أدباء: الثرثرة تعميم خاطئ والأصل في الجمال الندرة ! – أخبار السعودية

أدباء: الثرثرة تعميم خاطئ والأصل في الجمال الندرة ! – أخبار السعودية

[ad_1]

أثار الرأي الذي طرحه القاص محمد منصور الشقحاء في «عكاظ» عن رؤيته للمنتج الجديد في الروايات السعودية وأنّ هذا المنتج ثرثرة وصفية صفراء، تفتقد البناء الفني، إضافة إلى أنّ شخصيات هذا المنتج باهتة لا قضية لها ولا أيديولوجيا تنتمي إليها، حفيظة بعض المبدعين الشباب، إذ اتفق الروائي طاهر الزهراني ابتداء مع ما ذكره الشقحاء؛ لكنه اختلف معه في كونه لم يعد يتابع الأعمال المحلية أخيراً. وأضاف الزهراني: كنت قبل سنوات أتابع أغلب النتاج، ثم أصبحت أتابع بعض الأسماء، كنت حينها أتابع من أجل الوقوف على بعض الأعمال الجيدة والحديث عنها، وصدقاً تعبت، هذا الأمر ليس من مهامي بل من مهام النقاد، أنا قارئ أولاً ثم كاتب أيضاً، الآن قد أطلع على بعض تلك الأعمال واقفاً في المكتبة فلا أتجاوز صفحاتها الأولى، ثم أضعها على الرف، أنا لست منزعجاً من هذا الأمر.

وأكد الزهراني أنّ الأصل في الجمال الندرة، حتى الكاتب في مشروعه السردي هو يكتب من أجل أشياء كثيرة منها أن يكتب عملاً نادراً، وطبيعي جداً أن تكون أغلب الأعمال مملة، فلولا الرتابة والملل لم نعرف قيمة الدهشة والجمال.

فيما رأى الناقد والقاص عبدالواحد اليحيائي أنّ هناك أربعة أمور تجعل الروائي جميلاً، وعليه أن يمتلكها: الموهبة بما تعينه من ذكاء وخيال وقدرة على الإبداع، والمعرفة بالكتابة وأساليبها وكل ما يوصل إلى كتابة جميلة سواء في ذلك ما يتعلق بالحوادث أو الشخصيات أو الزمان والمكان، والمثابرة والتجريب المتواصل بلا سأم ولا يأس ولا التفات للمحبطين، وأخيراً يأتي الحظ ممثلاً في فرصة يحسن استغلالها، ناشر مثقف، أو مسوق جيد لكتابته (روايته) أو ناقد واعٍ يحسن شرح إبداعه للآخرين أو يحسن تقويم كتابته لتكون أرقى وأجمل.

واستبعد اليحيائي أهمية أن يكون هذا الكاتب من الجيل السابق أو الآتي؛ لأنّ ذلك لا يهم كثيراً، المهم أن يكتب وقد امتلك ما سبق، ثم يتفاوت الروائيون في نصيبهم من ذلك، وأعتقد أن الفارق الأكبر حين نحاول فهم أجيالنا الروائية في المملكة هو في المعرفة، وتحديداً في مصادر المعرفة التي أتيحت للجيل المعاصر من الروائيين ولم تتح لمن سبقهم، وأعني بذلك ثورة الاتصالات وما حملته من سهولة الوصول إلى الكم الهائل من المعلومات في جميع المجالات الإنسانية وعبر كل الوسائل الفنية المتاحة، وذلك لم يكن متوفراً للجيل السابق من الروائيين لكن دون أن يعني ذلك التمايز فنقول إن الروائي اللاحق أكثر قدرة إبداعية من السابق، فقد تتوفر المعرفة ثم لا يحسن الروائي الاستفادة منها، وقد يحسن الاستفادة ثم يضعها في غير مكانها وزمانها من الحدث الروائي، وقد تتفوق موهبة السابق على اللاحق فيعوض بقوة موهبته ضعف معرفته بمادة روايته وشخوصها، أو قد يتاح له ناقد مثقف لم يتح للروائي اللاحق.

وخطأ اليحيائي وصف المبدعين اللاحقين بأنهم ثرثارون؛ لأنّ هذا تعميم خاطئ بلا شك، ففي كل جيل ثرثارون ومبدعون ثم يأتي النقاد الواعون ليستبين معهم الغث من السمين، ويبقى بعد ذلك من ارتفع بإبداعه ويختفي من رفعه آخرون لمكانته الاجتماعية أو الاقتصادية أو الدينية.. إلخ.

واستبعد اليحيائي أن تعني الريادة السبق بالكتابة حتى وإن كانت هذه الكتابة بلا تجديد ولا إبداع، والاعتقاد بأن التأخر في الكتابة ملازم للفشل حتى وإن كان الروائي مبدعاً جميلاً؛ لأنّ هذا الشعور يدفع غالباً إلى تقديس أدبي وفني لمن لا يستحق بحكم الأقدمية فقط، واستهانة بالإبداع الجديد المختلف.

وأكد اليحيائي أننا نخطئ حين نقدم التجربة المتكررة البالية على الإبداع المتفجر الحي في ذات المبدع، فالكتابة المبدعة أولاً وأخيراً عمل خلاق وليست وظيفة في منظمة إدارية يرتقي موظفها بحسب سنوات خبرته وتكرار أقواله وأفعاله حتى وإن زعم أنه يكتب رواية أو قصة قصيرة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply