الأمم المتحدة تشدد على أن الحل في سوريا سياسي في خضّم تحديات هائلة تواجه البلاد

الأمم المتحدة تشدد على أن الحل في سوريا سياسي في خضّم تحديات هائلة تواجه البلاد

[ad_1]

وأمام الجمعية العامة، كرّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش “ضحايا الحرب وكل المثابرين في البحث عن السلام”، مشيرا إلى أن الملايين داخل البلاد – والملايين من اللاجئين خارجها – يعانون من صدمات شديدة، وفقر طاحن، وانعدام الأمن الشخصي، وانعدام الأمل في المستقبل.

وقال: “حاليا يعيش 9 من كل 10 سوريين في فقر، ويتهدد 60% خطر الجوع هذا العام، وهو أعلى رقم على الإطلاق في تاريخ الصراع السوري.. وهناك جيل من أطفال سوريا لم يعش يوما قط بدون حرب”.

بحسب الأمم المتحدة، ما يقرب من 2.5 مليون طفل سوري خارج المدارس في جميع أنحاء سوريا، ويتهدد 1.6 مليون آخرين خطر التسرّب، ونصف مليون طفل يعاني من سوء التغذية المزمن.

© UNICEF/Delil Souleiman

في الطقس البارد تزداد احتياجات الأطفال المستضعفين في مخيم الهول شمال شرق سوريا. by © UNICEF/Delil Souleiman

لا حرب ولا سلام

وشدد الأمين العام على أن الوضع في سوريا يستمر في الانحراف نحو مسار “لا حرب فيه ولا سلام”، داعيا إلى السعي للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية مع قرار مجلس الأمن 2254 (2015) مؤكدا أن حل الصراع في سوريا لا يمكن أن يكون عسكريا.

وقال: “يجب أن تتضمن الخطوة الأولى تقدما موثوقا به داخل اللجنة الدستورية من أجل تنفيذ دعوة القرار 2254 لصياغة دستور جديد يسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تدار تحت إشراف الأمم المتحدة ويحق لجميع السوريين المشاركة فيها، بمن فيهم أفراد الشتات”.

وقد أجرت اللجنة الدستورية حتى الآن خمس جولات، وأوضح السيّد غوتيريش أنها حتى الآن دون مستوى توقعاته، ولم ترق إلى مستوى توقعات الشعب السوري. وتابع يقول: “لهذا السبب أؤيد دعوة مبعوثي الخاص (غير بيدرسون) لأن تكون الجولة السادسة مختلفة عما سبقها – أي ذات أهداف واضحة وأساليب عمل موثوقة وتعاون أقوى بين الرئيسين المشاركين وخطة عمل للمستقبل”.

معاناة مستمرة لسنوات

من جانبه، قال رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، في كلمته إن أبناء الشعب السوري يعانون منذ عشرة أعوام، وقد قمع العنف مطالبهم بالحصول على الحرية.

وأضاف أن ثلاثة من بين كل خمسة سوريين اضطروا لترك ديارهم، ويعيش أربعة من بين كل خمسة سوريين في فقر مدقع.

وأردف قائلا: “أصبح البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة مع استمرار تدهور الظروف المعيشية في جميع أنحاء البلاد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير. ارتفعت أسعار السلع الغذائية وحدها بنسبة 222% في عام واحد”.

وقال السيّد بوزكير: “لا تزال الاستجابة المستمرة وواسعة النطاق عبر الحدود هي الطريقة الوحيدة لتلبية احتياجات ملايين الأشخاص المعرّضين للخطر في سوريا”.

وحث مجلس الأمن، الذي سيناقش في الأشهر المقبلة تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، على منح الإذن بتمديد آلية الأمم المتحدة الإنسانية.

© WFP/Jessica Lawson

أحد أحياء مدينة حلب، سوريا. by © WFP/Jessica Lawson

هدوء نسبي

على مدار العام الماضي، شهدت سوريا هدوءا نسبيا تعرّض للتحديات، ففي 21 آذار/مارس تم الإبلاغ عن عشرات الضحايا المدنيين في شمال غرب سوريا نتيجة هجمات على مستشفى تدعمه الأمم المتحدة في الأتارب، ووقعت غارة جوية بالقرب من باب الهوى حيث تعبر المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التابعة للأمم المتحدة من تركيا إلى سوريا، وتم قصف أحياء سكنية في حلب.

وفي مناطق أخرى، استمرت الهجمات بالعبوات الناسفة في مواقع مدنية مزدحمة في شمال سوريا. وشهد شمال غرب سوريا حشدا عسكريا، فيما تستمر هيئة تحرير الشام في تعزيز سيطرتها العسكرية في إدلب، ويصعّد داعش من هجماته في وسط سوريا.

ويشهد الجنوب، توترات كبيرة بين المجتمعات المحلية والقوات الموالية للحكومة ومقاتلي المعارضة السابقين.

وتعرّض عشرات الآلاف من السوريين للحرمان التعسفي من حريتهم، إذ يُحتجز الكثير منهم في ظروف مزرية ويفتقرون للضروريات الأساسية، وغالبا ما يتعرّضون للتعذيب وسوء المعاملة، منهم رجال ونساء وفتيان لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما تعرّضوا لعنف جنسي، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب الجنسي، وتشويه الأعضاء التناسلية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة لمحاسبة الجناة: “لقد شهدت سوريا على مدى العقد الماضي انتهاكات هائلة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني تصدم الضمير. ما زال المسؤولون عن هذه الجرائم التي قد ترقى في بعض الحالات إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ينعمون حتى اليوم بالإفلات شبه التام من العقاب”.

جهود مكافحة كوفيد-19 في سوريا

UNICEF Syria

المختبر المركزي في دمشق وهو المختبر الوحيد الذي يقوم باختبار كوفيد-19 حتى الآن في سوريا. by UNICEF Syria

بحسب الأمم المتحدة، تم تحديد عشرات الآلاف من حالات الإصابة بمرض كـوفيد-19، وتوفي أكثر من ألفي شخص حتى الآن. ولا تزال آلاف الحالات غير مؤكدة بسبب معدلات الاختبار المنخفضة بشكل خطير. في الوقت الذي لا تعمل فيه سوى 58% فقط من المستشفيات.

وقد تم تقديم طلبين لاستخدام مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات لسوريا، أحدهما يغطي شمال غرب سوريا، والآخر يغطي بقية البلاد. والخطط جارية لتسليم الدفعة الأولى في الأسابيع المقبلة، تغطي حوالي 3% من السكان.

وقد تم تخصيص مليون جرعة أولية لوزارة الصحة السورية، بما في ذلك 100 ألف جرعة لشمال شرق سوريا، وتم تخصيص 224 ألف جرعة أولية لشمال غرب سوريا.

ورغم أن اللقاحات المقدمة من مرفق كوفاكس من المقرر أن تبدأ في جميع أنحاء سوريا في الأسابيع المقبلة، فإن توزيع هذه اللقاحات الأولية سيستمر حتى عام 2021. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يستمر الانتقال المجتمعي لعدوى مرض كوفيد-19 في عام 2021.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply