[ad_1]
في زمن يهوج ويموج بأنواع الاضطرابات العامة الداخلية والخارجية الجذرية كالإرهاب والحروب والفساد والجريمة المنظمة والصدام والصراعات والتيارات الديماغوجية، اليمينية، العنصرية، المتعصبة، الشعبوية، والغوغائية، يمعن الكثيرون بالتعليق والتحليل السطحي غير المفيد وغير المجدي لجهة تقديم فهم حقيقي للأحداث، ولذا لا يبالي أحد بمطالعة ما يكتبونه ويقولونه مهما كانت الألقاب التي يحملونها؛ لأنهم لا يجدون فيها إجابات أعمق من تلك التي يتم تداولها على ألسنة وحسابات الملايين من عامة الناس بمواقع التواصل، وتبدو أشبه بإعادة الاجترار لا أكثر، وما يتشوق الناس بحق لمطالعته هو ما يقدم لهم إجابات جوهرية معمقة تتجاوز المتداول السطحي الذي لم يؤد تداوله ولا التخندق بخنادقه لأي حل أو أثر إيجابي بل على العكس جعل الأمور أسوأ، وهذا ولّد نقطة ضعف لدى الناس جعلهم مستعدين لقبول أي دعوة مهما كانت سلبية توهمهم أن لديها الفهم الصحيح والحل وخارطة الطريق، وبهذا تسيدت تيارات التطرف ونظريات المؤامرة المشهد العالمي داخليا وخارجيا، بينما المنظور والفكر الذي يمكنه أن يخرج كل العالم داخليا وخارجيا من كل هذا التأزم والواقع السام هو المنظور والفكر المعمق الجوهري الذي يحلل الأمور والأحداث من منطلق الفاعل الأساسي فيها وهو التكوين العقلي والنفسي والثقافي الواعي واللاواعي للفرد والجماعة، ومن يريد تكوين فهم جذري معمق عن سبب كل ما يهوج ويموج به العالم من أنواع السموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأيديولوجية والجنائية فعليه زيارة ساحة مدرسة ابتدائية ومتوسطة ليلاحظ أنماط التفاعلات بين الأطفال والمراهقين وسيرى أن كل ما يهوج ويموج به العالم من أحداث سامة لها ذات الأنماط الغرائزية اللاواعية وغير الناضجة التي للأطفال والمراهقين، وهذه هي النكبة الكبرى بالعصر الحديث التي تسحب البشرية باتجاه النكوص إلى الأنماط الغرائزية الهمجية والسلبية الرجعية بكل المجالات، فالثقافة العالمية الحالية هي ثقافة غير ناضجة فكريا وجوهريا، فهي ثقافة أنماط العقلية والنفسية المراهقة؛ لأنه تم عزل حملة العلم والفكر والوعي المعمق والجوهري في كل المجالات والصعد من الإعلام والصحافة إلى الثقافة والفنون التمثيلية مرورا بصناع المحتوى في الإنترنت ومواقع التواصل لصالح من يمكنه إحداث أكبر الفرقعات المثيرة من وجهة النظر المراهقة والنتيجة في بلد مثل أمريكا هناك حوالى ثلاثة ملايين سجين وهو أكبر من عدد سكان العديد من دول العالم وهم ضحية ثقافة لا تزودهم بمنظومة النضج التي تجعلهم يعيشون حياة إيجابية مسالمة وذات الثقافة غير الناضجة هي سبب حروب أمريكا وكل دول العالم وسبب الإرهاب.
كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
[ad_2]
Source link