[ad_1]
وقالوا إنها حالة تمنن بعد عطاء عقود، وقالوا أيضاً إن تصريحاته شيطنة لأصحاب القضية، ولكن الأمير بندر بن سلطان في واقع الأمر لم يجلب تصريحاته من جعبته السياسية المتخمة بالمعلومات فحسب، بل وثقها بشهادات وأشخاص ووثائق رسمية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فالمملكة دولة ذات سيادة ومكانة ومتى أرادت التطبيع أو إقامة علاقات مع أي كان فلن تأبه لأحد ولن تنتظر رأي أو رضا أحد.
رغم أن ظهوره وشهادته جاءت بشكل عفوي وبسيط كمسؤول سابق يحمل تاريخاً مثقلاً بالأحداث، ورغم أن لغته موجهة لأبناء وبنات وطنه -كما كررها مراراً- إلا أن حديثه هذا كان قاصماً لظهور البعض ومؤلماً لمن تعودوا منا الصمت والترفع على جحودهم ونكرانهم وشتائمهم فكان إشارة إلى أن الكيل قد فاض وأن الوقت قد أزِف للمشافهة بالحقائق المرة، فكان حديثا فيه شجون وفيه صلابة وفيه صدمات وفيه قطع لطريق المزايدات لنخرج جميعاً بنتيجة واحدة وهي أن القضية الفلسطينية التي استنزفتنا سياسياً واقتصادياً على مدى ٧٢ عاماً لم يعرقلها سوى أصحابها!
رجل الدبلوماسية الأمير بندر بن سلطان لم يكن حديثه حديثاً عابراً حتى إن كان موجهاً لأبناء وبنات وطنه، بل كان عابراً للحدود والآفاق في تأثيره وتفاعل الشعوب العربية بقوته ووقع هذه الشخصية الآسرة ذات التاريخ العريق المليء بالأحداث والمواقف السياسية، فهو واحد ممن حملوا على عاتقهم همَّ القضية الفلسطينية وإيجاد حلول لها بحكم قربه وعلاقاته مع صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وبحكم مكانة بلاده الإقليمية والعالمية وتبنيها لقضايا العرب كافة، فالأمير قد تجشم المصاعب على مدى سنوات طويلة أهدرها من عمره في سبيل القضية التي كشف أن معرقلها الأول هي السلطة الفلسطينية نفسها، وأن كل الجهود التي بذلت لم يفشلها سواهم!
وجه الأمير بندر رسالة للشعب الفلسطيني ذكر فيها أنه يحترمهم ويقدرهم ولن يسمح لأصحاب الهوى بتفسير شهادته بالنوايا السيئة، فهم أهلنا وإخواننا وهم بكل أسف المتضرر الأول من إخفاقات قيادتهم.. وهذا هو الواقع الذي يجب أن يعيه الجميع، فالقضية الفلسطينية كانت أمام فرص كبرى للحلول وقد ضاعت جميعها عمداً، فالأولوية كانت للمتاجرة بالقضية وليست القضية نفسها!
كاتبة سعودية
hailahabdulah20@
[ad_2]
Source link