[ad_1]
وإذا لم تقم الولايات المتحدة بصياغة نهج جديد فقد يؤدي هذا السيناريو إلى إعادة تموضع جديدة في إطار تفاهمات مبنية على المصالح؛ حيث حذر دبلوماسيون أمريكيون إدارة الرئيس جو بايدن من عدم تغيير مواقفها مع شركائها الإستراتيجيين في المنطقة والقفز باتجاه إيران مثلما فعل الرئيس الأسبق باراك أوباما. ويمكن استقراء المشهد السياسي ومواقف إدارة بايدن منها من ملفّين رئيسيين؛ الأول يتمثّل بالحرب الطاحنة على الأزمة اليمنية حيث أوقفت إدارة بايدن دعمها العسكري لها وألغت تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية وجمدت صفقات الأسلحة مع المملكة وأوقفت التعاون معها وتركت مليشيات الحوثي المنبوذ المدعوم من النظام الإيراني حراً طليقاً وكافأته بطريقتها، بفرض النفوذ الإيراني على اليمن كأمر واقع، وخصوصاً بعد رفع الحركة من قائمة العقوبات الأمريكية. وهذا حتماً عقد الازمة اليمنية وساوى بين الجلاد والضحية.. أما الملف الثاني، فهو ملفّ الاتفاق النووي الإيراني الذي وعدت إدارة بايدن العودة لتنفيذه لمكافأة إيران مجدداً ووضع شركاء واشنطن في نفس الزاوية التي وضعها أوباما وهو ما يرفضه حلفاء واشنطن جملة وتفصيلاً؛ كون النظام الإيراني هو راعي الإرهاب الأول في العالم والدولة المنبوذة في المجتمع ولا يمكن للمملكة أن تتعامل مع دولة راعية للإرهاب ومنبوذة عالمياً.
يقول جون سباسابان، في تقرير بمجلة «فورين بوليسي»، إذا كانت واشنطن تريد الإصلاح في الرياض، فعليها أن تفكر في ما هو أكثر إقلاقاً للسعودية، وهو تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاهها وفق ما تقتضيه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وقياساً بحجم الاستثمارات السعودية الكبرى في الساحة الأمريكية اقتصادياً وعسكرياً. وعلى الرئيس الأمريكي بايدن أن يعيد بشكل سريع موازنة أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعدم الانكفاء نحو المنبوذين الحقيقيين مثل إيران والحوثي.. إن الاستدارة المبكرة لإدارة جو بايدن حيال عدد من قضايا المنطقة وطبيعة القرارات التي اتخذت تحت غطاء المراجعات كانت متوقعة؛ إلا أن تجاهل الإدارة الحلفاء الدائمين لها في المنطقة التي تعود لعقود؛ عكس رؤية قصيرة محدودة تفتقر للبعد الإستراتيجي لهذه الشراكات.. ولن تحقق الاستدارة أهدافها؛ كون هناك متغيرات في العالم ولدى دول المنطقة العديد من الخيارات للتوجه إلى الشرق أو أوروبا أو محاور في العالم تعزز مصالحها الأمنية والاقتصادية والعسكرية. إن تغيير بوصلة إدارة بايدن وإعادة الارتباط مع دول أخرى سيؤدي إلى تغيير في موازين القوى، ولا يمكن لواشنطن التحرك بعيداً عن حلفائها الاستراتيجيين. بالمقابل هناك نقاط يمكن البدء بربطها خصوصاً سرعة مراجعة إدارة بايدن لتصنيف الحوثي منظمة إرهابية؛ الأمر الذي يعكس رغبة صناع القرار الديموقراطيين في صياغة رؤية خارجيّة واحدة مختلفة تحت مظلة المراجعات. ويرى مراقبون ينتمون لليسار الأمريكي ومن المؤيّدين لتخفيض اعتماد واشنطن على القوّة العسكريّة وتخفيض الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط أنّ بايدن ينتمي بشكل أو بآخر إلى نسخة محدثة للفكر الأوباومي وفق منطلقات جديدة يمسك بمفاصلها صقور الديموقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس وسيعملون على تمرير أجندتهم في الشرق الأوسط تحت غطاء المراجعات ومزاعم حقوق الإنسان.
خامنئي والحوثي.. منبوذان عالمياً….لماذا يقوم الحزب الديموقراطي باسترضائهم.
[ad_2]
Source link