أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم المياه والكهرباء في السعودية على اهتمام بلاده بدعم تقنية المعلومات والاستثمارات المتعلقة في وقت صدر فيه مؤخراً قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تعريفة استهلاك الكهرباء الخاصة بالشركات العاملة في نشاط الحوسبة السحابية في المملكة، في خطوة تطبيقية لتوجهات رؤية «المملكة 2030» وتحقيقاً لمستهدفات برامجها التنفيذية المتعلقة بالتحوّل الرقمي.
وتجسد المبادرة السعودية دعماً صريحاً للقطاعات التي تتطلب استخداماً نوعياً للطاقة الكهربائية، وتمكن للأنشطة ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي العالي في السعودية.
وأكّد وزير الطاقة، في تصريحٍ له بهذه المناسبة، أن التعريفة التي تم إقرارها، وهي 18 هللة لكل كيلووات في ساعة، ستكون مُحفّزة للاستثمار في مجال الحوسبة السحابية الحيوي، الذي يُعد من أهم الممكِّنات الأساس لإرساء قواعد التحوّل الرقمي في المملكة، ودعم تطوير وتطبيق التقنيات المتقدمة في مجالات الأعمال كافة، مُشيراً إلى أن هذا القرار يُجسّد الدور المحوري والتكاملي، الذي ينهض به قطاع الكهرباء وشركاؤه في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
وأوضح الأمير عبد العزيز أن الجهات التي ستستفيد من هذه التعريفة تشمل الشركات العاملة في نشاط الحوسبة السحابية المُرخصة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والقائمة حالياً، وكذلك الشركات الجديدة التي تتقدم بطلب إيصال التيار الكهربائي إليها قبل نهاية عام 2023.
ولفت رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم المياه والكهرباء إلى أن الهيئة ستقوم بإصدار قواعد وإجراءات تطبيق التعريفة، التي ستوضح آلية تقديم طلبات الحصول على التعريفة والاستفادة منها، وذلك بالتنسيق مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بصفتها المنظم لنشاط الحوسبة السحابية في المملكة.
من جانبه، قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة إن «التعريفة، بمزاياها التنافسية، تعزز مكانة السعودية كمركز محوري لربط القارات رقمياً، عبر توسيع نطاق وقدرة معالجة البيانات في المملكة، ورفع الطاقة الاستيعابية لها، وذلك عن طريق تحفيز الاستثمار في مراكز البيانات وخدمات الحوسبة السحابية».
وأضاف المهندس السواحة في بيان صدر أمس، أن أثر هذا القرار سينعكس بشكل مباشر على تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي المعتمد على البيانات، وتسريع دخول المنتجات الرقمية للأسواق، إضافة إلى تحفيز بيئة ملائمة لريادة الأعمال الرقمية.
وأشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن المملكة توجت جهودها في التحول التقني والرقمي باستقطاب أكبر استثمارين تقنيين، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مجال الحوسبة السحابية، المُتمَثلَين في اختيار كل من شركتي «قوقل» و«علي بابا كلاود» للمملكة لتكون مركزاً إقليمياً لعملياتهما في المنطقة، في صفقتين تجاوز مجموعهما 1.5 مليار دولار.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه أهمية الحوسبة على المستوى العالمي، إذ وفق دراسة أعدتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ستلعب الحوسبة السحابية دوراً محورياً في بناء الاقتصاد الرقمي الجديد، مضيفة أن المنافسة في المجال ستسهم في تيسير اللوائح التنظيمية مما سيشجع الابتكار، ويساعد في خلق منظومة عمل أفضل لصالح الشركاء والشركات والمستفيدين.
ومعلوم أن الحوسبة السحابية باتت ممكّناً أساسياً لمجموعة من الخدمات والحلول التقنية الجديدة (الناشئة والمتقدمة) بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، والتشفير، والواقع المعزز (الواقع الافتراضي)، وغيرها من الخدمات اللاسلكية والأجهزة التقنية.