[ad_1]
يخلق الأدب عوالم متخيلة محددة بشكل واع، ولذلك فهو يأخذ بيد القارئ إلى تأمل وسبر أغوار هذه العوالم بصورة أفضل مما تفعله الخبرة المباشرة. فالقارئ يتمكن من فهم هذه العناصر والتفاصيل المتداخلة داخل هذه العوالم وطبيعة العلاقة في ما بينها وقيمتها في التشكيل العام لهذه العوالم. فيصبح قارئ الأدب أكثر وعياً بالبيئة الثقافية التي يعيش فيها وأكثر فهما لقيمها ومعانيها وأكثر قدرة على تحليلها.
كذلك تتميز الكتابة الأدبية بالثراء في استعمالها اللغة والصور البيانية والأفكار بشكل دقيق. وإذا اقترن هذا مع خيال المتلقي الذكي والخصب، فإن هذا التفاعل بين الكاتب والقارئ يوجد عالما متخيلا ثريا وعميقا. فالأدب يقوم في الأساس على إلقاء الضوء على ما في الحياة من تعقيد وتناقض ومفارقة وبالتالي يعكس عالما ثريا ومؤثرا. وهناك أشكال وأنواع وتقاليد مختلفة في الأشكال الأدبية من شعر ونثر وتفرعاتهما، ولهذا كله تاريخ طويل أسهم أدباء كبار في تطويره ورسم خطوطه. فالأدب يبني على ما سبقه من أدب، فيكون الأدب ومنتجاته لبنة إضافية في تاريخ الأفكار والمفاهيم الإنسانية المتطورة المتحولة دائما.
إن الأدب شكل من أشكال الخطاب الثقافي، ذلك الخطاب الذي يقوم بعدة أدوار في الإطار الثقافي ككل. فهو يحدد الأسس والمعاني التي تقوم عليها القيم الإنسانية العامة، وبذلك يعزز الرموز الثقافية واللغوية التي تقوم عليها المجتمعات. والأدب -فوق هذا- يكثف الوضع الإنساني بما فيه من خيال وابتكار، ويكتشف الصراعات القيمية والعرقية والطبقية والدينية داخل الإطار الثقافي.
استثمار هذه المعرفة العميقة لدور الأدب والعمل على تسويقها في الاحتواء والتشكيل لعالم نريده يحمل قيم المساواة والعدل، يحمل قيم الانتماء والولاء هو الهدف الأسمى بعيدا عن الدعوات أن الفن للفن والأدب لا أهمية له، فالثقافة هي المنصة الحقيقية لانطلاق الحضارات، فالتعامل مع الأجهزة الذكية وتصنيعها واستخداماتها جزء من منظومة فكرية طويلة لم تظهر فجأة هو تأسيس لعقل معرفي قوي واضحة معالم الطريق أمامه ساعدته الفلسفة والأدب والعلوم الإنسانية لننعم بإنترنت الأشياء!
[ad_2]
Source link