كأس المؤسس.. ذكريات وبطولات – أخبار السعودية

كأس المؤسس.. ذكريات وبطولات – أخبار السعودية

[ad_1]

من هنا مر الأبطال ومن هناك عبروا.. ومن تلك الصحاري ظهروا.. وعلى الخيول صالوا وجالوا البلاد طولاً وعرضاً.. صبروا وصابروا حتى نالوا ما تمنوا وأرادوا.. وبدمائهم سطروا المجد، وبحوافر الخيل كتبوا التاريخ.. حتى سمع العالم بأسره ولأول مرة قيام دولة وليدة في الجزيرة العربية اسمها المملكة العربية السعودية.. فكانت وما زالت خير دولة قامت على الحق وقامت به وأقامته.. وكانت وما زالت قبلة للعالمين.. وأرض الرسالة الخاتمة التي اختارها الله للعرب والمسلمين.. وبها البلد الأمين.. وطيبة مهجر سيد الأولين والآخرين..

بطولة تلخص تاريخاً.. وتاريخ يختزل في بطولة.. نتذكر فيها الجهد العظيم الذي بذله الرجال الأشاوس الذين ضحوا بالغالي والنفيس مع قائدهم المؤسس طيب الله ثراه وهم يفتحون بلداً تلو آخر، لينعم الجميع بالأمن والأمان والسعادة والرخاء والطمأنينة، فأصبح المستحيل بجهدهم ممكناً، والصعب سهلاً، والخوف أمناً، والصحراء الجرداء حدائق غناء، والبلاد المشتتة دولة واحدة تعلوها كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.

إن هذه الكأس لها قيمتها الفريدة كتفرد من تحمل اسمه، ولا شك أن من سيحصل عليها سيكون متفرداً في مجال الفروسية، فهي الكأس التي تحمل التاريخ في طياتها، وينبثق منها عبق الجزيرة العربية بلون ونكهة ونظرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي حول مسار الجزيرة العربية، وغير شكلها ولونها في بضع سنوات حتى صارت بمثل ما يراها الناس اليوم.

ولا شك أن للذكريات نكهة جميلة تأتي كالربيع، خصوصاً حينما تكون متعلقة بشخصية فذة أجادت صياغة الأحداث، ولم تصغها الأحداث، وهذا لا يحدث إلا مع العظماء في كل عصر ومصر، ومن أولئك العظماء الذين شهد العالم مسيرتهم، وما زال حتى هذه اللحظة لا يستوعب بحق قدر تلك الشخصية العظيمة التي تفردت بكل ما تحمله كلمة التفرد من معنى في كل شتى مناحي الحياة، وتلك الشخصية هي شخصية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي أسس لحضارة عملاقة والذي وصفه الريحاني بقوله: لقد قابلت الأمراء والزعماء فما وجدت فيهم مثل عبدالعزيز، إن في الرجل شيئاً أكبر من السلطان، ومهما قيل في ابن سعود فهو خالي من الادعاء والتصلف الكاذب. وبنى في وقتٍ كان العالم بأسره يقوم بالهدم، حتى وجدت بلاد الحرمين الشريفين بصورتها التي وقف لها العالم احتراماً وتقديراً، وصارت قبلة العالمين في دينهم ودنياهم.

فلله در أيامٍ خلت كان لها رجالها الأفذاذ الذين أضاءوا بنور بصيرتهم ظلاماً تخبط الناس فيه أزمنة طويلة.. وكان الفضل بعد الله تعالى لهذه الخيول التي ما كلت ولا ملت ولا تعبت، وكأنها تشارك فرسانها النصر لحظة بلحظة.. وتفرح مع كل فتح يفتح الله به عليهم.. لنرى بأم أعيننا عظمة الإنجاز وروعة اللحظة التي قطفنا فيها ثمار ذلك الجهد المضني والمتعب، والذي لم يكن ليتحقق إلا بفضل الله ثم بفضل جهود الملك المؤسس ورجاله.

فما أجمل أن تأتي المناسبات التي تنقل إلينا صورة الماضي بشكله ونوعه، ويصبح الحاضر مختلطاً به كماً وكيفاً وحجماً ونوعاً، فتشهد الرياض مناسبة جميلة ورائعة وهي مسابقة كأس المؤسس، في الوقت الذي يخبرنا الماضي أن الخيول هي الطريقة التي جاب بها المؤسس هذه البلاد طولاً وعرضاً حتى أنشأ أمام العالم بأسره المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت مع الأيام من أكثر دول العالم قوة، وباتت تعلو على هام العلا، أمام القاصي والداني.

إن الشجرة الكريمة لا تنبت إلا طيباً، والمجد توارثته هذه الأسرة المالكة أباً عن جد، فها نحن نرى الحكمة تسود الملوك وتغشى الأمراء، وولاة الأمر يبقون الحصن الحصين وصمام الأمان لهذا البلد المبارك، ففي حسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للفروسية أمان للماضي والحاضر، وفي تطلعات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الداعم للفروسية ورؤيته (2030) الطموحة للمستقبل صمام أمان للمستقبل وتطلعات الأجيال القادمة.

نهنئ ونبارك ونشكر أمير الفروسية الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس هيئة الفروسية على هذا الحفل الوطني الكبير والشكر والتهنئة موصولة لرجال الفروسية الذين سعوا ويسعون بجهودهم للتحضير والتجهيز لهذه المناسبة الوطنية الأصيلة.

ختاماً: قولوا معي جميعاً كما قال الشاعر:

عبدالعزيز وكيف ينسى فعله والعين ترمقه بكل مكان

المحامي كاتب فهد الشمري *

* مالك ومؤسس إسطبل النشاما للفروسية



[ad_2]

Source link

Leave a Reply