[ad_1]
26 إبريل 2021 – 14 رمضان 1442
01:30 AM
كان مستجاب الدعوة مظفر الراية.. ولم يهزم في معركة قط
فتى قريش “الأسطورة الحقيقي”.. ساهم في فتح مصر وشمال إفريقيا وعمره 17 عامًا
بنى الإسلام نماذج يفخر بها كل مسلم، لا تقف أمامها العوائق وقلة الحيلة وقلة ذات اليد ونقص الخبرة، وغيرها من الأعذار والتبريرات.
شباب المسلمين صنعوا نماذج وأمجادًا، يجب أن يعرفها جميع المسلمين، كبيرهم وصغيرهم، وفي كل الأزمان؛ إذ أبدعوا في مجالات شتى، بل قادوا الكبار، وتقدموا عليهم، ونالوا احترامهم وتقديرهم.
النموذج الأسطورة هو “عقبة بن نافع بن عبدالقيس الفهري” –رضي الله عنه-. وُلد في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- قبل عام واحد من الهجرة، وهو صحابي بالمولد، ولديه صلة قرابة بعمرو بن العاص.
مشاركة في الجهاد
برز اسم “عقبة” مبكرًا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-؛ إذ شارك في فتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، وكان عمره لم يتعد 17 عامًا، وأسند إليه مهمة قيادة سرية استطلاع لدراسة إمكانية فتح الشمال الإفريقي، ثم شارك معه في المعارك التي دارت في إفريقية (تونس حاليًا)، فولاه عمرو –رضي الله عنه- منطقة برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر.
ظل عقبة بن نافع –رضي الله عنه- في منصبه قائدًا لحامية برقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب –رضي الله عنهما-، ونشر الإسلام بين قبائل البربر، ورد غزوات الروم. فلما استقرت الأمور أُرسل عقبة إلى الشمال الإفريقي في حملة جديدة لمواصلة الفتح الإسلامي.
واستطاع “عقبة” وجنوده أن يطهروا منطقة الشمال الإفريقي من الحاميات الرومية المختلفة والقبائل البربرية حتى أتى واديًا، فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة، وسماها القيروان، التي تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة في المغرب الكبير.
القيروان
كما بنى بها جامعًا لا يزال حتى الآن يُعرف باسم “جامع عقبة”. وفي عام 62 هجريًّا تولى المغرب، فقصد عقبة القيروان لبدء الجهاد ببلاد المغرب مجددًا، واستئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر بن دينار، وهو القائد الذي قبله.
وانطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان، لا يقف لهم أحد، ولا يدفعهم أي جيش؛ فالجميع يفرون من أمامهم؛ ففتح مدينة باغاية، ثم نزل على مدينة تلمسان، وهي من كبرى المدن في المغرب الأوسط، وكان يومًا عصيبًا على المسلمين حتى أنزل الله –عز وجل- نصره على المؤمنين، ثم مدينة تاهرت.
استشهاد الفاتح
التقى المسلمون أعداءهم، وقاتلوهم قتالاً شديدًا، وانتصر المسلمون، وسار “عقبة” حتى نزل على طنجة، واخترق هذه البلاد كلها هازمًا كل قبائل البربر، حتى وصل بخيله إلى المحيط الأطلنطي، فاخترق عقبة بفرسه ماء المحيط، ثم قال: “يا رب، لولا هذا البحر لمضيتُ في البلاد مجاهدًا في سبيلك، اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل مَن كفر بك حتى لا يُعبد أحدٌ دونك”.
واستُشهد عقبة عام 63 هجريًّا عند عودته للقيروان.
كان عقبة بن نافع –رضي الله عنه- مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية العسكرية الاستراتيجية الفذة؛ فأحبه رجاله، وأحبه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، مظفر الراية؛ فلم يهزم في معركة قط، وحقق أعمالاً عسكرية باهرة، وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية، وترك باستشهاده أثرًا كبيرًا في نفوس البربر، وأصبح من يومها يلقب بـ”سيدي عقبة”.
[ad_2]
Source link