[ad_1]
وقد أظهرت جائحة كـوفيد-19 الحاجة لتوفير تغطية صحية شاملة لجميع الناس حيثما كانوا وبأسعار معقولة، وإقامة نظم صحية عامة صلبة وبناء القدرة على التأهب لحالات الطوارئ.
وفي فعالية افتراضية على مستوى وزاري عُقدت صباح الخميس بتوقيت نيويورك، لبحث وضع الصحة في العالم والفرص والتحديات، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة مسجلة إنه قبل عام حذر من أن نصف سكان العالم غير قادرين على الحصول على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة. “واليوم تُظهر الجائحة أن أنظمتنا الصحية غير كافية”.
وتتطلب التغطية الصحية الشاملة من الحكومات تعزيز الاستثمار في المنافع العامة المتعلقة بالصحة، بحسب الأمين العام الذي أشار أيضا إلى أن جميع البلدان وافقت على العمل من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة كجزء من خطة التنمية المستدامة 2030.
تغطية صحية شاملة ممكنة
قبل عام، اجتمع قادة العالم للمصادقة على الإعلان السياسي للتغطية الصحية الشاملة، ومع بروز جائحة كوفيد-19، أصبحت الحاجة ملحة أكثر للتغطية الصحية الشاملة للجميع.
وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن الجائحة كشفت عن “انعدام المساواة وضعف النظم الصحية في جميع الدول، بما فيها بعض أغنى الدول وأكثرها قوة، التي باغتتها الجائحة ولم تكن مستعدة لها“.
وأوضح أن الجائحة تضع في دائرة الخطر العديد من المكاسب الصحية التي تحققت في العشرين سنة الماضية، “ولكن، بعيدا عن إخراج جهودنا عن المسار للتوصل إلى تغطية صحية شاملة، يجب أن تقودنا الجائحة للمضي قدما بإلحاح أكبر وإصرار وابتكار“.
وأضاف أن تعزيز وحماية الصحة يصب في تعزيز وحماية الوظائف والاقتصادات والمساواة في النوع الاجتماعي والسلام والاستدامة.
وقال: “إن جائحة كوفيد-19 هي أزمة لم نختبرمثلها في حياتنا من قبل، ولكن يجب أن تكون نقطة تحوّل لنا جميعا، وحافزا لجعل التغطية الصحية الشاملة حقيقة، ليس فقط تطلعا“.
وذكّر د. تيدروس جميع الشركاء بوجود فجوة مالية بقيمة 34 مليار دولار في تمويل مبادرة تسريع أدوات مكافحة كوفيد-19 المعروفة بـ ACT Accelerator.
تغطية يجب أن تشمل الأطفال
وتحدثت في الفعالية المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنرييتا فور، وقالت إن التغطية الصحية الشاملة والوصول بالكامل إلى النظم الصحية العامة أمور أساسية لصحة الأطفال وأسرهم، وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات والدول.
وتابعت تقول: “بدون الوصول العالمي لرعاية صحية ذات جودة لجميع الناس، فإن أي رؤية لمجتمع فيه مساواة ستبقى بعيدة المنال“، ودعت لمضاعفة الالتزامات إزاء التغطية الصحية الشاملة وتقوية نظم الصحة الأولية وتقريبها من الناس.
بدون الوصول العالمي لرعاية صحية ذات جودة لجميع الناس، أي رؤية لمجتمع فيه مساواة ستبقى بعيدة المنال — هنرييتا فور
وقالت: “التطعيم والمعالجة والوقاية من أمراض كالملاريا والإسهال والالتهاب الرئوي وسوء التغذية كلها رعاية أساسية للطفل والأم، يجب أن تكون هذه الخدمات متاحة وبتكلفة معقولة لجميع الناس بصرف النظر عن مكان إقامتهم“.
ضرورة التصدي لجوائح مستقبلية
كما تطرقت هنرييتا فور إلى أهمية تطوير ونشر أدوات مبتكرة وعلاجات للتصدي لجوائح مستقبلية.
وأضافت تقول: “تتطلب التغطية الصحية الشاملة تعزيز أنظمة التعليم التي تساعد كل طفل على النمو والتطوّر، وتعزيز أنظمة الغذاء التي تقدم التغذية بتكلفة معقولة.. والماء والصرف الصحي وأنظمة النظافة التي يمكن أن تدعم المجتمعات والمرافق الصحية للوقاية من الأمراض“.
وإلى جانب ذلك، أشارت إلى ضرورة تعزيز أنظمة تدعم الصحة العقلية بما فيها الاستشارة والدعم السيكولوجي الاجتماعي للأطفال واليافعين، وأنظمة الحماية الاجتماعية التي من شأنها أن تساعد الأسر على تغطية النفقات لدعم الصحة الجيّدة.
ضرورة مشاركة جميع الدول في الجهود
من جهة أخرى، تحدث سيث بيركلي، مدير تحالف اللقاحات (غافي)، عن أهمية استعادة التطعيم الروتيني والبرامج الوقائية.
وقال: “إن برامج التطعيم الروتينية تشكل العمود الفقري لنظام رعاية أولية شامل وفعّال يتيح لهذه اللقاحات الوصول للجميع في أسرع وقت ممكن، حتى لأفقر الدول التي لديها أضعف الأنظمة الصحية“.
برامج التطعيم الروتينية تشكل العمود الفقري لنظام رعاية أولية شامل وفعّال يتيح لهذه اللقاحات الوصول للجميع — مدير غافي
وبحسب غافي، فإن 91% من الأطفال في العالم يحصلون على جرعة واحدة على الأقل من التحصين الروتيني. ولكن الـ 10% المتبقية من الأطفال لا يحصلون على أي جرعة على الإطلاق. وقال بيركلي: “ما نحتاج لفعله هو العمل مع الدول لإيجاد هذه الأسر وتلك المجتمعات وشملهم في النظام الصحي لأن التفشي يحدث هناك، وإذا مرضوا فسيموتون“.
ويواجه 117 مليون طفل خطر الإصابة بالحصبة والكثيرون غيرهم يواجهون خطر الإصابة بأمراض أخرى، بحسب مدير غافي.
وفيما يتعلق بأي تصرّف أحادي الجانب من أي دولة، قال بيركلي: “فكرة حصول دولة على لقاح لنفسها وتحصين مواطنيها، وكأن كل شيء بعد ذلك سيكون على ما يرام، ليست صحيحة، فثمّة سياحة عالمية وتجارة وتواصل، لذا لن يكون التحصين فعّالا ما لم يصل للجميع“.
وتشارك حتى الآن 170 دولة في مرفق الوصول العالمي للقاح فعال ضد فيروس كورونا، المعروف بـ COVAX، وتأمل غافي في انضمام مزيد من الدول لإنشاء محفظة كبيرة من اللقاحات هي أكبر حشد للقاحات في التاريخ.
[ad_2]
Source link