[ad_1]
اكتشاف المدينة الذهبية المفقودة «صعود آتون» في جنوب مصر
الخميس – 26 شعبان 1442 هـ – 08 أبريل 2021 مـ
صورة عامة للمدينة المفقودة تحت الرمال والتي كانت تسمى «صعود آتون» (وكالة الشرق الأوسط الرسمية)
الأقصر(مصر): «الشرق الأوسط أونلاين»
اكتشفت البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس المدينة المفقودة تحت الرمال، التي كانت تسمى «صعود آتون» والتي يعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث.
وأشارت البعثة، في بيان صحافي اليوم الخميس، إلى استمرار استخدام المدينة من قبل توت عنخ آمون، أي منذ 3 آلاف عام.
وقال الدكتور زاهي حواس إن العمل بدأ في هذه المنطقة للبحث عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك توت عنخ آمون، لأنه تم العثور على معبدي كل من «حور محب» و«آ ي» من قبل.
وأكد حواس في البيان، أن البعثة عثرت على أكبر مدينة على الإطلاق في مصر والتي أسسها أحد أعظم حكام مصر وهو الملك «أمنحتب الثالث»، الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشرة، الذي حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م. وقد شاركه ابنه ووريث العرش المستقبلي أمنحتب الرابع «أخناتون» آخر ثماني سنوات من عهده.
وأضاف حواس أن هذه المدينة هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عثر في المدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو ثلاثة أمتار ومقسمة إلى شوارع. وأضاف: «لقد كشفنا عن جزء من المدينة يمتد غرباً، بينما يعد دير المدينة جزءاً من مدينتنا».
وبحسب البيان، فقد كانت أعمال التنقيب التي تتم في المنطقة من خلال بعثة أثرية مشتركة من مركز الدكتور زاهي حوس لعلوم المصريات، بمكتبة الإسكندرية ووزارة السياحة والآثار المصرية، قد بدأت في المنطقة في سبتمبر (أيلول) 2020. وفي غضون أسابيع، بدأت تشكيلات من الطوب اللبن الظهور في جميع الاتجاهات، وكانت دهشة البعثة الكبيرة، حينما اكتشفت أن الموقع هو مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، وتركها السكان القدماء كما لو كانت بالأمس.
ووفق البيان، قالت الدكتورة بيتسي بريان أستاذة علم المصريات في جامعة جون هوبكنز، إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. وأضافت أن «اكتشاف هذه المدينة، لم يمنحنا لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين في عصر الإمبراطورية فحسب، بل سيساعدنا في إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز في التاريخ ولماذا قرر إخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة».
وتقع منطقة الحفائر بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون.
وبحسب البيان، بدأت البعثة المصرية العمل في هذه المنطقة بحثاً عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، وكان الملك «آي»، خليفة توت عنخ آمون هو من قام ببناء معبده على موقع تم تجاوره لاحقاً على جانبه الجنوبي بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو.
وكان الهدف الأول للبعثة هو تحديد تاريخ هذه المدينة، حيث تم العثور على نقوش هيروغليفية على أغطية خزفية لأواني النبيذ، وتخبرنا المراجع التاريخية أن المدينة كانت تتألف من ثلاثة قصور ملكية للملك أمنحتب الثالث، بالإضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطورية.
وأكد عدد كبير من الاكتشافات الأثرية على تاريخ المدينة مثل الخواتم والجعارين والأواني الفخارية الملونة، والطوب اللبن الذي يحمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث، وبعد سبعة أشهر فقط من التنقيب، تم اكتشاف عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة.
وعثرت البعثة في الجزء الجنوبي على المخبز ومنطقة الطهو وأماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأواني التخزين الفخارية، والذي كان يخدم عدداً كبيراً من العمال والموظفين.
ووفقاً للبيان، تم اكتشاف عدد كبير من قوالب الصب الخاصة بإنتاج التمائم والعناصر الزخرفية الدقيقة، وهذا دليل آخر على النشاط الواسع في المدينة لإنتاج زخارف كل من المعابد والمقابر.
وعثرت البعثة في جميع أنحاء مناطق الحفائر على العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي مثل أعمال الغزل والنسيج، كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج، لكن المنطقة الرئيسية لمثل هذا النشاط لم يتم اكتشافها بعد.
كما تم العثور على دفنتين غير مألوفتين لبقرة أو ثور داخل إحدى الغرف، وما زال البحث جارياً لتحديد طبيعة هذه الدفنات والغرض منها.
كما تم العثور على دفنة رائعة لشخص ما بذراعيه ممدودتين إلى جانبه، وبقايا حبل ملفوف حول ركبتيه. ويعد موقع هذا الهيكل العظمي ووضعه غريبين نوعاً ما، وهناك المزيد من البحث حول هذا الأمر.
كما تم العثور على إناء يحتوي على جالونين من اللحم المجفف أو المسلوق – نحو 10 كجم – ويحمل نقوشاً قيمة يمكن قراءتها: «السنة 37. لحوم مسلوقة لعيد حب سد الثالث من جزارة حظيرة (خع) التي صنعها الجزار إيوي».
وهذه المعلومات القيمة لا تعطي فقط اسمي شخصين كانا يعيشان ويعملان في المدينة، بل تؤكد أن المدينة كانت نشطة وتحدد زمن مشاركة الملك أمنحتب الثالث مع ابنه أخناتون.
وعثرت البعثة أيضاً على نص منقوش على طبعة ختم يقرأ: «جم با أتون» أي مقاطعة أتون الساطع، وهذا اسم معبد قد بناه الملك أخناتون في الكرنك، كما تم الكشف عن مقبرة كبيرة لم يتم تحديد مداها بعد.
واكتشفت البعثة مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخور بأحجام مختلفة والتي يمكن الوصول إليها من خلال سلالم منحوتة في الصخر، وهناك سمة مشتركة لبناء المقابر في وادي الملوك ووادي النبلاء. وما زال العمل جارياً، وتتوقع البعثة الكشف عن مقابر لم تمسها يد مليئة بالكنوز.
وتتيح أعمال التنقيب المستمرة لعلماء الآثار الوصول إلى طبقة النشاط الأصلية للمدينة، حيث تم كشف النقاب عن معلومات ستغير التاريخ وتعطينا نظرة ثاقبة فريدة عن عائلة توت عنخ آمون.
ويقدم اكتشاف المدينة المفقودة أيضاً فهماً أعمق للحياة اليومية للمصريين القدماء من حيث أسلوب بناء وديكورات المنازل والأدوات التي استخدموها وكيفية تنظيم العمل، وقد تم الكشف عن ثلث المنطقة فقط حتى الآن، وستواصل البعثة أعمال التنقيب، بما في ذلك المنطقة التي تم تحديدها على أنها الموقع المحتمل لمعبد توت عنخ آمون الجنائزي.
واختتم حواس قائلاً: «لدينا الكثير من المعلومات حول المقابر والمعابد، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تكشف أسراراً عن حياة ملوك العصر الذهبي لمصر».
مصر
منوعات
[ad_2]
Source link