[ad_1]
النجم البرازيلي يؤكد أنه لم يستطع رفض عرض شنغهاي المغري من أجل إعالة أسرته الفقيرة
ترك النجم البرازيلي أوسكار بلاده وهو في سن صغيرة للغاية؛ بحثاً عن مستقبله في عالم كرة القدم. وكلما تقدم في مسيرته الكروية، ابتعد عن وطنه أكثر. ولد أوسكار في «أميركانا»، وهي مدينة صغيرة في ولاية ساو باولو، وكان يتعين عليه السفر لمدة 10 دقائق فقط للعب في نادي «سانتا باربرا دي أويستي». وبعد ذلك، انتقل إلى أحد أكبر الفرق في عاصمة الولاية، وهو نادي ساو باولو، قبل أن ينتقل إلى إنترناسيونال في بورتو أليغري، ثم تشيلسي الإنجليزي، والآن نادي شنغهاي سيبغ الصيني، على بُعد نحو 12 ألف ميل من المكان الذي بدأ فيه رحلته مع الساحرة المستديرة.
لكن ما هي الخطوة التالية؟ يقول اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً: «لا أفكر في مغادرة الصين. هناك مشروع رائع بالنسبة لي هنا. لكنني أرغب في العودة إلى تشيلسي لإنهاء مسيرتي الكروية هناك. لقد صنعت قصة جميلة هناك، وذهبت إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في سن صغيرة جداً، في وقت لم يكن فيه المشجعون يثقون كثيراً باللاعبين البرازيليين. لكنني ساعدت في تغيير هذه الرؤية. سأكون أكبر سناً عندما أحاول اتخاذ هذه الخطوة مرة أخرى، لكن بما أنني ألعب بشكل جيد للغاية، وهناك العديد من الإحصائيات الجيدة بشأن أدائي، فإنني أشعر بأنه لا يزال هناك مكان لي في تشيلسي».
وعندما انتقل أوسكار إلى تشيلسي في عام 2012، حصل على القميص رقم 11، الذي كان يرتديه أسطورة النادي ديدييه دروغبا، قبل أن يرحل إلى نادي شنغهاي شينهوا الصيني. وعندما عاد دروغبا إلى تشيلسي في 2014، لم يكن النجم الإيفواري في قمة مستواه في فترة الإعداد للموسم الجديد، لذا طلب من أوسكار إجراء محادثة معه. يقول أوسكار عن ذلك وهو يضحك: «دروغبا رجل يؤمن بالخرافات على ما أعتقد. لقد جاء للتحدث معي وامتدحني كثيراً، وقال إن القميص المناسب بالنسبة لي هو رقم ثمانية. من المؤكد أنني كنت سأسمح له بارتداء القميص رقم 11 لو طلب مني ذلك بمنتهى البساطة. وبالفعل قلت له إنه يمكنه استرداد رقمه بكل سهولة، حتى بدون أن يطلب ذلك».
وارتدى أوسكار القميص رقم 8، الذي كان يرتديه فرانك لامبارد قبل رحيله إلى مانشستر سيتي. يقول اللاعب البرازيلي عن ذلك: «الشيء الجيد في الأمر هو أنني لم أشعر بضغط بسبب ارتداء القميص رقم 8، لأنني كنت قد ارتديت بالفعل الرقم الذي كان يرتديه لاعب كبير مثل دروغبا». وعلى مدار ما يقرب من خمس سنوات مع تشيلسي، لعب أوسكار تحت قيادة خمسة مديرين فنيين وفاز بأربعة ألقاب؛ هي لقبان للدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والدوري الأوروبي. وفي أول عام له في «ستامفورد بريدج»، سجل أوسكار أفضل هدف في الموسم بالنسبة لنادي تشيلسي، وهو الهدف الذي سجله في مرمى يوفنتوس في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق في دوري أبطال أوروبا. وفي نهاية الموسم، كان يتعين عليه أن يلقي خطاباً أمام الجماهير، لكنه كان مرتبكاً بعض الشيء.
يقول نجم السيليساو عن ذلك: «لقد كنت متوتراً بكل تأكيد. كنت أتعلم اللغة الإنجليزية، لكن كان يتعين عليّ أن أتحدث إلى المشجعين وإلى زملائي في الفريق. لقد شعرت في منتصف هذا الأمر بأنني لا أقوم بعمل جيد، حيث بدأ الناس يضحكون. ربما يعود السبب في ذلك إلى أنني كنت أتلعثم في الحديث في بعض الأحيان، وأقول الكثير من الكلمات في أحيان أخرى. لكن المحاولة هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك أن تتعلم بها لغة جديدة. لقد كان ذلك جزءاً مما كان يتعين عليّ القيام به».
ويضيف: «يمكنني أن أتحدث طوال هذه المقابلة عن اللحظات والذكريات الجيدة التي استمتعت بها في تشيلسي، لكن هناك أمرين أود الإشارة إليهما لأنني استمتعت بهما كثيرا: أول هاتريك سجلته في مسيرتي الكروية والذي كان أمام نادي ميلتون كينز دونز؛ ومباراة ضد آرسنال لم أسجل فيها أهدافاً لكنني استخلصت الكرة ثماني مرات بـ(تاكلينغ). لقد صفق لي الجمهور كثيراً، وشعرت بأنني قد سجلت ثلاثية أخرى». ويجب الإشارة إلى أن الضغوط في تشيلسي هائلة، ولا يمكن للكثير من اللاعبين تحملها والتأقلم معها على الفور. وقد انتقل أوسكار إلى تشيلسي في نفس الفترة التي انضم فيها النجم البلجيكي كيفين دي بروين للفريق، وأصبحا صديقين مقربين. وانتقل النجم المصري محمد صلاح إلى «ستامفورد بريدج» في 2014 وأظهر أنه لاعب رائع في التدريبات، لكنه لم يشارك كثيراً في التشكيلة الأساسية للفريق، وهو ما جعل البعض يطلقون عليه لقب «ميسي التدريبات».
يقول أوسكار عن ذلك: «لعبت مع دي بروين وصنع لي هدفاً. لقد لعبت في إحدى المباريات إلى جانب إيدن هازارد وكيفين دي بروين في خط الوسط، وسارت الأمور على ما يرام تماماً. لم يحصل دي بروين على الكثير من الفرص للمشاركة في المباريات، لكنه كان يلعب بشكل جيد في كل مرة يشارك فيها، ثم تعرض للإصابة. وأعتقد أن عدم المشاركة بشكل مستمر في نادٍ يملك الكثير من الخيارات في نفس المركز لا يعني أنه لم يكن جيداً في فترة الفترة». ويضيف: «لكن فيما يتعلق بمحمد صلاح، فقد كان الأمر مختلفاً، حيث لم يكن من الممكن إيقافه في التدريبات، لكنه كان دائماً خجولاً وهادئاً خارج الملعب. وخلال المباريات، أعتقد أنه لم تكن لديه الثقة التي رأيناها في كل نادٍ لعب معه بعد تشيلسي، خاصة الآن في ليفربول».
ويعتقد أوسكار أن الطريقة التي يعتمد عليها المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو في المباريات كان لها تأثير سلبي على دي بروين وصلاح. ويقول: «في بعض الأحيان لا يشعر اللاعبون بالراحة نتيجة هذا الضغط الكبير. لقد أحببت اللعب بهذه الطريقة لأنها ساعدتني على أن أكون أفضل. لقد ساعدني مورينيو كثيراً، وهو أحد أفضل المديرين الفنيين في العالم. إنه يعطي الكثير من الثقة للاعبيه، لكنه يريد أيضاً منهم أن يقدموا مستويات تتناسب مع هذه الثقة». لقد حقق أوسكار نجاحاً كبيراً في تشيلسي، لكن عندما جاءه عرض من شنغهاي الصيني في عام 2016، لم يستطع رفض هذه الفرصة. لقد دفع النادي الصيني لتشيلسي 52 مليون جنيه إسترليني، وأشارت تقارير إلى أن أوسكار كان سيحصل على راتب أسبوعي قدره 400 ألف جنيه إسترليني.
وقال أوسكار في ذلك الوقت: «تتمتع الصين بقوة مالية هائلة، وفي بعض الأحيان تقدم عروضاً لا يمكن للاعبين رفضها. كل لاعب كرة قدم، أو كل شخص يعمل في أي وظيفة أخرى، يريد كسب المال لمساعدة أسرته. لقد جئت من خلفية اجتماعية في البرازيل فقيرة جداً، ولم يكن لدينا أي شيء. وأرى أن الفرصة التي حصلت عليها هي ثمار عملي الشاق».
وقُتل والد أوسكار في حادث مروري عندما كان أوسكار في الثالثة من عمره، وبالتالي واجهت الأم صعوبة كبيرة في تربية أطفالها الثلاثة بمفردها، فكانت تصنع وتبيع الملابس لإعالة الأسرة. والآن، يمكن لأوسكار أن يساعد جميع أفراد أسرته من خلال لعب كرة القدم.
ويعتقد أوسكار أنه انتقل إلى آسيا في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن المنافسة في الدوري الصيني الممتاز تتحسن بمرور الوقت ووصول لاعبين أفضل كل عام. ويقول إن الدوري الصيني يجذب الكثير من الاهتمام في القارة ويُعرف بأنه الأفضل في آسيا. وفاز أوسكار بالدوري الصيني عام 2018 وكأس السوبر عام 2019. ومع ذلك، فهناك بعض العيوب لهذه التجربة أيضاً، حيث يقول أوسكار: «لقد أصبح من الصعب العودة إلى صفوف المنتخب البرازيلي، لكنني مستعد تماماً إذا احتاجني منتخب بلادي. بالطبع، أحلم بالعودة لصفوف السيليساو، لكنني أدرك تماماً أن الأمر قد أصبح أكثر صعوبة الآن».
ومع ذلك، يستمتع أوسكار بهذه التجربة الآن، وقد حقق أقصى استفادة ممكنة منها مع زوجته وطفليه الصغيرين. يقول أوسكار: «قبل تفشي الوباء، ذهبت إلى العديد من المدن والبلدان الآسيوية. إنه عالم جديد تماماً بالنسبة لي. إننا نحب السفر، وشنغهاي مدينة رائعة بشكل لا يُصدق. إنها مدينة عالمية مثل ساو باولو أو لندن، وتضم كل شيء من حدائق ومطاعم وعروض ترفيهية، ونوعية حياة عالية. ومن الرائع أن أكون هنا».
ومن المؤكد أن الحياة لم تكن طبيعية خلال العام الماضي. لقد وصل فيروس كورونا إلى مدينة شنغهاي قبل عام، لكن لا يوجد الآن سوى عدد قليل للغاية من الحالات المصابة في المدينة. يقول أوسكار عن ذلك: «كان الوضع قاسياً هنا في الصين، لكن الحكومة أخبرتنا بما يتعين علينا القيام به واتبعنا كل التعليمات. والآن، يبدو الأمر كما لو أن فيروس كورونا لم يكن موجوداً من الأساس، وبدأنا نعيش حياة طبيعية. لقد بذلت الصين الجهود الصحيحة والمناسبة من أجل شعبها. إنني أؤمن دائماً بأن هذه الفترة التي يتفشى فيها الوباء هي الوقت المناسب لكي نساعد بعضنا بعضاً. لقد ساعدنا المقاطعات الأخرى هنا في الصين، وأتحدث إلى عائلتي كل يوم في البرازيل، وأطلب منهم الاستمرار في الاهتمام بصحتهم».
ويستمتع أوسكار بوقته في الصين ولديه عقد طويل الأمد، لكنه لا يزال يأمل في العودة إلى تشيلسي لإنهاء مسيرته الكروية هناك. وبسؤاله عما إذا كان سيتجه إلى عالم التدريب بعد الاعتزال، رد أوسكار قائلاً: «لا، على الإطلاق، فالتدريب لا يناسبني تماماً! إنني أسافر وأتنقل دائماً منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري بسبب حبي لكرة القدم. إنني أريد أن أحصل على وظيفة في مجال الرياضة بمجرد اعتزالي، لكنني أريد وظيفة تساعدني على البقاء في مكان واحد. إنني بحاجة إلى أن أكون قريباً من عائلتي وأحبائي، وهذا ما أريده».
[ad_2]
Source link