[ad_1]
لماذا توجد أنواع مختلفة من المنتج ذاته لشركات متعددة؟ ولماذا نجد من تركیبة الدواء ذاته أكثر من شركة؟ ولماذا توجد من الملابس مقاسات مختلفة؟.. إلخ من الأسئلة التي لا نتعامل معها بجدیة؛ لأننا تعوّدنا أن نرى هذا التنوع، وأصبح بدیهیًّا بالنسبة لنا.
تقول القاعدة الكونیة إن الناس مختلفون. وأكد ذلك الخالق في مُحكم تنزیله: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ…} الآیة. لم تتكرر الفكرة من حولنا ونستهلكها كبدیهیة لأن الناس مختلفون فقط، بل لأن ما یناسب شخصًا لیس بالضرورة أن یناسب الآخر ببساطة!
الإیمان بالاختلاف ضرورة، ولا یمكن أن تؤتي ثمارها وتعمل بشكل جید إلا باحترام جزئها الرئیس، وهو نسبیة الأشیاء والأحكام.. إلخ؛ إذ لا یوجد قالب موحَّد أو تصمیم یناسب الجمیع، كما لا توجد استشارة یمكن أن تناسب جمیع الظروف، ولا لوحة تلهم جمیع العقول، ولا الاحتفاء ذاته بالفكرة العظیمة؛ فالتشابه أمر وارد لكن نسبة حدوث التطابق ضعیفة جدًّا!
حینما یُقدَّم دواء – أي دواء – یُنظَر إلى الفئة العمریة، والتاریخ المرضي للعائلة، وحساسیة الفرد تجاه بعض المركبات، والكثیر من الأسئلة والتعلیمات التي قد یطرحها الطبیب المعالِج أو الصیدلاني، أو الوصفة المرفقة للدواء.. حتمیة الاختلاف یؤمن بها المصنِّعون أكثر من الأفراد المستهلكین. وهذا الاهتمام رفع من نسبة عوائدهم. وكان من المفترض أن یحدث العكس من أجل مصلحة الإنسان.
حینما یقدم المرء على طلب استشارة یسعى إلى تطبیقها كیفما قُدمت له غافلاً عن أن المستشار یعرض استشارته التي قد لا تتلاءم مع حاجة هذا الفرد تحدیدًا؛ لأن بعض الاستشارات تكون في قوالب نفسیة قابلة للاستخدام في الحال. وهنا تحدث الأخطاء والنتائج غیر المتوقعة.
من المهم ألا یغفل المرء عن حاجته الملحة لفهم ذاته من أجل استیعاب اختلافه، ونسبیة القرارات والأحكام مع وضعه، وأن ما یناسب غیره لیس بالضرورة أن یناسبه، والعكس.
[ad_2]
Source link