[ad_1]
المملكة والتقریر الأمریكي!!
تعجّب الكثیرون حول العالم من إعلان تقریر وكالة الاستخبارات الأمریكیة مؤخرًا حول مقتل المواطن جمال خاشقجي – رحمه الله -؛ لأن حكومة المملكة العربیة السعودیة وصفت مقتله حینها بأنه (جریمة بشعة، وانتهاك صارخ لقوانین المملكة العربیة السعودیة وقیمها)، كما أمرت بفتح تحقیق جاد وعادل مع المتورطین في قتله، واتخذت جمیع الإجراءات القضائیة اللازمة لتقدیمهم للعدالة، وبالفعل تمَّ التحقیق معهم، وصدرت بحقهم أحكام قضائیة نهائیة، ورحّبت بذلك أسرة خاشقجي مثمنةً جهود وإجراءات القضاء السعودي العادل في هذه القضیة.
وقد ردَّت وزارة خارجیتنا بقوة على هذا التقریر الأمریكي القائم على الظن والتخمین، والخالي من أیة معلومة أو دلیل واحد یدین أیة قیادة سعودیَّة في جریمة مقتل جمال خاشقجي، ورفضت رفضًا قاطعًا ما ورد فیه من استنتاجات مسیئة وغیر صحیحة عن قیادة المملكة، وأكدت بحزم أنه لا یمكن قبول هذه الاستنتاجات بأي حال من الأحوال.
لقد تضمن التقریر الأمریكي جملةً من الاستنتاجات غیر الصحیحة، وعبارات هلامیة فضفاضة، لا تقطع بأي اتهام جازم. ویعد هذا التقریر تدخلاً غیر مقبول في شؤون المملكة العربیة السعودیة الداخلیة، ومحاولة مفضوحة، یستغلها أعداء المملكة للنیل منها، لكنها بفضل الله تعالى عصیة على كل هذه المؤامرات وتلك الألاعیب!!
وعندما نتأمل الأمر جلیًّا نجد أن من المثیر للدهشة إعادة فتح ملف قضیة مقتل جمال خاشقجي!! فهو من الملفات المنتهیة؛ إذ أكَّدت الجهات المختصة أنها جریمة نكراء، شكَّلت انتهاكًا صارخًا لقوانین المملكة وقِیمها، ارتكبتها مجموعة من المتهمین، تجاوزوا الأنظمة كافة، وخالفوا صلاحیات الأجهزة التي كانوا یعملون فیها، وتمَّ تقدیمهم للعدالة، والتحقیق معهم، وصدرت بحقهم – كما أسلفنا – أحكام قضائیة نهائیة، رحبت بها أسرة خاشقجي!!
فما الذي یدعو الإدارة الأمریكیة بعد أكثر من عامین لإعادة فتح الملف بعد انتهائه؟! لماذا تُبعَث القضیة لتتصدر المشهد السیاسي مرة أخرى؟!! تُرى ما الذي حمل الإدارة الأمریكیة الجدیدة على ذلك في ظل وجود ملفات سیاسیة دولیة ساخنة، لا تزال مفتوحة، وتؤرق الإنسانیة، مثل مئات الآلاف من اللاجئین السوریین الذین يعانون في هذا البرد القارس؟! وماذا عن الحقوق الإنسانیة لمسلمي الروهینجا الذین یُحرَقون في میانمار، وغیرها من الملفات الساخنة بل الملتهبة في العالم؟!
إن المملكة العربیة السعودیة معروفة بالاعتدال والتسامح على مدى تاریخها الطویل، وتلعب دورًا حیویًّا ومحوریًّا بقیادة مولاي خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبدالعزیز آل سعود وسمو سیدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمیر محمد بن سلمان – حفظهما الله تعالى – في تعزیر الأمن والاستقرار الإقلیمي، وحفظ الأمن والسلم الدولیَّین، فما الذي یُراد منها؟! وما الذي یُدبَّر لها، ویُحاك ضدها؟!! ثم هل یمكننا تصدیق ادعاء أمریكا أنها المدافعة عن حقوق الإنسان حول العالم؟ وماذا عن التمییز العنصري فیها من البیض ضد السود؟! ألم یقتل رجل شرطة أبیض في ولایة (مینسوتا) الأمریكیة المواطن الأمریكي الأسود (جورج فلوید) قبل أشهر قلیلة؟!! ومن الذي یساعد إسرائیل التي تقتل أطفال ونساء وشیوخ الفلسطینیین العزَّل الأبریاء، وتهدم منازلهم؟! ألیست هي الولایات المتحدة الأمریكیة؟!!
في الواقع، یذكرنا هذا التقریر المعتمد على الظن والتخیل والاستنتاج بالتقریر الذي أعدته المخابرات الأمریكیة، بالتعاون مع المخابرات البریطانیة سنة 2003م، الذي ادعى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، تهدد سلام البشریة والإنسانیة. وبناء على هذا التقریر تم تدمیر العراق!! وتبیّن بعدها أن العراق لم یكن یمتلك أیة أسلحة نوویة ولا كیمیائیة، بل لم یكن لدیه سلاح تقلیدي متطور، لكن محصلة تقریر مضلل هي تدمیر دولة عربیة، كانت آمنة مستقرة، وتم إسقاطها في مستنقع آسن من الفوضى والخراب والصراعات الطائفیة، وتم قتل وتشرید الملایین من أبنائها!!
إن المملكة العربیة السعودیة قویة بالله تعالى، وهي قمَّةٌ شمَّاء شامخة قویة – بفضل الله – ثم بأهلها الأوفیاء وشعبها الأصیل، ثم هي قویة بأشقائها وملایین المسلمین حول العالم؛ فقد أعربت حكومات الدول العربیة والإسلامیة عن تضامنها الكامل مع المملكة العربیة السعودیة، وأكَّدت ضرورة التمسك بمبدأ احترام السیادة الوطنیة لجمیع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلیة، وفقًا للأُطر الدستوریة والالتزامات الدولیة.
[ad_2]
Source link