[ad_1]
وقد أحاط غريفيثس اليوم مجلس الأمن حول آخر المستجدات في نشاطه الدبلوماسي حيث قام مؤخراً بزيارة العاصمة العُمانية مسقط والعاصمة السعودية الرياض ومدينة أبو ظبي في الإمارات والعاصمة الألمانية برلين. كما التقى قادة الحكومة اليمنية في عمان.
في كافة هذه العواصم، ناقش المبعوث الخاص بالتفصيل الجهود الحالية لإنهاء الحرب في اليمن. وقال إنه في جميع الأحوال توصل، على الأقل، إلى توافق في الآراء يدعم النقاط الأربع التي يسعى إلى تأمين اتفاق عليها بين الطرفين. وشدد على ضرورة اتفاق الطرفين على تلك النقاط وإخراج اليمن من محنته.
وقال السيد غريفيثس إن الضرورة الملحة لإحراز تقدم نحو تسوية سلمية تجعل استمرار العنف على الأرض أكثر إثارة للقلق. وأشار إلى أن مأرب تظل مركز الثقل الرئيسي في الصراع، مضيفا أن القتال هناك يظهر بوادر تصعيد خطيرة مرة أخرى.
إنهاء الحرب هو الهدف البسيط والأهم
وأوضح المبعوث الخاص أنه بالنسبة للعديد من اليمنيين، غيّر الصراع الطريقة التي يرون بها حياتهم ومستقبلهم.
“هناك جيل من اليمنيين عانى من التعليم المتقطع أو غياب التعليم. فرص العمل محدودة أو غير متوفرة. عانت مؤسسات الدولة من سنوات من التآكل. مشكلات استيراد النفط تتسبب في زيادة أسعار السلع الأساسية. وتمثل الكهرباء صراعا يوميا في بعض أجزاء اليمن.”
وفي كلمته أمام مجلس الأمن صباح اليوم، قال غريفيثس إن معظم اليمنيين الذين تمت استشارتهم واستطلاع آرائهم ومعظم اليمنيين المشاركين في الحوار الوطني حول الحرب “يصرون على أن إنهاء الحرب هو الهدف البسيط والأهم”.
بماذا يختلف اليمن عن باقي الصراعات
وفيما أشار إلى أن هذا الإجماع الشعبي الواسع لصالح السلام من المحتمل أن يكون موجودا في جميع النزاعات إذ إن الناس هم دائما أبطال السلام، أوضح المبعوث الخاص أن اليمن يختلف من ناحيتين:
الأولى هي أن “المجتمع الدولي، ممثلاً في هذا المجلس، متحد”، معربا امتنانه الشديد لهذا المجلس لإبقاء اليمن على رأس جدول أعماله ولإيصاله دائما رسالة مركزية وواضحة ومتسقة وهي: “أن السبيل الوحيد للخروج من الصراع هو حل سياسي تفاوضي.”
الناحية الثانية، هي أن هناك تلاقيا في الأصوات الدبلوماسية لصالح إنهاء الحرب وحلها السياسي الناجح.
وأوضح غريفيثس أن خلال لقائته الأخيرة في أوروبا والشرق الأوسط ناقش بالتفصيل الجهود الحالية لإنهاء الحرب في اليمن، قائلا إنه صادف على الأقل إجماعا في الدعم، وفي كثير من الأحيان دورا نشطا في دعم النقاط الأربع التي يسعى مكتبه إلى أن يتفق الطرفان عليها.
وقال إن “وحدة مجلس الأمن يدعمها إجماع دبلوماسي وإجراءات محددة من قبل الدول الأعضاء الرئيسية”، معربا عن امتنانه الخاص مرة أخرى لسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لتنسيقها الوثيق لدعم مقترحاته. وأضاف:
“الجهود الدؤوبة، أعني المثابرة التي يبذلها نظيري الموقر، تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي، هي مساعدة كبيرة بشكل خاص لنا في جهودنا لجسر الخلافات بين الطرفين.”
وقال غريفيثس إن طريقة إنهاء الحرب معروفة، وعناصرها الرئيسية تناقش مرارا مع الأطراف.
إذ تقر هذه المناقشات بالوضع الإنساني الملح وتهدف إلى توفير نقاط دخول رئيسية لتلبية الاحتياجات الإنسانية في هذه النقاط الأربع، ومن ثم بناء الثقة والتواصل المستدام بين الطرفين، حتى لا يعودا إلى الحرب.
وذكر أن التجارب السابقة في المفاوضات التي أجريت في جنيف، وستوكهولم، والكويت في وقت سابق، وفي رحلات مكوكية لعام 2020، قد أفادت المناقشات التي نجريها الآن مع الأطراف.
“لهذا السبب يتم الحديث الآن عن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني وليس وقفا جزئيا؛ ولهذا السبب نصر على تاريخ محدد يتم الاتفاق عليه من قبل الأطراف في الحزمة الشاملة لإطلاق العملية السياسية الحاسمة والأساسية التي لا مفر منها.”
وقال لأعضاء مجلس الأمن “كل ما نحتاجه الآن هو أن يتفق الطرفان على هذه الصفقة. هذا كل شيء.”
مأرب مركز النزاع
وتبقى مأرب مركز الجاذبية للنزاع، بحسب غريفيثس الذي أشار إلى أن النازحين والمجتمع المحلي على خط النار ويتعرضون للتهديد كنتيجة للهجوم على مأرب.
وأعرب عن استيائه من التقارير حول هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية من قبل أنصار الله على الأراضي السعودية، وأيضا على أراضٍ يمنية، خاصة خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك ضد المنشآت المدنية:
“نحن نعلم أن هذا يجب أن يتوقف.”
اتفاق الحديدة
في الحديدة، ذكر المبعوث الخاص أن بعثة الأمم المتحدة لاتفاق الحديدة (أونمها) بقيادة اللواء أبهيجيت غوها، أجرت مناقشات مكثفة مع الأطراف بشأن استئناف الأنشطة تحت مظلة لجنة تنسيق إعادة الانتشار، معربا عن احترامه الخاص لأنشطة البعثة والفريق العامل الذي كان يسعى بنشاط لتحقيق هذا الهدف، حيث كان رئيس البعثة ونائبه في عدن وصنعاء وأماكن أخرى يحاولان تأمين اتفاق بشأن اجتماع لجمع الأطراف معا.
وأعرب غريفيثس عن أمله في أن يتم ذلك: “إذا حصل، فسيكون هذا بمثابة دفعة كبيرة للجهود المبذولة للحفاظ على الهدوء في الحديدة وتنفيذ المزيد من اتفاق ستوكهولم في النهاية.”
الوضع في تعز
أما في تعز، فقد تصاعد القتال، واستمرت التوترات في التصاعد، “ولا يزال السكان المدنيون في المدينة يعانون من أسوأ ما في الصراع فتأثيره على الخدمات الأساسية وحرية التنقل ملموس وكبير”، بحسب ما جاء على لسان المبعوث الخاص الذي قال إن تعز تعاني من موجة جديدة مروعة من كوفيد-19 مثل مناطق كثيرة في اليمن.
كما أن الطرق الرئيسية في تعز مغلقة منذ عدة سنوات مما تسبب في عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة على سكان المحافظة. “إنها مدينة محاصرة.”
شهر مارس كان شهرا مميتا
وفي سياق متصل، تحدث مارك لوكوك، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، أمام أعضاء المجلس حول الوضع الإنساني في اليمن قائلا إنه لا يزال يزداد سوءا، مع حدوث موجة جديدة من إصابات كوفيد-19 ومجاعة واسعة النطاق تؤثر بالفعل على البلاد.
وذكر أنه شهر آذار/ مارس الماضي كان شهرا مميتا للمدنيين، حيث سقط ربع الضحايا المدنيين خلال الشهر، لا سيما في منطقة مأرب. وقال إن هجوم مأرب يشكل تهديدا لملايين الناس، حيث يتوقع خروج عشرات الآلاف من المنطقة إذا استمر القتال.
ماذا لو تم الاتفاق؟
وفي كلمته عدد المبعوث الخاص إلى اليمن أمثلة عما يمكن أن يحدث في اليوم التالي للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه النقاط الأربع.
وقال إن “وقف إطلاق النار -وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد- يعني أن البنادق سوف تصمت. والطرق التي أغلقتها الخطوط الأمامية لفترة طويلة ستفتح تدريجياً – ليس في يوم واحد، ولكن في وقت قصير لمرور البضائع، الإنسانية أولاً، ثم من أجل حرية تنقل الأشخاص؛ ولهؤلاء الأطفال للذهاب إلى مدارسهم دون عوائق وعودة العمال إلى أماكن عملهم عبر الخطوط التي أعاقت ذلك”.
وختم كلمته مؤكدا أن هذا الاتفاق سيساهم بشكل فوري في تخفيف المعاناة. وقال:
“ستسمح هذه الترتيبات بعودة الحياة إلى طبيعتها -الحياة التي بدت في كثير من الأحيان وربما اليوم وكأنها أمل قاس بالنسبة لشعب اليمن. بالنسبة لنا في العديد من بلداننا، هي واقع يومي، هي امتياز يومي.”
ودعا المجتمع الدولي إلى مناشدة الأطراف معا ألا تخيب آمال اليمنيين وأن تنقذ اليمن من محنته.
[ad_2]
Source link