[ad_1]
«عكاظ» في هذه المناسبة، رصدت رسائل قصيرة تعبر عن مشاعر الأوساط الثقافة تجاه قامة الراحل وتنقل مواقف لا يكفيها حبر الصحف ولا مجلدات التعبير، من النُخب إلى روح (غازي) الذي غزا بقلمه كل جُحر حجرٍ وبنى مكانه طوب المعرفة بطين الحضارة.
2 مارس إلى الخلود
في البداية قال الدكتور سعد الصويان: «لا يمكن أن يمر في مخيلتي اسم غازي القصيبي دون أن أتذكر عمله الجريء (حتى لا تكون فتنة)، إذ كان المرحوم غازي من قادة التنوير الجريئين في عصره. وأظنه سيكون سعيدا جدا بما تحقق للمملكة من قفزات بعيدة على طريق التنوير وكرامة الإنسان». كان المرحوم غازي رائدا في كل أعماله ولم يتقلد مهمة أو يتسنم منصبا إلا وكان قدوة لغيره في البذل والعطاء والإخلاص، كان نموذجا يحتذى -رحمه الله.
الحليف الدائم للنجاح
من جانبه، قال الدكتور تركي الحمد: «رحم الله أبا سهيل، الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، فقد كان ظاهرة حيا وميتا، في زمانه وغير زمانه. عرفته طويلا قبل أن يتسنم أي منصب حكومي، حين كان أستاذي في الجامعة، وحين كان عميدا لكلية التجارة، في جامعة الرياض، الملك سعود حاليا، وما بعد ذلك تاريخ يعرفه الجميع». ميزة غازي القصيبي أنه كان ذا لمسة سحرية، إن صح التعبير، فحيثما حل في منصب كان النجاح حليفه، أو كان هو حليف النجاح، وكأنه والنجاح صنوان، أو حتى توأم سيامي. لأبي سهيل عدة أبعاد، وكل بعد منها أبهى من الآخر، فهناك غازي المثقف، والشاعر، والروائي، والإداري، والأكاديمي، والسياسي رجل الدولة. ولكن أهم ميزة طبعت حياة الدكتور غازي في تقديري هي قدرته على تجسير أو ردم الفجوة بين المثقف والسلطة، تلك الفجوة التي افترض بعض المؤدلجين، وأصحاب الشعارات الطنانة، أنها غير قابلة للردم والتجسير، فأثبت غازي عمليا أنه ليس من المستحيل أن يبقى المثقف مستقلا وناقدا ومحترما، ورجل دولة ناجحا في الوقت ذاته دون أدنى تناقض، وذلك حين تكون المصلحة العامة هي الغاية، وليس المماحكات الأيديولوجية، ذات الدوي المرتفع ولكن دون طحين ملموس. رحم الله أستاذي غازي القصيبي، وأسكنه فردوسه الأعلى.
أما الناقد الدكتور عبدالله الغذامي، فوجّه رسالته للراحل بشكل مباشر قائلا: «رحمة الله ورضوانه عليك أبا يارا، رحلت ولم ترحل عن عقولنا وقلوبنا، بقيت تشع فكرا ومعرفة في العقول، ومحبة وأخوة في القلوب».
غرفة الانتظار
وفي جملة بليغة مختصرة وجّه عثمان العمير الخطاب لغازي القصيبي قائلا: «انهض من لحدك، الجميع في غرفة الانتظار».
الرجل الظاهرة
رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك قال: «إن الشوق يتجدد في ذكرى ميلاد القصيبي، ويتكرَّر الدعاء، إذ نستعيد إنجازاته، وتحضرنا إبداعاته، وأخيرا وليس آخرا، لا تغيب صورة هذا الرجل الذي جمعتني به (القصيدة) المبهرة، المفرحة، الأنيسة أحيانا، وذات الألق والمتعبة والمنغصة أحيانا أخرى».
هذا هو غازي القصيبي الذي فتحت لأشعاره وكلماته صفحات «الجزيرة»، وألّفت عنه كتابي (للتاريخ ولغازي القصيبي)، وكتابا آخر من إصدارات صحيفة الجزيرة بعنوان (الاستثناء)، وفاء مني ومن صحيفة الجزيرة ومن القسم الثقافي في الصحيفة للرجل الظاهرة، والقامة الكبيرة، ورجل تلك المرحلة.
تتذكره صحيفة «عكاظ»، في ذكرى ميلاده، ويتذكره معها كل مواطن، تتذكره الكلمة الجميلة، والإدارة الناجحة، نتذكره بتفاعلاته الاجتماعية، وكلمة الحق التي لا يُعلى عليها عنده.
موقف عابر
من جهة أخرى، استحضر محمد التونسي أحد المواقف العابرة قائلا: «استدعاني -يرحمه الله- ذات صباح عندما كان وزيرا للصناعة وأنا ما بين الجامعة حيث أَدْرُسْ وصحيفة الجزيرة حيث أعمل. وجدته غاضبا من مقال لكاتب، في ظاهره دفاع عني ضد كاتب آخر انتقدني، وفي باطنه محاولة النيل من مسؤول كبير في وزارة الإعلام آنذاك». كان متابعا ومشجعا لي في معظم محطاتي العملية، وبمجرد أن انتقل إلى محطة أخرى يخاطب المسؤول الأول فيها كتابيا بالثناء على شخصي وأدائي، وآخرها وقت تسلمت رئاسة تحرير «عكاظ». كم كنت محظوظا بدعم رجل بقيمة وقامة غازي القصيبي المفكر المسؤول، وقبل ذلك الإنسان.
المناصب والألقاب
الكاتب والأديب حمد القاضي قال: «في ذكرى ولادة الراحل غازي القصيبي -يرحمه الله- يسترجع محبوه جوانب عديدة من مسيرته، لكني أشير باختصار لأهم سمات شخصيته، السمة الإنسانية وهو القائل إنجازا وليس تنظيرا فقط في بيت يفيض نبلا:
وإن سهرتْ مقلة بالظلام
رأيت المروءة أن أسهرا..
إن مفردات الإنسانية بكل حمولاتها من عطف ورحمة وإيثار هي مفتاح قلبه».
إنه رغم كل ما أحاط به من شهرة وبكل المناصب التي تولاها والمنابر التي صعدها متحدثا أو محاضرا أو حاصدا للجوائز ظل إنسانا لم يتبدل أو يتغير، لم تشغله كل هذه الأضواء والمناصب والألقاب عن رسالته في الحياة هويته «الإنسانية»، وهي الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون عنه.
[ad_2]
Source link