[ad_1]
إذن.. فإن هذا الفنان الرائد موجود داخل كل منزل، وكما أنه يتواجد في الأعياد والمحافل، فإنه أيضاً موجود في أعمق نقطة بعيدة الغور بالذاكرة.. فنان بلسان الحب والأشواق، هالة من النور وسط ضبابية الشعور.
في أزمة غير هذه الأزمة وأمكنة غير هذه الأمكنة في عالم خالٍ من وحشية البشر حيث محمد عبده ومستمعوه ولسان حالهم يقول: كلما نسنس محمد عبده، طربنا وسهرنا وغنينا وأنينا، كلما نسنس يفتننا ويروينا.
تتساءل قلوبهم كل ليلة أي أغنية سيطير شعورنا خلفها؟ أي منها سوف تحتل النصيب الأكبر من الإعجاب؟ وعلى أي شطر من قصيدة الأغنية يبات القلب؟ نطير في جنح الخيال، يتجنح القلب بالشعور، يستعد للتحليق في أي لحظة حتى لو بالضحى والقايلة، لأن كبيرنا الذي علمنا الفن يأخذهم في طيات صوته ولا يهمه فارق التوقيت ولا الزمان ولا المكان، نشوته ساطية آمرة وناهية لا تستأذنك بل تقتحمك، من أبحر في محيط أغنياته غرق، ومن نجا من الغرق يظل «عواما» في بحره.
لو لم أكتب سوى هذهِ المقالة عن فنان العرب لكفتني عن التعبير طوال حياتي أكتبها مراراً وتكراراً ولا أمل منها، عن شيء لا يتكرر، بصوته يلاطف قلوبنا بالتمني والتسلي والرجاء والانتظار، ويفطرها بالوداع، يصبرها ويمنيها باللقاء ويحثها على الوفاء وانتظار المحبوب حتى لو «لألفين عام»، الشكوى صيرها في أغنياته نغمة مرسلة، النجوى باتت ترنيمات غنائية، أوبريتات كوبليهات موالات غناها لا تبلى ولا يطفئها التكرار، وكأن أغنياته عميقة، عميقة مثل فكرة ترفض أن تسقط سهواً من فوهة القلم لا يتم التخلص منها بالشطب والممحاة وتمزيق الورق، لأنها تمركزت في عمق الفكر، آسرة مثل رسمة في متحف يتأملها رسام مغمور طويلاً، خالدة مثل لحظات اللقاء الأولى لقلبين مغرمين ببعضهما، خاطفة مثل ساعة على الحائط يتمنون في لحظة الوداع ألا تتحرك عقاربها، واضحة مثل النجمة في ليالي العتمة، أبي المفضلة، حارقة كالندم، عصية كدمع الكبرياء، دافئة كمواطن اللجوء، شهية كبسمة طفل لم يكمل العامين.
أخيراً..
آمنة كغيمة تظلل المدينة من حرارة الشمس، رقيقة كالبسمة لعابر مثقل بهموم يومه، خفيفة مثل نسمة هواء تُلطف خصلات طفلة، أصيلة كمواويل أغنيات
[ad_2]
Source link