«نوستالجيا» لأرشيف قنوات الذكريات.. وناقد: فن «الطيبين» أفضل من الواقع الحالي – أخبار السعودية

«نوستالجيا» لأرشيف قنوات الذكريات.. وناقد: فن «الطيبين» أفضل من الواقع الحالي – أخبار السعودية

[ad_1]

المتابعة لما تبثه قنوات عربية، من مسلسلات وبرامج مقارنة بما تعرضه بعض القنوات الفضائية في عالمنا العربي تؤكد بون التحولات التي طرأت على المكونات الاجتماعية والفنية والدرامية خلال ربع قرن تقريباً، وتُشعر بأن شريحة عريضة من المشاهدين الحريصين على ذائقتهم يحتمون بالحنين للقنوات الراسخة في الذاكرة بالدراما الموجهة ذات المضامين الجادة والمعززة هوية المتابع. وبقدر ما تطوّرت التقنية وانتصرت المحسّنات البصرية في عرض وطول الميديا الحديثة، بقدر ما تراجع النص النوعي، واختفت الحبكة المتعوب عليها، وأُزيح السيناريست الماهر للكواليس، فغلب صوت استسهال البعض بالإبداع والاستهانة بالفن والاستخفاف بمكانته برغم أنه معادل موضوعي للتقدم البشري الواقعي في كافة مجالات الحياة.

وتتصدى القنوات الوطنية الرزينة بأرشيف للاحتماء من برامج ومسلسلات تقوم على كليشة (المُخرج عاوز كده)، وتستمر القنوات في جذب مشاهديها الكُثر بإطلالة آسرة، بصلابة مواد، لطالما نالت إعجاب أجيال لا تزال تؤمن وتعوّل على الفنون رديفاً للثقافة في تعزيز الانتماء للقِيم الإنسانية.

وتؤمن القنوات الخالدة بخطورة التسليع البصري على وعي الجماهير، فالمتعة ليست الغاية القصوى للإعلام المسؤول، وسيولة الطرح استخفاف بعقليات قادرة على توفير البدائل وابتكار خيارات أوسع والهروب من الهشاشة إلى ما يحترم الذائقة ويُعلي شأن الثقافة الموجهة في ظل تحديات كبيرة تعزف أنغامها على مسامع الشباب العربي تحديداً. ليس كل مشهد يجلب النظر يسحر اللب، أو يثير الأسئلة، أو يشغّل الفكر، وليس كل مشاهد كائناً بشرياً من السهولة استدراجه بالخواء، والفرجة تشير، كما يقول عبدالسلام بن عبدالعالي، إلى «الانفراج» والابتعاد والانفلات، ما يجعل المُعاش على نحو مباشر، مبتعداً منفلتاً متحوّلا إلى صور وتمثّلات.

ولطالما طرح الفلاسفة نقداً لمجتمع الاستلاب الذي يحوّل الشيء إلى صورة، والأصل إلى نسخة، والواقع إلى تمثيل، والوجود إلى مظهر، ويغدو العالم صورةَ العالم، في ظل استحالة فصل العلاقة الاجتماعية بين الرائي والمرئي، وتغوّل ما تصنعه ماكينة تحويل القيم إلى منتج مسوّغ وقابل للتسعير والعرض والطلب، ضمن منظومة دعائية تتفنن في سحر الألباب بالأزياء والموضة وسذاجة استطلاع الرأي، عن الأذواق والمطامح والرغبات والميول، والتعلق بالملذات والرغبات الاستهلاكية، وإدخال شركات الطعام واللباس والعطور علينا أثناء متابعتنا لفرض القناعات بالمنتج، وإقناع المتابع أن القنوات تعتني برغباته.

ويؤكد الناقد الفني رجا ساير المطيري أن الحنين دافع لاستعادة الأعمال المحلية القديمة، وأضاف: «لا أعتقد أن هناك ما هو أكثر من الشعور بالحنين سبباً لهذه العودة، أو الردّة نحو القديم، بحكم أنه لا الأعمال القديمة بمستوى أفضل من الحالية، ولا هي تمثل الذروة الإبداعية للفن السعودي.

ولفت إلى أن الكشف عن هذه الأعمال القديمة عن طريق قنوات مثل قناة «ذكريات»، يمنح فرصة للمقارنة بين القديم والراهن على كافة المستويات. والمقارنة بين مستوى الأعمال ذاتها، والمقارنة في نمط التفكير السابق والحالي، في اللغة والمفردات والأزياء والديكور والسيارات وعموم الأدوات المستخدمة قديماً وحديثاً.

مشيراً إلى أن التعلق بالأرشيف والبحث عن القديم، فرصة رائعة للباحثين والمؤرخين والنقاد، تمنحهم أساساً مرجعياً وموثوقاً لقياس مدى التغير الذي طرأ على الفن والحياة والمجتمع، ما يتيح للنقاد اليوم فرص بناء سياق نقدي يمتد لعقود إلى الوراء، ما يتجاوز النقد اللحظي باستحضار عمق تاريخي، عبر نماذج أعمال درامية كثيرة تمنح الناقد مساحة أكبر لاستخدام أدواته النقدية. ويرى المطيري أن مشاهدة الأعمال القديمة، ومقارنتها بالحديثة، يشي بأن الدراما المحلية ظلت على حالها من حيث الأفكار والمعالجة الدرامية، منذ أكثر من 30 عاماً وإلى اليوم.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply