلاحهم الماضي. لو تتبعت فتاواهم وخطبهم وأحاديثهم ستتأكد أنها تدور حول المرأة؛ نرفض الترفيه بسبب المرأة ونرفض الابتعاث بسبب المرأة ونكره الغرب بسبب المرأة ونحرم الموسيقى بسبب المرأة ونحرم الفنون بسبب المرأة ونرفض السياحة بسبب المرأة، فصار مشروعنا الأوحد عباءة المرأة، سواقة المرأة، خروج المرأة، اختلاط المرأة، سفر المرأة، رياضة المرأة وطريقة جلوس المرأة.
عندما أعلن الأمير محمد بن سلمان مشروع تحرير المرأة ظننت في البداية أن في الأمر شيئاً من التسرع، لم أدرك حينها طبيعة الحروب والنصر الحاسم فيها. عندما اندلعت حرب تحرير الكويت علمنا بعد نهاية الحرب أن الضربة الأولى التي وجهها جيش التحالف لجيش صدام حسين كانت هي الضربة التي حسمت الحرب، ما تبقى من معارك لم تكن سوى تطهير أرض المعركة من آثار الاحتلال. في الحوار الذي دار بين الأمير والأستاذ عبدالله المديفر لم يأت أحد على سيرة المرأة، فتذكرت أن أولى المعارك التي حسمها الأمير هي معركة المرأة. عند تتبع تصاعد مشروع الأمير التحديثي سنرى أن الأمير دخل الحرب بأن دمر بالضربة الأولى سلاحهم الوحيد الذي صالوا وجالوا به وتنقلوا به على كل الجبهات. انتزاع المرأة من قبضتهم أبان للمجتمع أنهم جهلة مغلقون. لا يفهمون في الاقتصاد، لا يفهمون في السياسة، لا يفهمون في البيئة. وكما قال الأمير لا يعلمون أن الأرض تدور. للقفز على هذا الجهل جعلوا مستقبل الأمة رهينة الموت. كل ما نريد أن نحققه في حياتنا هي حياتنا بعد الموت. سعينا الوحيد أن نتصالح مع الشجاع الأقرع في القبر ونتفادى صب الرصاص في آذاننا يوم الحساب ونعمل على حماية جلودنا من الحرق مرة تلو الأخرى عندما تشوى أجسادنا في جهنم.. هذا كل الطموح الذي تركوه في مستودع آمالنا. لم نعد نفكر في الاقتصاد ولم نعد نفكر في البطالة ولم نعد نفكر في التقدم ولم نعد نفكر في الرفاهية ولم نعد نفكر في المنافسة مع الأمم.
في لقائه الأخير الشامل لم يسمع أحد أن ابن سلمان قال امطري يا سحابة أنى شئت فخراجك سيأتي إلي. خراج ابن سلمان لن يأتي من انتظار الخليفة أن يفيق من موته ليغزو بأبنائنا الشعوب البائسة وينهبها كما يطمحون. ستمطره الاستثمارات والمدن الصناعية ومراكز الأبحاث والجامعات وحرية الناس ومساندة الشعوب البائسة لا نهبها.
[ad_2]
Source link