[ad_1]
كانت الحياة تمضي طبيعية، كل ما حولك ينتمي لقائمة الأشياء المعتادة.. نفعلها لأننا اعتدناها.. ثرثرة مع صديقة، زيارات اجتماعية، وحتى مشاهدة الأفلام أو الذهاب إلى السينما حتى هجمت علينا يوماً الكورونا فأصبحنا أسرى طوعاً خلف أسوار بيتنا، أُسرنا حتى ننجو ففي الأسر الحياة وفي الشارع كان يتربص بنا المرض والهلاك! أصبحنا نقضي وقتاً أطول مع ذواتنا.. ومن حولنا.. نقوم بكل ما يفعله الإنسان منذ بدء التاريخ ولكن داخل كهوفنا.. كانت الفكرة مرعبة اننا داخل الكهف خائفين، لا نتواصل إلا مع ذواتنا أو مع من نعرفهم ويعانون ذات العزلة! وهذا خلق ربما عند البعض قلقاً عن كيف سيمضي الوقت؟ وكيف مضى الوقت على الآخرين في بلاد وأوقات أخرى وكيف تفاعلوا مع معضلات الحياة وأزماتها.. كنا نحتاج للشعور أننا لا نزال قادرين على البقاء ثقافياً وليس فقط أحياء ومن هنا نشأت فكرة نادي سينما الكرنتينا وهي محاكاة لتجارب واقعية قام بها صاحب الفكرة على أرض الواقع لتعريف الناس بالسينما والمدارس السينمائية في الإخراج والتجارب المتنوعة كالواقعية الإيطالية وسينما الموجة الفرنسية الإيطالية والمدرسة التعبيرية الألمانية والنهضة الاسكندنافية والسينما اليابانية وتأثيرات هذه المدارس على السينما العربية وتحديداً الواقعية الإيطالية وأبرز مخرجيها. بدأنا بفيلم واحد أسبوعياً ثم مع مرور الوقت أصبحنا نقضي 3 أيام أسبوعياً بمعدل ساعتين كل يوم في النقاش حول كلاسيكيات سينما هوليوود، وأفلام حديثة من بلدان مختلفة كإسبانيا وإيطاليا والأرجنتين والمكسيك والدنمارك، والأفلام المنسية في السينما العربية. هذه التجربة كانت غنية جداً لتناول مواضيع مختلفة مثل القضايا الوجودية، الحب وأزماته، تطور المجتمعات وأثرها الاجتماعي، قضايا المرأة مع الحب والمجتمع في الأرجنتين وفرنسا ومصر، ثنائية الحياة والموت وهل هو باب للخلاص، مفهوم الحقيقة والوهم، تعقيدات النفس البشرية، السينما كذاكرة للمجتمع، الشعر هل هو لقائله أم لمن يحتاجه وعلاقتنا مع الشعر كيف بدأت، عن إشكالية العلاقات بين الجنسين وتعقيداتها، ولم ننس في كل نقاش علاقة الأدب والأسطورة بالسينما وتأثيرهما عليها. هذه التجربة فتحت لنا باباً للحياة والدهشة والشغف والتنوع الفكري خصوصاً أن النقاشات تتم بين أعضاء مختلفي الجنسيات وبخلفية ثقافية ومهنية متباينة يجمع بينهم حب السينما. المدهش بالنسبة لي ما قاله صاحب الفكرة أن هذه التجربة كانت مختلفة عن كل تجاربه الواقعية، وربما كانت الأفضل لأنه يرى ويلمس أثرها مباشرة من خلال تفاعل الأعضاء على منصات التواصل الاجتماعي مما يتيح له تقييم التجربة بشكل مستمر، وأيضاً مستوى الالتزام والاستمرارية في التجربة التي يتجاوز عمرها الآن 3 أشهر كان أفضل من مثيلاتها على أرض الواقع وهذا ربما يحفزنا على تفعيل الفعاليات الثقافية عن بعد، فالمهم هو حجم التأثير وليس الحضور. هذه الوجبة السينمائية المتخمة بالروائع بقدر ما تمتعك حسياً من خلال الصورة والموسيقى وتشبع عشق الجمال بداخلك إلا أنها تغرقك في دوامة أسئلة عن سبب التراجع في السينما العربية «المصرية» تحديداً وهل ذلك يعود لغياب المخرج والمؤلف المتمكن من أدواته أم أنها هيمنة المنتج الذي يبحث عن فيلم يناسب الجمهور، هل الجمهور هو من يصنع مستوى السينما وما يقدم فيها أم أن الجمهور هو فقط متلق للمنتج الثقافي «الفيلم»، ومع حداثة تجربتنا السينمائية السعودية لا نملك إلا أن نبحث عن تفاصيل حياتنا ومشاكلنا الغنية والتي لا تزال تختزل في مواضيع محدودة، وعن الفجوة الهائلة بين تفكيرنا والسيناريوهات المكتوبة، هل فعلاً السينما تعكس مشاكلنا وثقافتنا؟ ربما لا يزال الوقت مبكراً للحكم على التجربة السعودية لكن المؤكد أننا نحتاج أن نستثمر في كتاب السيناريو لأنهم العمود الفقري للفيلم.
[ad_2]
Source link