الفار | الشرق الأوسط

الفار | الشرق الأوسط

[ad_1]

شخصياً لست مع أي تقنية جديدة على لعبة مثل كرة القدم لأنها لعبة الفقراء والأغنياء ولعبة (الحارة والفريج) ولعبة جمالها في أخطائها وفي جدلها التحكيمي وفي وجودها عبر عشرات السنين كما هي.
كرة القدم برأيي ليست لعبة تكنولوجية، هي ليست مبارزة بالسيف ولا سباحة قصيرة أو تنس ولا جري سريع يحتاج لصورة فيديو لخط النهاية لمعرفة الواصل أولاً ولا حتى سباق فروسية.
هي بكل بساطة كرة قدم أحببناها كما هي، ولكن الفيفا أصر على اختراع شيء اسمه (الفار، أو تقنية الحكم المساعد عبر الفيديو) وهناك ملايين طالبوا بها وساندوها ووقفوا معها وهذا بقناعتي أمر صحي أن يكون هناك وجهات نظر مختلفة حول قضية معينة، ولكن المشكلة الأكبر أننا كنا نعذر التحكيم لأن القرار يتم أخذه في جزء من الثانية، ولهذا وفي محاولة لتحقيق أكبر قدر من العدالة اخترعوا «الفار»، وبات للحكم عيون إضافية هي حكام «الفار» وشاشات عرض تعيد من عدة زوايا ومتفرجين يتابعون اللقطات على الشاشة مثل الحكم، وباتت المباريات تتوقف أحياناً لسبع وثماني دقائق يحاول الحكم استيعاب الحالة ومع هذا في كثير من الأحيان يكون قراره خطأ وهو ما شاهدناه في عشرات الحالات إن كان في المملكة أو في العالم بشكل عام.
الغريب أن الأمور التقديرية لم تعد مقبولة في ظل وجود «الفار»، فإما تسلل وإما لا، وإما لمسة يد متعمدة كما تبدو في الفيديو وإما لا، وإما تعدت الكرة خط المرمى وإما لا… وأعترف أنه بسبب الفار قلّت كثيراً حالات التمثيل داخل مناطق الجزاء وباتت الأمور مضبوطة أكثر، ولكن الأغرب من الخيال هو بقاء الجدل حول الصافرة والقرارات رغم وضوح الصورة ورغم الإعادات، ولهذا سمعنا مدربين اثنين في الجولة الثالثة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان هما الجزائري بن زكري مدرب ضمك والبرتغالي فيتوريا مدرب النصر يتحدثان عن كلمة واحدة هي (العدالة)، فإذا جاء «الفار» ليحقق العدالة فلماذا يحدث الجدل إذن.
بقناعتي أن الإجابة عن هذا السؤال ستنهي الجدل حول «الفار» إلى الأبد في ملاعب العالم كلها، وهذه الإجابة يجب أن تأتي من الجهة التي قدمت «الفار» واخترعته وهي الفيفا، فهل سيكون هناك تنظيم، وربما تدريب خاص لحكام «الفار» وحكام الساحة وأوقات محددة لإيقاف اللعب وحالات محددة حصرية يذهب الحكم فيها إلى «الفار» ليشاهد اللقطة، وأمور كثيرة يجب تنظيمها في تقنية جديدة دخلت على لعبة جدلية عاطفية لا تعترف حتى بالمنطق ولو شاهدته بأم العين أحياناً.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply