[ad_1]
بيدرسون الذي كان يتحدث اليوم في جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا، قال إنه قبل عشر سنوات، تم قمع المظاهرات الشعبية السلمية بعنف فدخلت سوريا في دوامة الصراع المسلح. ومع مرور الوقت، جاء العديد من البلدان والمقاتلين من جميع أنحاء العالم إلى سوريا للقتال بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أن “السوريين العاديين قد يشعرون في بعض الأحيان أنهم جميعا محاصرون في صراع عالمي لا نهاية له”.
وقال إن معظم الأطفال السوريين لم يعيشوا يوما بدون حرب. إذ خبر الكثيرون الحياة دون طعام أو دواء أو تعليم، أو تم احتجازهم أو تجنيدهم أو أنهم جرحوا أو قتلوا.
“ستصبح المأساة السورية واحدة من أحلك فصول التاريخ الحديث – الشعب السوري من بين أعظم ضحايا هذا القرن”.
في هذه الذكرى القاتمة، حيا المبعوث الخاص ذكرى الضحايا ومعاناة السوريين وصمودهم في وجه العنف والإهانات التي لا يمكن تصورها والتي واجهها جميع السوريين – رجالاً ونساءً، من جميع المناطق والخلفيات – على مدى عشر سنوات طويلة.
أهوال لا توصف
وبحسب المبعوث الخاص، جُرح السوريون وشوهوا وقتلوا بكل طريقة يمكن تخيلها – حتى إنه تم تدنيس جثثهم. وواجهوا جائحة كوفيد-19 بنظام صحي منهك ومدمر.
شهدوا منازلهم وأسواقهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومرافقهم تتعرض للدمار بفعل الغارات الجوية والبراميل المتفجرة ونيران الصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة.
وتحملوا أهوال الأسلحة الكيماوية التي لا توصف.
وقد حُرموا من المساعدة الإنسانية، وأحياناً عاشوا تحت الحصار حيث جوّع الجناة السكان عمداً.
كما واجهوا انتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق هائل ومنهجي وتحملوا انتهاكات لا حصر لها للقانون الإنساني الدولي.
ورأوا أكبر منظمة إرهابية تُدرج في قائمة مجلس الأمن في الذاكرة الحديثة تستولي على ثلث بلادهم – وهي مجموعة عنيفة ومتطرفة لدرجة أنها استعبدت النساء والفتيات وباعتهن في الأسواق.
فيما واجهت النساء السوريات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع – من جميع الأطراف – وزيادة حالات الزواج المبكر والقسري.
مجتمع دولي منقسم
في غضون ذلك، قال بيدرسون إن السوريين يلاحظون أن “المسؤولين عن أفعال قد ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب يتمتعون بحصانة شبه كاملة”.
وأشار إلى أن السوريين العادين لم يروا أي حل وسط بين الرؤى السياسية المتعارضة، ولم يشهدوا أي تقدم حقيقي في المحادثات بين الحكومة والمعارضة للتوفيق بين تلك الرؤى.
“لقد رأى جميع السوريين أن المجتمع الدولي منقسم، ومحاصر في منافسة جيوسياسية، وعالق في رواياته المتنافسة، وغالبا ما يركز على دعم جانب واحد [أو آخر] في الصراع”. وقال إن العالم لم ينجح في المساعدة على تخليص السوريين كشعب واحد مما أسماه الأمين العام “كابوسا حيا”.
وفي هذا السياق أعرب عن عميق أسف الأمم المتحدة لأنها لم تتمكن حتى الآن من التوسط لإنهاء هذا الصراع المأساوي.
حاجة إلى دبلوماسية دولية
وسط هذه المأساة، قال بيدرسون إن هناك جانبا إيجابيا وهو الهدوء النسبي، على الأقل فيما يتعلق بخطوط الجبهة التي لم تتغير منذ عام الآن. “لكن العام الأكثر هدوءا في الصراع السوري لا يزال عنيفا بشكل هائل بأي مقياس آخر”.
وفي هذا الصدد، شدد المبعوث الخاص مجددا على “أهمية ترسيخ هذا الهدوء الهش في وقف حقيقي لإطلاق النار على مستوى البلاد وفقا للقرار 2254، جنبا إلى جنب مع نهج مشترك لمواجهة التحدي المستمر للجماعات الإرهابية في سوريا المدرجة في قائمة الأمم المتحدة”.
وقال إن الخطر الآخر الذي يواجه سوريا هو أنه حتى لو لم ينهار الهدوء، فإن حالة من الركود تستمر لفترة طويلة – إذ يتحمل الشعب السوري عقدا جديدا من الإحباط والقنوط واليأس. “وهذا خطر جسيم، خاصة إذا لم تحظ سوريا بعناية دبلوماسية دولية مبدعة رفيعة المستوى” بحسب بيدرسون.
وفيما أكد المبعوث الخاص ضرورة تفاوض الأطراف السورية على تسوية في عملية تقودها سوريا بدعوة من الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 – وإظهار الإرادة السياسية للقيام بذلك، أوضح أيضا أنه مقتنع تماما بأن الأطراف السورية “لن تتقدم كثيرا إذا لم يتم دعم العملية التي يقودها السوريون بدبلوماسية دولية بناءة بشأن سوريا”.
وقال إن الصراع السوري هو “من بين الصراعات الأكثر تدويلًا” خلال جيل كامل، فيما أن العديد من القضايا التي تهم السوريين ليست في أيدي السوريين.
-نوافيكم بالمزيد لاحقا..
[ad_2]
Source link