[ad_1]
الحديث عن سباق التسلح في منطقة الشرق الأوسط والتحذير منه يأتي متأخرا للغاية، فمنذ نهاية الحرب العراقية ـ الإيرانية تعمل إيران على إشعال سباق التسلح وإشعال المنطقة برمتها وفق أيديولوجيتها المتطرفة التي تريد تفجير المجتمعات من الداخل، بل وصل الأمر إلى تزويد ميليشيات إرهابية بأسلحة استراتيجية، بداية من حزب الله وصولا إلى ميليشيات الحوثي، مرورا بالميليشيات التي أنشأتها وما تزال تنشئها في أكثر من بلد عربي. وما زاد الطين بلة التصارع بين إيران وإسرائيل وتركيا حول تقاسم النفوذ على حساب العالم العربي، وهذا ما جعل الخطر الإسرائيلي يتراجع في العقل الجمعي العربي مع أنه بقي على مدى عقود هو الخطر الأكبر، ولكن إسرائيل بقيت تتعامل كدولة حتى وإن كانت عدوانية ومحتلة، ولكن إيران ولاحقا تركيا تتعاملان من منطق أيديولوجي وتحاولان طوال الوقت بناء جماعات مرتبطة بهما، وفي هذا الإطار أصبحت الجماعات الإيرانية حائط صد أمام عودة الدول العربية المحتلة إيرانيا إلى اعتبارها دولا حقيقية فهي لا تعدو كونها جمهوريات موز، انهارت فيها معظم سبل العيش. أما تركيا فقد وضعت إيران نموذجا لها وراحت تتلمس طريقها في بناء نفوذ مواز في عدد من الدول العربية. الأخطر من ذلك أن الطرفين راحا يتفقان على تقاسم الكعكة، كما في سوريا بعد اتفاقات آستانة، على سبيل المثال لا الحصر. ولولا أن المملكة العربية السعودية وبعض شقيقاتها العربية وقفت كالطود الشامخ في مواجهة المشاريع الاحتلالية لاستكملت إيران احتلال العواصم العربية الأربع كما تتبجح، ولتحولت مصر والسودان وليبيا وحتى تونس بسبب ما سمي الربيع العربي إلى مناطق نفوذ تركية.
الأخطار التي أشرنا إليها هي غيض من فيض، وهي تسلتزم بناء قدرة عربية دفاعية، وهذا يتم بالفعل وإن كان بشكل غير معلن، ولعل الوقت قد حان لبناء المعرفة والقدرة النووية العربية أمام تزايد الخطر النووي في المنطقة برمتها. وبحسب معرفتي المتواضعة فإن هذا بدأ بالفعل، أما الانتقال إلى الإنتاج الفعلي فهذا متروك للتطورات التي ستعصف بالمنطقة خلال المستقبل القريب أو البعيد.
[ad_2]
Source link