[ad_1]
لا شك كلام جميل والنوايا حسنة، لكن الخوف من أنها تذكرني بأيام الصحوة والعناوين الرنانة التي تنادي بالوسطية والاعتدال والتصدي للأفكار الهدامة. ومن خلال هذه العناوين والمنابر استطاع الإخوان المسلمون السيطرة على العقول والسعي على أدلجة المجتمع.
يا معالي الوزير الخوف مِنْ مَن يدير هذه الإدارات. ومن المادة المعطاة. ومن المفاهيم غير المحررة لبعض الكلمات المطاطية مثل كلمة الوسطية التي في حد ذاتها قد تحمل على دلالة من دلالات التطرف والتأطير. فمن يحدد الوسط والطرف الآخر البعيد عن الوسط. وهل الوسطية نبذ الآخر؟ لماذا الإصرار على استخدام مصطلحات الصحوة والإخوان المسلمين وشعاراتهم المضللة.
لقد توقفت يا معالي الوزير حائراً أمام تصريحكم المعلن بالصحف الذي جاء فيه : «إن الوزارة تهدف من إنشاء وحدة التوعية الفكرية في كل إدارة تعليم وجامعة لتعزيز الولاء للدين ثم لولاة الأمر، والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجة آثاره، وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية».
حقيقة الذي حيرني في التصريح كثرة المفردات المستخدمة التي ترتبط بكثير من مفردات فترة زمنية لا نريد الرجوع إليها. كل الولاء المرتبط بمصطلح البراءة وما تعنيه من رفض الآخر.
يا معالي الوزير إن مفهوم الولاء يتحقق بالممارسة والعمل والسلوك الذي يوضح مشاعر الفرد من الاعتزاز والانتماء للوطن، الذي يجعل الفرد يقبل التضحية في سبيل حماية وطنه، وسيادته، وكرامته، ويعمل بالأخلاقيات المرتبطة بالقيم من أجل تحقيق مفاهيم الاحترام المتبادل، والإخاء، والتآلف، والتعاون.
يا معالي الوزير أين منظومة الأخلاق في التوعية الفكرية؟ أين منظومة العلم وقيم العصر من هذه التوعية الفكرية؟ ماهي المادة التي ستقدم لهذه التوعية الفكرية؟ ومن هم القائمون على هذه الإدارات؟ وما هي خلفياتهم الفكرية والثقافية والتربوية؟ أسئلة كثيرة يتوجب الوقوف أمامها وخاصة عندما نكون في مواجهة مواضيع مهمة وفيصلية.
إنني أرى ضرورة أن تكون المعاني والمقاصد والمفاهيم والمنظور للحياة بعيداً عن الضيق الأيديولوجي المتشدد، الذي هو بعيد عن غايات الإسلام المليئة بالرحمة والإنسانية والكرامة واحترام التنوع والتباين، التي لم تدركها الصحوة ولا أصحاب الأصولية التراثية البعيدة عن قيم العصر والمعرفية الإنسانية.
كاتب سعودي
com.yamani.osama@gmail
[ad_2]
Source link