نكتة “الدراما” البايخة

نكتة “الدراما” البايخة

[ad_1]

يُحكى أن حكيمًا كان يأتيه الناس من كل مكان لاستشارته، لكنهم كانوا في كل مرة يُحدِّثونه عن المشاكل نفسها التي تواجههم، حتى سئم منهم. وفي يوم من الأيام جمعهم الحكيم، وقص عليهم نكتة طريفة؛ فانفجر الجميع ضاحكين. بعد بضع دقائق قص عليهم النكتة ذاتها مرة أخرى؛ فابتسم عدد قليل منهم، ثم ما لبث أن قص الطرفة مرة ثالثة؛ فلم يضحك أحد. عندها ابتسم الحكيم، وقال: “لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على المشاكل نفسها في كل مرة؟!”.

الحقيقة يا الحكيم إنني محرج منك، ولا أود أن أكسر كلمتك، لكنك لو عشت حتى زمننا هذا ما تجرأت وألقيت هذه الحكمة؛ ذلك أننا نضحك ـ أو نتظاهر بالضحك ـ منذ ربع قرن عقب الإفطار برمضان على (نكتة القصبي البايخة) نفسها!

لقد شدني بإعلان مسلسل (ممنوع التجول) عبارة: إن القصبي سينتزع الضحكة من القلب! والحقيقة إنني على مدى الحلقات التي اضطررتُ لرؤيتها نزولاً عند رغبة أولادي أحاولُ دغدغة نفسي؛ لعل وعسى تطلع الضحكة، لكن دون جدوى!

كيف للقائمين على هذا العمل أن يتوقعوا نجاحه ولو بنسبة 10 %، وفكرته تقوم على (كورونا)، هذا الوباء المتفشي الذي لم يخلف سوى الموت والبطالة والحجر والفقر والاكتئاب؟!.. كيف لهم أن يتوقعوا إضحاكنا وهم (يرقصون على جراحنا)؟! كيف لهم التنبؤ بالإقبال الجماهيري على عمل يحاكي وباءً نلهج بالدعاء كل لحظة للخلاص منه، والعودة للحياة الطبيعية؟! إنهم كمن تعمد الاختلاط وكسر حظر التجول لاعتقاده أن الوباء مجرد مؤامرة حتى أُصيب به، ولقي مصرعه!

لقد سقط العمل؛ لأن (الكوميديا السوداء) تتناول الأوبئة والحروب، ولا بد أن يكون بطلها متمكنًا، لا ممثلاً لا يفرق بينها وبين الكوميديا التهريجية والدرامية و(الملهاة).

لقد اعتدنا بعد فراغنا من متابعة أي مسلسل أو مسرحية كوميدية عربية أن نسترجع بجلساتنا الأفيهات واللقطات المضحكة، إلا أننا مع (ممنوع التجول) أصبحنا نفيق مذعورين من نومنا بسبب صراخ وبكاء شيماء سبت، أصبحنا نضرب حائرين الكف بالكف حين نستلهم رقصات فايز المالكي على أنغام الدي جي، أصبحنا نضع أيدينا على أفواهنا من شدة الصدمة حين نتحرى سخرية ناصر القصبي من بعض العبارات الدينية، أصبحنا في غاية الدهشة أمام السؤال الدائر: كيف يكون العمل سعوديًّا وكُتّابه وأبطاله كذلك فيما نرى أفكاره تحارب مصالح المواطن، وتلمِّع سمعة الأجانب؟!

الغريب أن جوابهم عن النقد لا يخرج عن (اضغط الريموت وغيّر القناة)، وكأنها جلبتهم ليُنفِّروا المشاهدين لا أن يُرغِّبوهم!..

الغريب أن كل حلقة تضم حزمة من محظورات النشر، كمخالفة القيم، وإثارة النعرات.. ومع هذا لا تتم محاسبتهم!!

الغريب أن القصبي لم يُختبر بعرض عمله خارج أوقات الذروة، أو في صالة سينما، وإلا لسُحب ثاني يوم لقلة المشاهدات..!

الغريب أن مَن حُكم عليهم بالسجن المؤبد قبل 25 عامًا أُطلق سراحهم، فيما لا نزال نحن نقبع بسجون المسلسلات المكررة..!

لهذا يا ليتك (يالقصبي) تتكرم علينا وترحل، أو (تغيِّر النكتة البايخة لأفكارك وحركاتك) حتى يمكننا أن نضحك!

نكتة “الدراما” البايخة


سبق

يُحكى أن حكيمًا كان يأتيه الناس من كل مكان لاستشارته، لكنهم كانوا في كل مرة يُحدِّثونه عن المشاكل نفسها التي تواجههم، حتى سئم منهم. وفي يوم من الأيام جمعهم الحكيم، وقص عليهم نكتة طريفة؛ فانفجر الجميع ضاحكين. بعد بضع دقائق قص عليهم النكتة ذاتها مرة أخرى؛ فابتسم عدد قليل منهم، ثم ما لبث أن قص الطرفة مرة ثالثة؛ فلم يضحك أحد. عندها ابتسم الحكيم، وقال: “لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على المشاكل نفسها في كل مرة؟!”.

الحقيقة يا الحكيم إنني محرج منك، ولا أود أن أكسر كلمتك، لكنك لو عشت حتى زمننا هذا ما تجرأت وألقيت هذه الحكمة؛ ذلك أننا نضحك ـ أو نتظاهر بالضحك ـ منذ ربع قرن عقب الإفطار برمضان على (نكتة القصبي البايخة) نفسها!

لقد شدني بإعلان مسلسل (ممنوع التجول) عبارة: إن القصبي سينتزع الضحكة من القلب! والحقيقة إنني على مدى الحلقات التي اضطررتُ لرؤيتها نزولاً عند رغبة أولادي أحاولُ دغدغة نفسي؛ لعل وعسى تطلع الضحكة، لكن دون جدوى!

كيف للقائمين على هذا العمل أن يتوقعوا نجاحه ولو بنسبة 10 %، وفكرته تقوم على (كورونا)، هذا الوباء المتفشي الذي لم يخلف سوى الموت والبطالة والحجر والفقر والاكتئاب؟!.. كيف لهم أن يتوقعوا إضحاكنا وهم (يرقصون على جراحنا)؟! كيف لهم التنبؤ بالإقبال الجماهيري على عمل يحاكي وباءً نلهج بالدعاء كل لحظة للخلاص منه، والعودة للحياة الطبيعية؟! إنهم كمن تعمد الاختلاط وكسر حظر التجول لاعتقاده أن الوباء مجرد مؤامرة حتى أُصيب به، ولقي مصرعه!

لقد سقط العمل؛ لأن (الكوميديا السوداء) تتناول الأوبئة والحروب، ولا بد أن يكون بطلها متمكنًا، لا ممثلاً لا يفرق بينها وبين الكوميديا التهريجية والدرامية و(الملهاة).

لقد اعتدنا بعد فراغنا من متابعة أي مسلسل أو مسرحية كوميدية عربية أن نسترجع بجلساتنا الأفيهات واللقطات المضحكة، إلا أننا مع (ممنوع التجول) أصبحنا نفيق مذعورين من نومنا بسبب صراخ وبكاء شيماء سبت، أصبحنا نضرب حائرين الكف بالكف حين نستلهم رقصات فايز المالكي على أنغام الدي جي، أصبحنا نضع أيدينا على أفواهنا من شدة الصدمة حين نتحرى سخرية ناصر القصبي من بعض العبارات الدينية، أصبحنا في غاية الدهشة أمام السؤال الدائر: كيف يكون العمل سعوديًّا وكُتّابه وأبطاله كذلك فيما نرى أفكاره تحارب مصالح المواطن، وتلمِّع سمعة الأجانب؟!

الغريب أن جوابهم عن النقد لا يخرج عن (اضغط الريموت وغيّر القناة)، وكأنها جلبتهم ليُنفِّروا المشاهدين لا أن يُرغِّبوهم!..

الغريب أن كل حلقة تضم حزمة من محظورات النشر، كمخالفة القيم، وإثارة النعرات.. ومع هذا لا تتم محاسبتهم!!

الغريب أن القصبي لم يُختبر بعرض عمله خارج أوقات الذروة، أو في صالة سينما، وإلا لسُحب ثاني يوم لقلة المشاهدات..!

الغريب أن مَن حُكم عليهم بالسجن المؤبد قبل 25 عامًا أُطلق سراحهم، فيما لا نزال نحن نقبع بسجون المسلسلات المكررة..!

لهذا يا ليتك (يالقصبي) تتكرم علينا وترحل، أو (تغيِّر النكتة البايخة لأفكارك وحركاتك) حتى يمكننا أن نضحك!

21 إبريل 2021 – 9 رمضان 1442

11:45 PM


نكتة “الدراما” البايخة

أحمد عجبالرياض

يُحكى أن حكيمًا كان يأتيه الناس من كل مكان لاستشارته، لكنهم كانوا في كل مرة يُحدِّثونه عن المشاكل نفسها التي تواجههم، حتى سئم منهم. وفي يوم من الأيام جمعهم الحكيم، وقص عليهم نكتة طريفة؛ فانفجر الجميع ضاحكين. بعد بضع دقائق قص عليهم النكتة ذاتها مرة أخرى؛ فابتسم عدد قليل منهم، ثم ما لبث أن قص الطرفة مرة ثالثة؛ فلم يضحك أحد. عندها ابتسم الحكيم، وقال: “لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على المشاكل نفسها في كل مرة؟!”.

الحقيقة يا الحكيم إنني محرج منك، ولا أود أن أكسر كلمتك، لكنك لو عشت حتى زمننا هذا ما تجرأت وألقيت هذه الحكمة؛ ذلك أننا نضحك ـ أو نتظاهر بالضحك ـ منذ ربع قرن عقب الإفطار برمضان على (نكتة القصبي البايخة) نفسها!

لقد شدني بإعلان مسلسل (ممنوع التجول) عبارة: إن القصبي سينتزع الضحكة من القلب! والحقيقة إنني على مدى الحلقات التي اضطررتُ لرؤيتها نزولاً عند رغبة أولادي أحاولُ دغدغة نفسي؛ لعل وعسى تطلع الضحكة، لكن دون جدوى!

كيف للقائمين على هذا العمل أن يتوقعوا نجاحه ولو بنسبة 10 %، وفكرته تقوم على (كورونا)، هذا الوباء المتفشي الذي لم يخلف سوى الموت والبطالة والحجر والفقر والاكتئاب؟!.. كيف لهم أن يتوقعوا إضحاكنا وهم (يرقصون على جراحنا)؟! كيف لهم التنبؤ بالإقبال الجماهيري على عمل يحاكي وباءً نلهج بالدعاء كل لحظة للخلاص منه، والعودة للحياة الطبيعية؟! إنهم كمن تعمد الاختلاط وكسر حظر التجول لاعتقاده أن الوباء مجرد مؤامرة حتى أُصيب به، ولقي مصرعه!

لقد سقط العمل؛ لأن (الكوميديا السوداء) تتناول الأوبئة والحروب، ولا بد أن يكون بطلها متمكنًا، لا ممثلاً لا يفرق بينها وبين الكوميديا التهريجية والدرامية و(الملهاة).

لقد اعتدنا بعد فراغنا من متابعة أي مسلسل أو مسرحية كوميدية عربية أن نسترجع بجلساتنا الأفيهات واللقطات المضحكة، إلا أننا مع (ممنوع التجول) أصبحنا نفيق مذعورين من نومنا بسبب صراخ وبكاء شيماء سبت، أصبحنا نضرب حائرين الكف بالكف حين نستلهم رقصات فايز المالكي على أنغام الدي جي، أصبحنا نضع أيدينا على أفواهنا من شدة الصدمة حين نتحرى سخرية ناصر القصبي من بعض العبارات الدينية، أصبحنا في غاية الدهشة أمام السؤال الدائر: كيف يكون العمل سعوديًّا وكُتّابه وأبطاله كذلك فيما نرى أفكاره تحارب مصالح المواطن، وتلمِّع سمعة الأجانب؟!

الغريب أن جوابهم عن النقد لا يخرج عن (اضغط الريموت وغيّر القناة)، وكأنها جلبتهم ليُنفِّروا المشاهدين لا أن يُرغِّبوهم!..

الغريب أن كل حلقة تضم حزمة من محظورات النشر، كمخالفة القيم، وإثارة النعرات.. ومع هذا لا تتم محاسبتهم!!

الغريب أن القصبي لم يُختبر بعرض عمله خارج أوقات الذروة، أو في صالة سينما، وإلا لسُحب ثاني يوم لقلة المشاهدات..!

الغريب أن مَن حُكم عليهم بالسجن المؤبد قبل 25 عامًا أُطلق سراحهم، فيما لا نزال نحن نقبع بسجون المسلسلات المكررة..!

لهذا يا ليتك (يالقصبي) تتكرم علينا وترحل، أو (تغيِّر النكتة البايخة لأفكارك وحركاتك) حتى يمكننا أن نضحك!



[ad_2]

Source link

Leave a Reply