[ad_1]
المأخذ على بعض القوانين أنها فضفاضة، واسعة، تصلح لكل مقاس. تكون قابلة للتشكل حسب الرغبة وحسب الأهواء.. وحسب المزاج. من هذه القوانين -دون حاجة إلى كثير من الحجج والبراهين- قوانين الأعمال الإعلامية.. على مستوى العالم العربي.. بشكل عام.
المجالس العليا للإعلام تشدد على ضرورة التزام الأعمال الإعلامية: الدراما والإعلانات والبرامج.. بـ(المعايير الأخلاقية والمهنية والآداب العامة..)، بالإضافة إلى نقاط أخرى براقة ورنانة تطرب لها الأذن ويرتاح لها الفكر السوي..
بل تذهب إلى عبارات أكثر بريقا حين تطالب بـ(احترام عقل المشاهد والمحافظة على القيم وعدم المساس بأخلاقيات المجتمعات المحافظة.. كالألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات السوقية التي تسقط في باب تبادل السباب والشتائم، وعدم استخدام عبارات ايحائية مسيئة سواء جنسية أو عنصرية..).. وتتحدث عن السلوك السليم.. بعدم عرض (مَشاهد التدخين واستخدام المخدرات والترويج لهما بشكل مباشر أو غير مباشر).
مثل هذه الصياغة تُعتبر منفذا مريحا لكل خروج عن النص.. وتلاعبا يسهل على المحامين القيام به خلال فترات استراحتهم.
.. (تقديم أعمال ترتقي بالذوق العام) ما هو الذوق العام؟ ومن يحدد الذوق العام؟ وكيف يمكن قياس الذوق العام للارتقاء به؟
كل هذا لا يؤدي إلى أي طريق سوى توسيع مساحات التلاعب وانحدار الإعلام وبرامجه في الاتجاه المعاكس لما يريده رواد ومسؤولو الإعلام العربي الرصين.
من المهم وضع لوائح تنفيذية/ تفصيلية لكل قانون.. تكون واضحة وصريحة ومباشرة ويمكن محاكمتها. على سبيل المثال؛ عندما ينص قانون على منع (الألفاظ البذيئة)، في اللائحة، يتم وضع (كل) الألفاظ الممنوع استخدامها.. ولا تُترك للأهواء والميولات والاجتهادات الشخصية.
القوانين ليست تقييدا للحريات ولا تتعارض مع الإبداع ونطاق الخيال.. بل تحافظ على عدم تجاوز (الإبداع) حدود الفضيلة.. فالإبداع الخارج عن الفضيلة الإنسانية هو إضاءة ظلماء في عالم الإنسانية وليس ومضة ضوئية يستضاء بها. من يرى أن القوانين والأنظمة واللوائح تحد من الإبداع.. فهو لا يرى في الإبداع سوى الخروج عن الفضيلة.. وهذا النوع من الإبداع.. آفة على الطبيعة.
كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
[ad_2]
Source link