[ad_1]
وبعد زيارة استغرقت أربعة أيام لسوريا، قال د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، إن الدمار الناجم عن الحرب لا يزال جليا في البلاد، كما أن التعقيدات المستجدة، مثل كـوفيد-19، فاقمت أعباء الناس الذين أنهكهم الصراع المستمر وفاشيات الأمراض والكوارث الطبيعية.
وقال في بيان عقب الزيارة التي شملت دمشق وحمص وحماة: “بينما نواصل تقديم الإمدادات وتوسيع نطاق القدرة على إجراء الاختبارات في جميع أنحاء البلاد من خلال اتباع نهج جامع لكل الأساليب، رأيت التزاما رفيع المستوى عبر جميع مستويات الشركاء وجميع القطاعات لمكافحة الجائحة بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية”.
وأشار د. المنظري إلى أن القدرة على إجراء الاختبارات في سوريا محدودة، ويظل التزام عموم الناس باستخدام الكمامات والتباعد البدني منخفضا، ولا يزال العاملون الصحيون معرّضين بشدة للخطر بسب الافتقار إلى معدات الوقاية الشخصية.
معاناة شديدة للسكان
واطلع د. أحمد المنظري على أوضاع الكثير من السكان في سوريا، وقال إن الناس يعانون ويموتون بسبب نقص الأدوية اللازمة لحالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والفشل الكلوي.
رغم التحديات، تمكّن السوريون من الحفاظ على مستوى أساسي من الرعاية الصحية يمكننا البناء عليه بدعم من المجتمع الدولي — د. أحمد المنظري
والتقى بالعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، والمرضى في دمشق وحمص وحماة، من بينهم الطفل جعفر، البالغ من العمر ستة أعوام، والذي يتردد على أحد مراكز الرعاية الصحية في حمص، التابع لإحدى المنظمات غير الحكومية والذي تدعمه منظمة الصحة العالمية، للخضوع لجلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات في الأسبوع للمساعدة في بقائه على قيد الحياة ونموّه.
وقال د. المنظري: “أخبرني الأطباء في المركز نفسه عن أم لطفلين مصابين بالعمى، ظلت منتظرة طوال سنتين لإجراء عملية رأب الأوعية الدموية في القلب، وتمكنت أخيرا من إجراء هذه العملية المنقذة للحياة الأسبوع الماضي فقط“.
وفي مستشفى الأطفال في دمشق، زار د. المنظري قسم الطوارئ الجديد الذي أعادت المنظمة تأهيله بدعم من اليابان، والذي يستقبل في المتوسط 300 طفل يوميا.
وأشار إلى أنه التقى أيضا بالأطباء وطواقم التمريض وغيرهم من العاملين الصحيين الذين تحمّلوا سنوات من العمل بكل شجاعة تحت تهديد الهجمات خلال الحرب، ولا يزالون صامدين حتى الآن لإنقاذ الأرواح على الرغم من قلة الموارد: “قال لي أحد الأطباء: كنا نخدم شعبنا في الظروف العادية ونحن نخدمه في هذه الظروف الاستثنائية، فلك أن تتخيل ما واجهناه وما نواجهه الآن“.
نقص شديد في الأدوية والمعدات
تتعرّض المعدات رديئة النوعية التي تُستخدم على مدار نوبتين ليلا ونهارا للضغط الشديد بسبب ارتفاع الطلب عليها، والقيود المفروضة على استيراد قطع الغيار، وقد أدّت العقوبات إلى تفاقم الوضع الذي كان مترديا أصلا، الأمر الذي أثر على جميع الناس والقطاعات، ولاسيّما قطاع الصحة.
ويحتاج الأطباء إلى موارد تمكنّهم من إجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة، وغيرها من الإجراءات الطبية اللازمة، وكل ذلك في ظل نقص في أعداد العاملين الصحيين واللوازم الطبية والمعدات والأدوية، حيث لا يتوفر ما يقرب من خمس الأدوية المنتجة محليا بسبب الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية على إنتاج المستحضرات الصيدلانية المحلية.
الحفاظ على رعاية صحية أساسية
وقال المدير الإقليمي للمنظمة، إن منظمة الصحة العالمية تشدد على قدرة النظم الصحية على الصمود، وأهميتها في ضمان صحة جميع الناس وعافيتهم، لاسيّما أثناء الأزمات. “ولكن في سوريا، رأيت القدرة على الصمود والروح الإيجابية لهذا الشعب الذي لم يستسلم، ولا يزال عازما على إعادة السلام والازدهار إلى بلده على الرغم من اليأس الذي واجهه على مدى قرابة عقد من الزمان“.
وقال في البيان، إن أمام الشعب السوري طريقا طويلا وشاقا، ولكن على الرغم من الدمار والحرمان، فإن هناك قدرة هائلة على الصمود، وأملا مشجعا.
وقال: “برغم هذه التحديات، فقد تمكّن السوريون من الحفاظ على مستوى أساسي من الرعاية الصحية يمكننا البناء عليه بدعم من المجتمع الدولي وشركائنا الملتزمين داخل البلاد وخارجها“.
يُذكر أن د. أحمد المنظري التقى خلال جولته أيضا بمسؤولين على جميع المستويات، وشركاء ودوائر أكاديمية وغيرهم، لمعرفة المزيد عن الوضع الصحي بوجه عام، والتوصل إلى سبل جديدة للعمل معا من أجل تعزيز تقديم الخدمات، وحماية السوريين من التهديدات الحالية، والمساعدة في تقوية النظام الصحي الذي دمرته الأزمة.
[ad_2]
Source link