[ad_1]
أيام تفصلنا عن بداية شهر رمضان الذي يحلّ هذا العام للمرة الثانية في ظروف استثنائية مع جائحة كورونا، والواقع الذي نعيشه حالياً يحتم علينا ضرورة مواجهة تحديات كورونا بكل الوسائل المتاحة وأولها “الوعي المجتمعي”، فالعالم يخوض معركة فعلية مع فايروس كورونا الشرس الذي أصاب الملايين من الأفراد في كوكب الأرض وأودى بحياة الملايين أيضاً، بسبب سرعة انتقاله واتساع رقعة انتشاره.
ويتميز شهر رمضان الفضيل بخصوصية مباركة وروحانية كبيرة، وهذا ما يدعو إلى التأكيد بأنه يجب الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة، إذ إن الرهان أصبح الآن قائماً على وعي المجتمع باعتباره حجر الأساس في مواجهة الوباء واحتواء انتشاره، لأنه مهما كانت طبيعة الإجراءات الوقائية والخطوات الاحترازية، فإنها تظل بلا جدوى دون الالتزام الكامل والطوعي بها من جانب أفراد المجتمع، فالمجتمعات التي استهانت بتنفيذ التعليمات والإرشادات ما تزال تعاني حتى الآن، وتكاد منظومتها الصحية عاجزة عن توفير الرعاية الصحية بشكل جيد للمصابين، لهذا فإن وعي المجتمع والتزامه الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، يظل أساس التعايش مع وباء كورونا، والقضاء عليه بشكل نهائي.
وقد مر على جائحة كورونا أكثر من عام وبذلت جميع الجهات جهوداً كبيرة في عدم انتشار الفايروس ووضعت خطط وقائية قوية في الأماكن التجارية والتجمعات ومواقع العمل لحماية المجتمع من الفايروس، وبالتالي فإنه ليس هناك أي مبرر للتساهل بالأنظمة الصحية التي تضمن سلامة جميع أفراد المجتمع.
ولا شك أن عودة ارتفاع منحنى رصد حالات كورونا مجدداً بشكل لافت للنظر أمر مخيف، مما يتطلب التقيد والالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى نشهد آثاراً إيجابية – بإذن الله – فالمرحلة الحالية تعد حساسة وتتطلب الحرص.
كما أؤكد أهمية أخذ لقاح كورونا الذي أثبت فعاليته وقدرته على حماية الفرد من التعرض للإصابة، وتتضاعف التوصية أكثر على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة ومنهم مرضى السكري، إذ توصلت الدراسات العالمية إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري معرضون بشكل كبير لمضاعفات كبيرة في حال – لا سمح الله – إذا أصيبوا بكورونا لكونهم يتأثرون بتغيرات مستوى السكري في الدم مما يضعف جهازهم المناعي ويقلل بالتالي من قدرتهم على التصدي لأي عدوى فيروسية.
ولا بد أن يدرك المجتمع أن وجود التطعيمات الخاصة بكورونا لا يعني أن الفايروس اختفى تماماً، فمازالت الخطورة قائمة إلى الآن، فارتفاع إعداد إحصائية مخالفات الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من فايروس كورونا خلال الفترة الماضية يؤكد أن هناك استهتاراً من بعض أفراد المجتمع وليس ضعف وعي منهم؛ لأننا جميعاً نعيش ونتعايش مع جائحة كورونا منذ أكثر من عام، وبالتالي فإنه لا مبرر لأي تراخٍ أو تساهل، فالدولة صرفت الملايين من الريالات وراء الحملات التوعوية والتدابير الاحترازية والجهود الوقائية منذ الإعلان رسمياً بتسجيل إصابات كورونا في المملكة، ومن هذا المنطلق لا بد أن يتضاعف الجهد الوقائي أكثر في رمضان باعتباره شهر تتعدد فيه الأنشطة الاجتماعية.
وأخيراً يظل عدم التهاون بتطبيق الاشتراطات الصحية وأهمها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين وبجانب ذلك الحرص على أخذ التطعيم خير وقاية، مع تناول الوجبات الصحية خلال الفترة من الإفطار إلى السحور، وممارسة الرياضة ومنها المشي، وإعطاء الجسم كفايته من الراحة والنوم، وتعزيز المعنويات النفسية بالتفاؤل ومتابعة الأخبار الإيجابية وتجنب الأخبار المحبطة.
(*) أستاذ واستشاري أمراض غدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
[ad_2]
Source link