وقال غوتيريش إن الفساد آفة موجودة منذ القدم تتخذ الآن أشكالا جديدة، داعيا إلى تجديد سبل مكافحتها “وليكنْ لنا تصميم متجدد على محاربتها”.

وأصدر الأمين العام، اليوم الخميس، بيانا بشأن الفساد في سياق مرض كوفيد-19، حيث قال إن الفساد فعل إجرامي لاأخلاقي وخيانة للأمانة المستودعة من الشعب، مشيرا إلى أن ضرره يكون أشد جسامة في أوقات الأزمات، كما في الوقت الحالي الذي يكابد فيه العالم جائحة كـوفيد-19.

وأكد الأمين العام أن التعامل مع هذا الفيروس يخلق فرصا جديدة لاستغلال ضعف الرقابة وعدم كفاية الشفافية، حيث يتم تسريب الأموال بعيدا عن الناس في أوقات هم فيها أحوج ما يكونون إلى تلك الأموال.

“فقد تتصرف الحكومات على عجل دون التحقق من الموردين أو تحديد أسعار عادلة. ويقوم التجار عديمو الضمير ببيع منتجات معيبة، مثل أجهزة التنفس الصناعي التالفة أو الفحوصات سيئة الصنع أو الأدوية المزيفة”.

وأشار إلى أن التواطؤ بين المتحكمين في سلاسل التوريد أدى إلى تكاليف باهظة للسلع التي تشتد الحاجة إليها، “مما أفضى إلى انحراف السوق وحرمان العديد من الناس من العلاج المنقذ للحياة البعيد عن متناولهم”.

وقال الأمين العام إنه يتعين أن نعمل معا لوقف هذه “اللصوصية” والاستغلال عن طريق تضييق الخناق على التدفقات المالية غير المشروعة والملاذات الضريبية؛ والتصدي للمصالح الطفيلية التي تستفيد من السرية والفساد؛ وممارسة أقصى درجات اليقظة بشأن كيفية إنفاق الموارد على الصعيد الوطني.

وأكد أنه يجب علينا معا أن ننشئ دون تأخير نظما أقوى للمساءلة والشفافية والنزاهة. وأضاف:

“يجب أن نحاسب القادة. ويجب على أصحاب الأعمال التصرف بمسؤولية. كما يجب أن يكون هناك حيز مدني نابض بالحياة وأن تتاح إمكانية الوصول إلى المعلومات. ويجب أن نحمي الحقوق وأن نقدر شجاعة المبلغين عن الجرائم الذين يكشفونها للناس”.

وقال أنطونيو غوتيريش إن أوجه التقدم التكنولوجي يمكن أن تساعد على زيادة الشفافية وتحسين رصد شراء اللوازم الطبية. “وتحتاج هيئات مكافحة الفساد إلى مزيد من الدعم والتمكين”.

وأوضح أن الأمم المتحدة نفسها تواصل إعطاء الأولوية للشفافية والمساءلة، في سياق التعامل مع مرض كوفيد-19 وخارجه، مبينا أن الفساد ظل لفترة طويلة، بالنسبة لأعداد كبيرة من الناس في جميع المناطق، مصدرا لعدم ثقتهم في قادتهم وحكوماتهم وغضبهم عليهم.

ولكن الفساد في وقت كوفيد-19، وفقا للأمين العام، يمكن أن يقوض الحكم الرشيد في جميع أنحاء العالم تقويضا خطيرا، وأن يبعدنا أكثر عن المسار الصحيح في عملنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.